“صفقة الإمارات القذرة” مع روسيا في الأمم المتحدة
السياسية:
بقلم: فيليب راتر
إن امتناع أبو ظبي عن التصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الأمريكي الألباني ضد روسيا يرتبط برغبة الإمارات العربية المتحدة في تبني قرار يستهدف انصار الله.
اعتمد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بضغط من دولة الإمارات وبدعم ملحوظ من روسيا، قراراً يوسع نطاق حظر الأسلحة المفروض على اليمن, ليشمل جميع انصار الله، وينطبق حتى الآن على الأفراد والشركات المذكورة أسماؤها.
اعتمد النص من بين 15 عضوا في مجلس الأمن، بأغلبية 11 صوتا وامتناع 4 بلدان عن التصويت، وهي: النرويج والمكسيك والبرازيل وأيرلندا.
تعتبر دولة الإمارات من أهم ركائز تحالف العدوان العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يحارب جماعة انصار الله في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015.
إن القرار الذي تم تبنيه “يدين بشدة الهجمات العابرة للحدود التي تشنها جماعة انصار الله، بما في ذلك الهجمات على السعودية والإمارات والتي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية”.
يقول النص إن مجلس الأمن “يطالب بالوقف الفوري لهذه الهجمات”.
أعلنت جماعة انصار الله مسؤوليتها عن ثلاث هجمات استهدفت دولة الإمارات في يناير المنصرم، باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ.
اسفرت هذه الهجمات على سقوط ثلاثة قتلى في العاصمة أبو ظبي في 17 يناير المنصرم, كما أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ تم اعتراضها في سماء الإمارات يومي 24 و 31 من نفس الشهر.
ينص القرار الذي صاغته المملكة المتحدة وجدد حتى 28 فبراير 2023, حظر توريد الأسلحة المحدد في ملاحقة – أي انصار الله – سوف يكون “خاضعا لتدابير” تتعلق بحظر توريد الأسلحة المفروض على اليمن منذ العام 2015.
هذا التركيز على انصار الله هو الأول، في خطر فقدان حياد الأمم المتحدة في الصراع، وفقا للخبراء الذين يعتقدون أيضا أن جميع عواقب القرار لم يتم استكشافها.
تجنب حق النقض الروسي:
من جانبها, قالت ممثلة دولة الإمارات من على منبر موقع “تويتر”: “هذا القرار سوف يعمل على الحد من قدرات انصار الله العسكرية وسيساعد على وضع حد لتصعيدهم في اليمن والمنطقة”.
يُفسر التصويت المؤيد لروسيا، من قبل الدبلوماسيين, على أنه نتيجة “اتفاق” تم التوصل إليه للحصول على امتناع الإمارات عن التصويت خلال تصويت الأمم المتحدة لغزو أوكرانيا من قبل روسيا.
أعرب دبلوماسي طلب عدم الكشف عن الهوية بعد التصويت “هذا هو السخرية على أعلى مستوى”.
غير أنه من المهم سياسيا ألا يغير توسيع نطاق الحظر كثيرا من الناحية العملية بالنسبة للحوثيين.
قال العديد من الدبلوماسيين إن موقف روسيا مرتبط بموقف الإمارات في مجلس الأمن بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
شعر الغربيون بخيبة أمل شديدة بسبب الامتناع عن التصويت الذي استخدمته الإمارات في مناسبتين، يومي الجمعة والأحد، عندما تم التصويت على قرارات في مجلس الأمن بشأن الحرب في أوكرانيا”.
وقال المصدر إن هذا الموقف “استهدف تجنب استخدام حق النقض الروسي” عندما تم اعتمد قرار توسيع نطاق حظر الأسلحة في اليمن ليشمل جماعة انصار الله، وهو رأي يتشاطره الخبراء على نطاق واسع.
“نحن غاضبون جدا من الموقف الذي تبنته الإمارات ونحن على قناعة بأنهم عقدوا (صفقة) مع روسيا مرتبطة باأنصار الله وأوكرانيا”.
“يرتبط امتناع الإمارات العربية المتحدة عن التصويت بالرغبة في الحفاظ على إمكانيات (الحوار) لإيجاد حل سلمي للأزمة”.
إن الإمارات، بوصفها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي منذ يناير المنصرم، والتي سوف تتولى رئاسة مجلس الأمن من مارس، كانت ولا تزال نشطة جدا في هيئة الأمم المتحدة بشأن القضية اليمنية.
ووفقا للأمم المتحدة، لقي حوالي 380 ألف شخص مصرعهم في الصراع الدائر في اليمن، معظمهم بسبب العواقب غير المباشرة للصراع، مثل نقص المياه النظيفة والجوع والمرض، في حين تم تشريد ملايين آخرين.
* ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”) ـ لندن/ 12 مارس 2022
* المادة الصحفية ترجمت حرفياً من (موقع “ميدل ايست أي- Middle East Eye ” البريطاني) ولا تعبر عن رأي الموقع