في اليوم السادس عشر ..القوات الروسية تتمركز حول كييف وتحاصر ماريوبول
السياسية : تفرير
في اليوم السادس عشر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واصلت القوات الروسية علمياتها في العديد من المدن الأوكرانية بينما تتمركز القوات الروسية صباح اليوم السبت حول كييف و”تغلق” مدينة ماريوبول بجنوب أوكرانيا التي تشهد عمليات قصف منذ أكثر من أسبوعين .
يأتي هذا فيما يواصل المعسكر الغربي ضغوطه السياسية والاقتصادية ودعمه العسكري لكييف.
وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية صباح اليوم السبت أن صفارات الإنذار بحدوث قصف دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف.
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إن “العدو ما زال يغلق ماريوبول”، موضحا أن “القوات الروسية لم تسمح بدخول مساعداتنا الى المدينة”. ووعد بالقيام بمحاولة جديدة السبت لإيصال مواد غذائية ومياه وأدوية.
من جهته أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة في تغريدة مرفقة بصورة حفرة أن “ماريوبول المحاصرة هي حاليا أسوأ كارثة إنسانية على هذا الكوكب. قتل 1582 مدنيا في 12 يوما ودفنوا في حفر جماعية مثل هذه”.
وإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، حسب الجيش الأوكراني.
لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة بشمال العاصمة وشمالها “لإغلاقها”.
وأعلن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تسجيل فيديو أن “كييف رمز للمقاومة”، مؤكدا أنها تستعد ل”دفاع لا هوادة فيه”.
وكانت مدينة دنيبرو في وسط البلاد من بين المناطق المستهدفة بشكل مباشر، حيث استهدفت الضربات الجوية مصنعا للأحذية ومجمعا سكنيا ودار حضانة ،بحسب “بي بي سي” البريطانية.
وقال عمدة لوتسك، غربي البلاد، إن الضربات الجوية على قاعدة جوية عسكرية هناك قتلت ما لا يقل عن أربعة جنود أوكرانيين.
وفي غضون ذلك، أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الضوء الأخضر للمتطوعين الأجانب للقتال ضد القوات الأوكرانية.
وقال في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، إنه يجب السماح لأولئك الذين يريدون التطوع للقتال مع المتمردين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، إن هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط على استعداد للقتال إلى جانب القوات المدعومة من روسيا.
هذا فيما يصل مقاتلون أجانب، بينهم أفراد سابقين وحاليين في الجيش البريطاني، أيضا إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الحكومية في كييف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا، إن 16 ألف أجنبي تطوعوا من أجل قضية بلاده، كجزء مما أسماه “فيلق دولي”.
ورد زيلينسكي على تعليقات بوتين الأخيرة بالقول إن “مجرمون من سوريا” سيأتون لقتل الناس “على أرض أجنبية”.
وتكشف أرقام نشرتها الأمم المتحدة الجمعة أن الأزمة الإنسانية تتسع. فقد فر أكثر من 2,5 مليون شخص من أوكرانيا بينهم 116 ألفا من رعايا دول أخرى منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير. وتحدث رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن حوالى مليوني نازح آخرين داخل البلاد.
ويتوجه معظم هؤلاء اللاجئين إلى بولندا حيث قدر حرس الحدود ب1,5 مليون شخص عدد الذين عبروا الحدود منذ 24 فبراير.
وفي رسالة شكر طويلة للبولنديين، أكد زيلينسكي في تسجيل فيديو أن هؤلاء اللاجئين “لا يشعرون أنهم زوار، وعائلاتكم رحبت بهم بحنان ولطف أخوي”.
وعلى الصعيد السياسي ،يواصل المعسكر الغربي تعزيز الضغط الاقتصادي على موسكو عبر التمهيد لفرض رسوم جمركية عقابية وتجفيف المبادلات التجارية لهذا البلد.
وانضم الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى واشنطن للحرمان روسيا من وضع “الدولة الأولى بالرعاية” الذي يسهل التجارة الحرة في السلع والخدمات.
واستهدفت واشنطن السلع الكمالية. فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حظر استيراد “سلع من قطاعات رئيسية من الاقتصاد الروسي بينها المأكولات البحرية والماس”.
وحذر القادة الأوروبيون في اجتماع الجمعة في قمة فرساي من أن تشديد العقوبات قد يستمر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين في ختام الاجتماع الذي استمر يومين “إذا كثف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القصف وفرض حصارا على كييف وكثف مشاهد الحرب، فإننا نعرف أنه سيكون علينا فرض عقوبات شديدة مرة أخرى”.
ولم يستبعد ماكرون أن يستهدف الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق واردات الغاز أو النفط التي لم تطلها الإجراءات حتى الآن بسبب الكلفة التي ستترتب على الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل كبير على المحروقات الروسية.
من جهته، حذر بايدن الجمعة من أن روسيا ستدفع “ثمنا باهظا” إذا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا. لكنه تعهد “بتجنب” مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وموسكو لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة “.
وفي تسجيل مصور على تطبيق تلغرام السبت، ناشد زيلينسكي الذي لم تلق دعواته للحصول على دعم عسكري تجاوبا، أمهات الجنود الروس منع إرسال أبنائهم إلى “الحرب” في أوكرانيا. وقال “أريد أن أتوجه مرة أخرى إلى الأمهات الروسيات وخصوصا أمهات المجندين: لا ترسلوا أطفالكم إلى الحرب في بلد أجنبي”.
وأضاف زيلينسكي “تحققن من أماكن وجود أولادكن. إذا كان لديكن أدنى شك في إمكانية إرسالهم إلى الحرب ضد أوكرانيا، تحركن على الفور لتجنب مقتله أو أسره”.
في الوقت نفسه ما زالت الشركات الأوروبية تغادر روسيا إذ أعلن “دويتشه بنك” أكبر مصرف ألماني انسحابه كما فعل عدد من المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
لكن مساهمات هذه المجموعة الألمانية محدودة في روسيا ولا يتجاوز سقف ائتماناتها ال1,4 مليار يورو، أي نحو 0,3 بالمئة من محافظ قروضها الشاملة. لكنها تمتلك مركزا تقنيا يعمل فيه نحو 1500 خبير في المعلوماتية.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها ستحد من الوصول إلى انستغرام متهمة هذه الشبكة للتواصل الاجتماعي بنشر دعوات إلى العنف ضد الروس مرتبطة بالنزاع في أوكرانيا ، بعد أن خففت الشركة الأم للتطبيق وفيسبوك قواعدها بشأن الرسائل العنيفة الموجهة إلى الجيش والقادة الروس