عدم الانحياز الاستراتيجي لدولة الإمارات
السياسية:
أثناء تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع القرار الأميركي والألباني الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، امتنعت الإمارات العربية المتحدة عن التصويت, إلى جانب الصين والهند, لذا, فإن عدم الانحياز الإماراتي للمعسكر الغربي, موضع تساؤل.
يوم الجمعة، استخدمت روسيا، في تصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حق النقض, أثناء التصويت على مشروع القرار الأميركي والألباني الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا, حيث أقرت أغلبية الأعضاء شجب “أقوى” عدوان على أوكرانيا ودعاها إلى سحب قواتها من ذلك البلد “فوراً”/ وكالة الأنباء الفرنسية
بقلم: لورا ماي جافيرو
10 مارس 2022 (صحيفة “ليزيكو – les Echos” الفرنسية– ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك ليلة الجمعة, للتصويت على مشروع القرار المقدم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وألبانيا والذي كان من المقرر أن يدين الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
وكما كان متوقعاً، فقد رُفض النص بسبب حق النقض الذي تتمتع به موسكو، إذ كان من المفترض أن يرمز هذا التحرك إلى العزلة الدولية الجماعية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، نظراً لكون هذه العملية العسكرية تعتبر بمثابة الغزو الأول في القارة الأوروبية منذ العام 1939.
ومن جانبها, امتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت, وفي المقابل, يرسل هذا الامتناع رسالة خاصة.
يُنظر إلى الهند على أنها فقدت موعد التاريخ, أما بالنسبة للموقف الصيني، ليس من المستغرب، نظراً لما كشف عنه مؤخراً من حوار مستمر بين الكرملين وشي جين بينج في الأسابيع الأخيرة.
ولكن عدم الانحياز الإماراتي هو السؤال المطروح، حيث تعتبر الإمارات من الحلفاء الموثوقين للغرب في الشرق الأوسط.
شراكة استراتيجية:
إن امتناع الإمارات عن التصويت هو السؤال المطروح, خاصة وأنها تربطها مع فرنسا شراكة استراتيجية هامة للدفاع منذ العام 2009.
تستضيف الأراضي الإماراتية ما بين 700 و 1000 جنديا فرنسيا منتشرين هناك بشكل دائم، في وحدة تضم قاعدة أبو ظبي البحرية وقاعدة الظفرة الجوية, حيث يتواجد مقر السرب مقاتلات بروفانس وكتيبة الرافال.
وهذا الافتراض المسبق هو الذي مكن، في الصيف الماضي، من إطلاق عملية الإجلاء أباغان للمواطنين والتي نظمتها القوات المسلحة الفرنسية، لاسيما سلاح الجو والفضاء، في صيف عام 2021 بعد استيلاء طالبان على كابول في أغسطس 2021,استمرت عمليات الإجلاء الجوي من مطار كابول من 15 من أغسطس حتى 27 من نفس الشهر.
أعيد التأكيد مؤخرا على صلابة ومتانة هذا التعاون، بإعلان فرنسا مشاركتها في تعزيز الدفاعات الجوية الإماراتية، في مواجهة التهديد الحوثي، بعد الهجوم الذي شنته طائرة بدون طيار في 17 يناير, وهي أول ضربة ناجحة على الأرض كانت حتى الآن بمنأى عن التداعيات الأمنية للحرب في اليمن.
دون أن نغفل الذكر عن دبلوماسية الرافال وتوقيع العقد التاريخي في ديسمبر المنصرم الذي نص على قيام باريس ببيع 80 طائرة مقاتلة لدولة الإمارات بمبلغ 16 مليار يورو.
باريس تواصل الاتصال:
بعد امتناع الشريك العربي عن التصويت، كانت ردود الفعل الأولية للمراقبين حاسمة بوجه عام, مثل سفير فرنسا السابق في دمشق، ميشيل دوكلوس, حيث غرد على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن هذا الحدث “نذير سيء”.
هذا الصباح، في هيئة أركان الجيش، لم يكن لدينا، بدون مفاجأة، أي تعليقات معينة على حالة الشراكة الاستراتيجية.
وعلى الجانب الإليزيه، “كنا نأمل في أن تصوت الإمارات معنا، بسبب الارتباط المشترك بسيادة الدول والسلام والأمن, إن باريس ما زالت على اتصال, وفي هذه الفترة لن تمنعنا الصداقة مع روسيا من أن نعلن بوضوح ما نعتقد فيه”.
وفقا لضابط سابق في القوات الجوية “لن نذهب أبعد بكثير من محادثة هاتفية مع رئيس الاتحاد، لأن الجوانب العسكرية والصناعية هي أكثر أهمية بكثير”.
العمل هو العمل؟
لذا، على الرغم من الدراما الحاصلة في كييف، إلا أن العمل هو العمل؟
قالت السيناتور ناتالي غوليت، العضو السابق في الوفد الفرنسي في الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي:”سيكون من الخطأ تفسير رد فعل الإمارات على أنه ضعف ضد بوتين, فمع اجتماع, المجموعة في فيينا, والمقرر عقده في شهر مارس، ومواجهة عواقب هذه الحرب على سياسات الطاقة العالمية، قد يكون من الصواب أن يواصلوها بحذر”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع