مشروع الشهيد القائد سلاح فاعل في مواجهة أعداء الأمة
السياسية:
في ظل محاولات أعداء الأمة الإسلامية لاستهدافها على كافة المستويات الدينية والأخلاقية والاقتصادية، تأتي تحذيرات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من مخاطر تلك التحركات تحت عناوين متنوعة وبأساليب مختلفة.
قائد الثورة أشار في خطاباته وآخرها كلمته في الذكرى السنوية للشهيد القائد إلى أن أعداء الأمة وجدوا في الحرب غير العسكرية، الطريقة المثلى لاستهداف الأمة وإخضاع أبنائها والسيطرة على عقولهم، من خلال ما يفتعلونه من أزمات اقتصادية واجتماعية وخلافات، بهدف إيجاد حالة من الفوضى في البلاد تمكنهم من الاستيلاء على الثروات والمقدرات.
وللوصول إلى هذه الغايات يستخدم الأعداء وسائل متعددة في حروبهم ضد الأمة منها وسائل الإعلام والغزو الفكري والثقافي واستهداف المجتمع في مبادئه وأخلاقه وقيمه وضخ المفاهيم الغربية التي لا تتوافق مع الهوية الإيمانية للأمة ما يترتب ذلك حالة من الضياع وفقدان الثقة بالقدرات والإمكانات الذاتية والهزيمة النفسية.
وبهذا الصدد يؤكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الأعداء يعملون على “الاستهداف المستمر للأمة، وتغذية الإشكالات، والحرب الناعمة التضليلية المفسدة، إلى جانب الحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية، التي تركت شعوب الأمة تعاني من الفقر، والبؤس، والحصار، والحرمان، وكل أشكال المعاناة، وحرمتها الاستفادة من ثرواتها لتحسين وضع شعوبها معيشيا واقتصاديا وبناء نهضة حضارية”.
لذلك لا غرابة في أن يستميت أعداء الأمة في تكريس حالة التبعية الثقافية والدينية لشعوب الأمة وصولا إلى موالاتهم على الرغم من المعاناة التي تعيشها نتيجة ممارسات أعدائها وهو ما أكده السيد القائد بقوله :” يُراد منا كأمةٍ مسلمة، أن نوالي العدو، رغم ما يفعله بنا على كل المستويات: سياسياً، واقتصادياً، وما يقوم به من استهداف وعداء لديننا ودنيانا، وأن يكون ولاؤنا له في المقابل معتقداً دينياً، واشتغلوا على هذه المسألة، وكيف يصنعون في داخل الأمة ولاءً لليهود، والنصارى وأمريكا وإسرائيل، ليكون ذلك الولاء ثقافةً في مناهجنا التعليمية، وأنشطتنا الثقافية، والإعلامية، والاجتماعية، والاقتصادية”.
تعمل الماكينة الإعلامية لأعداء الأمة على تحسين صورة العدو والتغطية على مؤامراته الخطيرة التي تستهدف الشعوب المسلمة على كافة المستويات وهنا ينبه السيد القائد إلى أن هذا العداء للأمة هو ثقافة راسخة ومتبعة بنيت على أساسها خطط العدو لإضعاف الأمة واستغلالها وتدميرها لتبقى مفككة منهارة في كل شؤون حياتها.
وبحسب ما تضمنه خطاب قائد الثورة فإن الأعداء يعملون تحت عناوين متنوعة وأساليب مختلفة، لاستهداف الأمة على مستوى المناهج التعليمية والثقافة العامة، ويقدمون صورة مشوهة للحرية والتحرر والترويج لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وجميعها عناوين لمضامين أخرى تستهدف استعباد الأمة وإفسادها، وفي نهاية المطاف يمتدون بهذه الحقوق إلى الترويج للفساد، والمنكرات، والفواحش، والجرائم، والفرقة، والاختلاف، والشتات.
ومن هنا تبرز مسؤولية أبناء الأمة وواجبهم تجاه أنفسهم في التحرك للتحرر من استهداف وهيمنة العدو ومحاولاته المستميتة لأحكام السيطرة على الأمة بحيث لا يكون لها أي صوت يعارض هيمنته، أو تحركٌ جادٌ، وصادقٌ يعيق شيئاً من مخططاته ومؤامراته، وهنا يؤكد قائد الثورة على أهمية وعظمة المشروع القرآني للشهيد القائد في مواجهة هذه الحرب الممنهجة.
ويشير قائد الثورة إلى أن هذا المشروع جاء ليحفظ للأمة كرامتها واستقلالها، ويحافظ على هويتها وانتمائها الإيماني، والتمسك بحقوقها المشروعة في الحرية والكرامة، والاستقلال، والانتماء الإسلامي، وإدارة شؤون حياتها على أساسٍ من انتمائها وهويتها الإسلامية والإيمانية”.
وفي هذا الإطار تبرز أهمية مشروع الشهيد القائد الذي تحرك، في مواجهة الحملات التضليلية الهائلة، والتي سعت إلى اختراق الأمة الإسلامية، بالاعتماد على أدواتها في الداخل، لتسهيل السيطرة على كل مفاصل الحياة لشعوب الأمة، وهو ما تطرق إليه قائد الثورة في سياق حديثه عن دور المشروع القرآني والمواقف المبنية عليه في تحصين المجتمع الإسلامي من الداخل، والنهوض به، وتنويره لمواجهة الحملات التضليلية، والمؤامرات بكل أشكالها وأنواعها.. معتبرا المشروع رؤيةً متكاملة ركَّزت على ما ركَّز عليه القرآن الكريم، وقدمت الوعي والبصيرة كأول متطلبات لهذا الصراع، وأهم عوامل النهضة، والسلاح الضروري للأمة لفضح مؤامرات الأعداء.
انطلق الشهيد القائد بمشروعه النير في وقت كانت الساحة عرضة للاختراق الداخلي لولا أن المشروع القرآني ساهم في إفشال مساعي الأعداء، وفي أن يكون للشعب اليمني، دور يعبر عن أصالته، وهويته، وانتمائه، ومقامه الحقيقي، ما يحتم على الأمة الاستمرار على هذا النهج وإدراك قيمته وأهميته في القرب من الله وابتغاء مرضاته، والتمسك بالمشروع القرآني في توعية وتبصير الأمة لمواجهة التحديات والأخطار، التي يمثل الاستسلام لها خسارة كبرى في الدنيا، وخسارة أبدية في الآخرة.
يمثل مشروع الشهيد القائد توجها تحرريا ينسجم مع الأصالة والهوية الإيمانية، ويتكامل فيها الشعب اليمني مع أحرار الأمة، كما يمثل التوجه الصحيح بكل الاعتبارات، ويكلف للأمة الحفاظ على إنسانيتها ويصل بها إلى النهايات والنتائج العظيمة.
سبأ