اليمن: هل سيكون هناك مخرج من الحرب؟
هل يمكن إنهاء الحرب في اليمن؟ يرى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هانز غراندبرغ, أن هذا ممكن في حال رضخ الفاعلين الرئيسين في الصراع إلى تقديم تنازلات مؤلمة.
(صحيفة”لوبينيون-” lopinion المغربية- ترجمة:أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
قال هانز غراندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إن هناك مخرج محتمل للخروج من دوامة الصراع الدائر في اليمن.
وفي إحاطة إعلامية أمام مجلس الأمن، قال غراندبرغ أن إنهاء الحرب في اليمن ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس مستحيلا, حيث أنه يعمل في الوقت الحالي على وضع خطة تسوية سياسية شاملة ووضع اتفاق لأصحاب المصالح المتعددين يراعي مصالح الأطراف المتحاربة.
كما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن أن الأشهر الأخيرة سلطت الضوء على البعد الإقليمي للصراع.
ووفقاً له، فإن الهجمات التي شنها أنصار الله (الحوثيون الذين يسيطرون على المناطق الشمالية من اليمن) على دولة الإمارات العربية المتحدة في الشهر الماضي، وبتحديد على مطار مدني ومناطق صناعية قريبة, حيث قتل ثلاثة مدنيين، أظهرت “مدى أهمية القضايا” وكيف “من المرجح أن يخرج هذا الصراع عن نطاق السيطرة”.
وبالنسبة لليمنيين، اتسم الشهر الماضي بارتفاع مهول في معدل العمليات القتالية في الخطوط الأمامية, وفي المقابل ارتفاع قياسي في صفوف المدنيين.
والواقع أن الغارة الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة الرياض, على مركز احتجاز في محافظة صعدة الواقعة إلى الجهة الشمالية من البلد والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 300 محتجز، كانت واحدة من أسوأ حوادث سقوط ضحايا بين المدنيين منذ ثلاثة أعوام.
أن الزيادة الحادة في الغارات الجوية في اليمن، بما في ذلك المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية في صنعاء والحديدة، تثير الانزعاج.
واليوم الأمم المتحدة في صدد وضع إطار للتحرك نحو تسوية سياسية شاملة لإنهاء الصراع, كما إنها سوف تبدأ سلسلة من المشاورات الثنائية بشأن الإطار في الأسبوع المقبل و سوف تواصل في الوقت نفسه استكشاف جميع إمكانيات وقف الصراع فورا.
“لا يوجد حل عسكري دائم”
غير أن المبعوث الخاص أقر بأن الثقة ضعيفة وأن “إنهاء هذه الحرب سوف يتطلب تنازلات غير مريحة لا يرغب أي طرف محارب في تقديمها حاليا”.
لذلك يتعين علينا جميعا، بما في ذلك مجلس الأمن، أن نبذل كل جهد ممكن لجعل أطراف هذا الصراع تفهم أنه لا يوجد حل عسكري دائم”.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث, أن الحرب في اليمن لا تزال تهدد حياة الملايين في جميع أنحاء البلد.
كما أشار إلى أنه “في الوقت الراهن، لا تظهر هذه الأزمة أي علامات على التهدئة, وخلال الأسابيع الستة الماضية، شهدنا تصعيدا وحشيا وخطيرا للصراع, أن ذلك كان له عواقب مدمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية”.
مؤتمر المانحين في 16 مارس:
وأشار إلى أن مؤتمرا للمانحين من أجل اليمن سوف يعقد في 16 مارس, وبهذه المناسبة “أناشد جميع الجهات المانحة أن تغتنم هذه الفرصة لإظهار التزامها تجاه الشعب اليمني بالعطاء السخي, إن المال مطلوب بأسرع ما يمكن, نحن ندرك تمام الإدراك أن بقاء الناس لا يمكن أن يعتمد فقط على الإنحدار والتدفق دورات التمويل الإنساني وتدفقها”.
“إن اتباع نهج أكثر استدامة أمر ضروري وقابل للتحقيق على حد سواء, كما أنه “يجب على المجتمع الدولي أن يتضافر لمعالجة العوامل المحركة الكامنة وراء الاحتياجات في اليمن، ولاسيما انهيار الاقتصاد, مشيرا إلى أن إطار الأمم المتحدة المقترح يوفر طريقا إلى الأمام في هذا الصدد.
إن الإطار يجمع بين المبادرات التي يمكن أن تحدث فرقا فوريا بزيادة الدخل وخفض الأسعار وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي.
يشمل ذلك ضخ العملات الأجنبية، واستئناف الرحلات الجوية المدنية عبر مطار صنعاء الدولي، ورفع القيود المفروضة على الواردات التجارية واستخدام الإيرادات الواردات لدفع أجور القطاع العام.
الحوثيون يقدمون رؤيتهم لحل إنساني:
أعلنت الحركة الحوثية أنها أعطت روسيا رؤيتها لتسوية الحالة الإنسانية في اليمن من أجل تخفيف معاناة السكان.
أكد محمد عبد السلام المتحدث الرسمي للحركة الحوثية من على منبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه تم أعطاء السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين رؤيتهم لحل إنساني يهدف إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني وتهيئة المناخ لوقف الحرب والدخول في عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة, كما تم من قبل أعطى نسخة لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبيرغ”.
لم يدل عبد السلام بأي تفاصيل عن طبيعة الرؤية فيما لم يتسن الحصول على بيان رسمي من الحكومة الروسية حول هذا الموضوع.
منذ ما يقرب من 7 سنوات، لا يزال اليمن يعانى من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة والتي تتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية الجار الشمالي للبلد, وبين الحوثيين الذين يتلقون الدعم بدورهم من قبل نظام الحكم في إيران.
يسيطر الحوثيون اليوم على أجزاء شاسعة من المحافظات الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء منذ أواخر سبتمبر من العام 2014.
في نوفمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنه بحلول نهاية العام 2021, سوف تكون الحرب في اليمن قد تمكنت من حصد أرواح 377 ألف شخصا بصورة مباشرة وغير مباشرة للصراع.
كما أشارت التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة أن هذه الحرب كلفت اقتصاد البلد 126 مليار دولار، ناهيك عن كون هذه الحرب تسببت في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع