بقلم: ديف بلايندرمان

(صحيفة ” رد فلاق –Red flag” الاسترالية بالانجليزية – ترجمة: انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبا”)

إن وصف حكومة الولايات المتحدة لدولة أخرى بـ “المعتدي” هو أمر مثير للسخرية مثل عبارة “وزارة الدفاع الأمريكية”.

تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من 750 قاعدة عسكرية في أكثر من 80 دولة مختلفة.

وما لا يقل عن 173.000 ألف جندي منتشرون في جميع أنحاء العالم, وبالمقارنة، لدى الصين قاعدة عسكرية واحدة فقط خارج حدودها.

تُظهِر الحروب في أفغانستان والعراق- جنباً إلى جنب مع التدخلات المتزامنة في عشرات البلدان- أن إبراز القوة هذا ليس للعرض فقط.

أعلنت الولايات المتحدة الحرب رسمياً 11 مرة فقط في تاريخها، لكن غزو فيتنام وأفغانستان والعراق ليست مدرجة في القائمة، لأن الولايات المتحدة لم تعلن الحرب رسمياً منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من الغزو أو التدخل في عشرات الدول.

وفقاً لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس، لقد كان هناك أكثر من 200 حالة لاستخدام القوات المسلحة الأمريكية في الخارج من عام 1945 إلى اليوم- لا تشمل العمليات السرية أو التدخلات التي تقودها أجهزة المخابرات.

وفقا لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، قُتل ما لا يقل عن 929 ألف شخص بسبب أعمال عنف الحرب المباشرة في البلدان التي استهدفتها الولايات المتحدة منذ عام 2001.

ومن المعروف أن عدد المدنيين الذين قتلوا في ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار مرتفع، لكن الأرقام الدقيقة هي من المستحيل تحديده لأن الجيش عدل تعريفه “للمقاتل” للتستر على القتل الجماعي.

الولايات المتحدة هي مصدر الأسلحة والتدريب للحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الديكتاتوريات العسكرية.

من القنابل السعودية التي أسقطت على المنازل في اليمن إلى صواريخ الكيان الصهيوني التي سقطت في غزة، وغالباً ما تحمل الشظايا في جميع أنحاء العالم علامة “صنع في الولايات المتحدة”.

تقوم العديد من الطائرات والسفن بدوريات في الطرق التجارية، وتنتشر في مناطق النزاع وتقوم بتدريبات باستمرار, بحيث يظل الجيش الأمريكي أكبر ملوث ومصدر لانبعاث للكربون لأي منظمة منفردة على هذا الكوكب.

في عام 2020, مثل الإنفاق العسكري الأمريكي ما يقرب من 40 % من الإجمالي العالمي بنفقات تقدر بنحو 778 مليار دولار، وهي تزيد بعشرات المليارات عن الميزانية التي خصصها الكونجرس.

وعلى الرغم من الانسحاب من أفغانستان، فإن إدارة بايدن تدعو الآن إلى زيادة أخرى في الميزانية العسكرية إلى 768 مليار دولار أمريكي.

في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أقامت أستراليا تحالفاً وثيقاً مع القوة العسكرية الأمريكية كطريقة لتعزيز قوتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتعزز صفقة AUKUS الأخيرة هذه العلاقة لعقود قادمة وتضمن استمرار أستراليا في دورها باعتبارها كلب الهجوم الرئيسي للإمبراطورية الأمريكية في هذه المنطقة.

لذلك، يتحتم على الاشتراكيين في أستراليا معارضة الإمبريالية الأسترالية في النضال الأوسع ضد الإمبريالية الأمريكية.

*     المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع