عرض المتحدث باسم قوات التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية, العقيد تركي المالكي صورا “لصواريخ باليستية” في الحديدة, تشابه إلى حد كبير تلك الموجودة في فيلم وثائقي عرض في العام 2009, أبان غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق.

بقلم: ريحان أودين

(موقع “ميدل ايست أي- Middle East Eye ” البريطاني – ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

يبدو أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن استخدم لقطات من فيلم وثائقي عن الغزو الأمريكي للعراق, لإثبات التهم المنسوبة لجماعة الحوثي بتطوير صواريخ باليستية.

وفي المؤتمر الصحفي في يناير الماضي، ادعى تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم التحالف، أن لديه أدلة تجرم تطوير أسلحة في ميناء مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر, حيث وقد بُث هذا المؤتمر الصحفي على قناة العامة السعودية ونشر على قناة اليوتيوب التابعة لها

“ميناء الحديدة هو الميناء الرئيسي الذي يستقبل الصواريخ الباليستية الإيرانية, حيث يتم تجميعها في [الميناء] تحت إشراف مسؤولين أمنيين إيرانيين”, مستعرضا صور الأقمار الصناعية للمنطقة الساحلية.

“في مكان محدد في ميناء الحديدة، يضم ورش تجميع صواريخ باليستية يتم نقلها بعد ذلك إلى خارج الميناء”، بيد أن الإفصاح عن الموقع الدقيق للصاروخ لا يمكن الكشف عنه في الوقت الحالي.

وقد يكون السبب في عدم الإفصاح عن مكان الموقع الدقيق للصور المعنية, أنه في العاصمة العراقية بغداد, حيث تعود هذه الصور في الواقع إلى 10 أبريل 2003.

على الشبكات التواصل الاجتماعي, قارن النشطاء والصحفيين هذه الصور, مع مشهد من فيلم ” ” Severe Clear وهو فيلم وثائقي امريكي من انتاج العام 2009, والذي يروي مذكرات البحرية الأمريكية عن 21 يوما من التقدم في العاصمة العراقية بغداد خلال الغزو الأمريكي.

هذا المقطع مطابق للصور التي تظهر في الدقيقة السبعين من الفيلم، وهو متوفر على موقع اليوتيوب.

وفي هذا المشهد، تقوم القوات الأمريكية بتصوير “مستودع للذخيرة” يظهر الأسلحة التي تركتها قوات صدام حسين.

يبدو أن التحالف الذي تقوده السعودية قد عمل على قطع المقطع الذي مدته ثانيتان بعناية شديدة, لكي لا يظهر الجنود الأمريكيين الذين شوهدوا في القاعة وهم يفحصون هذه الذخائر في الفيلم الوثائقي.

ومن جانبه, اتهم يحيى سريع، المتحدث باسم قوات الحوثي، التحالف بـ “الفضيحة” و “الإفلاس” لاستخدامه صور من الفيلم الأمريكي, “إن هذا العدوان مليء بالأكاذيب والخداع ومحاولات دفن رؤوسهم في الرمال منذ البداية، ولكن الخيط كبير جدا”.

ومن جانبه, طالب موقع  “ميدل أس أي” ردا من السفارة السعودية في لندن.

السخط والانحراف:

هذا المقطع تم فضحه وجعله سخرية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت.

غردت الناشطة السعودية لينا الهذول من على منبر تويتر “أتساءل كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يكونوا في السلطة محل سخرية”.

وبسبب هذا النوع من الجرأة العسكرية التي ينتهجها القادة على وجه التحديد, وجدت المملكة العربية السعودية نفسها غارقة لمدة سبع سنوات في اليمن, حيث قال خالد الجابري، ابن المنشق والمسؤول السابق في المخابرات السعودية سعد الجابري، إن هذه الحرب لن تنتهي إذا تم تلفيق المعلومات من فيلم وثائقي عن غزو العراق”, “ما هي الخطوة التالية؟ عرض صور لإنقاذ الجندي (رايان) والقول بأن الحرب انتهت؟”

تدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية في أواخر مارس من العام 2015, حيث بدأ صراع دام سبع سنوات مع الحوثيين باسم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

يدعم هذا التحالف القوات اليمنية على الأرض بضربات جوية وحصار بحري وجوي، مما أثار العديد من الانتقادات التي أثارها المدافعون عن حقوق الإنسان.

يقدر التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الشهر الماضي أن الحرب سوف تحصد أرواح 377 ألف شخص, بشكل مباشر وغير مباشر بحلول 31 ديسمبر 2021.

*       المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع