بقلم: باتريك أنجفين

(صحيفة “ويست فرنس- Ouest-France” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

خيمت حالة من الاستقرار في الخط الأمامي بين الانفصاليين والجيش الإثيوبي, بيد أن المدنيين في الخط الخلفي يعيشون الجحيم وراء الأبواب المغلقة, وكأن الحصار الغذائي والطبي الذي يطبق خناقة عليهم, لا  يكفي, حيث وجدوا أنفسهم أمام تهديد جديد, ولكن هذه المرة من السماء, حيث يتلخص الأمر في شن هجمات بطائرات بدون طيار.

في وصف الوضع الراهن الذي يعيشه السكان في إقليم تيغراي, قال مدير منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء: “لا يوجد مكان آخر في العالم نشهد فيه الجحيم مثل الحاصل في إقليم تيغراي”.

حتى في ذروة الصراعات المحتدمة في سوريا (منذ 2011) أو في اليمن (منذ 2014)، كانت منظمة الصحة العالمية قادرة دوماً على إرسال الحد الأدنى من المساعدات إلى السكان, ولكن هذا ليس الوضع الحاصل في تيغري التي تعيش في قبضة حرب شرسة خلف الأبواب المغلقة منذ أن قررت الحكومة المركزية الإثيوبية في نوفمبر من العام 2020, الإطاحة بالسلطات المحلية التي تجسدها حركة تحرير شعب تيغري من السلطة.

قال تيدروس غيبرييسوس، إثيوبي من تيغراي، والذي لم يبد قط تعاطفه مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغري, إنه لا يمكن تصور أن حكومة ما تحرم شعبها من الحصول على الغذاء والدواء وكل ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة منذ أكثر من عام.

تقدر الأمم المتحدة التي تستمر في الدعوة إلى رفع الحصار عن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والحائز على جائزة نوبل للسلام في العام 2019, أن الصراع قد قتل الآلاف بالفعل.

وبالإضافة إلى هذه المعاناة، هناك الآن تهديد جديد يخيم على السكان المدنيين من السماء: الطائرات بدون طيار, ففي الأسبوع الماضي، أدى الهجوم الذي استهدف مخيم داخليا للنازحين في ديدبيت إلى مقتل 50 شخصا، وفقا لمصادر إنسانية.

كما تم استهداف مطحنة للحبوب وكنيسة، مما أسفر عن مقتل واحد وعشرين شخصا على الأقل.

ووفقا للأمم المتحدة، فقد لقي 108 مدنيين من سكان تيغراي على الأقل منذ مطلع يناير الجاري في غارات جوية مماثلة.

ما الفائدة التي تعود عليهم من استهداف المدنيين بهذه الطريقة؟ لاسيما أن رئيس الوزراء أبي أحمد في الوقت نفسه أطلق سراح العديم من المعارضين، بما في ذلك التيغرايين، حيث دعا إلى المصالحة الوطنية بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي “مما أثار الأمل في أحياء محادثات السلام؟ ربما يريد إبقاء الضغط على جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغري والتفاوض من موقع قوة.

وعلى الصعيد العسكري، عادت الجبهة إلى نقطة البداية, فبعد أن تمكن التيغرايين-في مفاجأة للجميع- من التقدم على بعد أقل من 250 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا في ديسمبر المنصرم، أُعيدوا إلى حدود تيغراي.

ومرة أخرى، أدى استخدام الطائرات بدون طيار لدعم القوات البرية, دورا حاسما في هذا التراجع.

ففي العام الماضي, زاد الجيش الإثيوبي مشترياته من الطائرات القتالية بدون طيار من تركيا والصين وإيران، حيث أبدى تصميمه على الاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيا.

*      المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع