ألمانيا تحذر روسيا وتتعهد بذل “كل ما في وسعها” لحماية أوكرانيا
السياسية – رصد :
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك،امس الاثنين 17 يناير (كانون الثاني)، أن بلادها ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن أوكرانيا، التي تزورها للمرة الأولى منذ تولت منصبها، محذرةً روسيا من “ثمن باهظ” إذا هاجمت جارتها.
وتأتي الزيارة الأولى للوزيرة الألمانية الجديدة إلى أوكرانيا في خضم أزمة جيوسياسية تتهم فيها دول أوروبية والولايات المتحدة، الكرملين بالسعي لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، ما من شأنه أن يشعل نزاعاً قد يزعزع استقرار القارة.
وقالت بيربوك في مؤتمر صحافي بعدما عقدت محادثات مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا، “سنبذل كل ما في وسعنا لضمان أمن أوكرانيا. سنبذل كل ما في وسعنا لضمان أمن أوروبا”.
وجاءت تصريحاتها عشية لقاء مرتقب ستجريه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو. وأضافت، “نحن مستعدون لبدء حوار جدي مع روسيا” من أجل محاولة نزع فتيل وضع “خطير جداً” حالياً.
وحذرت بيربوك من أن “أي عمل عدواني روسي جديد سيكون له ثمن باهظ، اقتصادياً واستراتيجياً وسياسياً”. وأضافت، “الدبلوماسية هي السبيل الوحيد”.
توريد الأسلحة إلى أوكرانيا
كوليبا قال من جهته إنه طرح الملف الحساس حول إرسال ألمانيا الأسلحة لكييف، بعدما اتهمت هذه الأخيرة برلين في ديسمبر (كانون الأول) بعدم توريد الأسلحة الدفاعية في إطار التعاون مع حلف شمال الأطلسي. وأكد أن “حوارنا مع ألمانيا حول هذا الموضوع سيتواصل”.
هل أصبحت الحرب وشيكة في أوكرانيا؟
وتابع، “نعلم مكان وماهية الأسلحة التي نستطيع الحصول عليها. نعلم جيداً كيفية استخدامها للدفاع عن أراضينا. نعمل على ذلك يومياً والنتائج ليست بسيئة”.
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة بعد أن اتهم الغرب موسكو بالتهديد بغزو واسع النطاق لجارتها بعد حشدها نحو 100 ألف عسكري على حدودها، الأمر الذي تنفيه روسيا.
وفي وقت سابق هذا الشهر، حدد الروس مجموعة مطالب بينها الحصول على ضمانات بعدم توسع حلف شمال الأطلسي، ومنع إقامة قواعد عسكرية أميركية جديدة في دول الاتحاد السوفياتي السابقة.
وسيستقبل وزير الخارجية الروسي الثلاثاء نظيرته الألمانية للمرة الأولى. وقالت الخارجية الروسية، “سيكون هناك تبادل معمق حول المشاكل الدولية الحالية، أهمها تحقيق الاقتراحات الروسية حول ضمانات الأمن”.
وأعلن لافروف في مؤتمر صحافي أنه ينتظر “إجابات ملموسة” من الولايات المتحدة حول هذه المسألة هذا الأسبوع. وأضاف أن “الجانب الروسي قادر على الدفاع عن مصالحه”.
“نورد ستريم 2”
وفي سياق متصل، حثت روسيا ، ألمانيا والاتحاد الأوروبي على عدم تأخير المصادقة على خط أنابيب الغاز الطبيعي “نورد ستريم 2″، الذي أصبح بنداً رئيساً في نزاعات سياسية بين موسكو والغرب.
وسيضاعف خط الأنابيب إلى ألمانيا طاقة روسيا لتصدير الغاز تحت بحر البطليق إلى 110 مليارات متر مكعب سنوياً، ويلتف حول أوكرانيا.
ويواجه المشروع الذي تقوده شركة “غازبروم” الروسية معارضة، حتى قبل اكتمال تشييده في سبتمبر (أيلول)، من الولايات المتحدة ودول أخرى من بينها أوكرانيا وبولندا. ومن المتوقع ألا يحصل على موافقة الهيئات التنظيمية قبل نهاية النصف الأول من هذا العام.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، “إجراءات المصادقة من الهيئات التنظيمية في ألمانيا والمفوضية الأوروبية يجب عدم إطالة أمدها على نحو مصطنع ويجب عدم تسييسها.”
وذكرت بيربوك أن خط الأنابيب معلّق ولا يتوافق مع قانون الطاقة الأوروبي.
المصدر: الاندبندنت