السياسية – وكالات :

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات من استمرار الإصابات بمتحور فيروس كورونا أوميكرون وفق الوتيرة الحالية قد يؤدي إلى إصابة أكثر من نصف سكان أوروبا ومن أنه “كلما ازداد انتشار أوميكرون فإن نسبة العدوى والتكاثر تزداد بدورها؛ ما يزيد من احتمالات ظهور متحور جديد”.

كما حذر خبراء المنظمة من أن الاكتفاء بإعطاء جرعات لقاح معززة لا يشكل استراتيجية قابلة للاستمرار في مواجهة المتحورات الناشئة، ودعوا إلى لقاحات جديدة تحمي بشكل أفضل من انتقال الدعوى.

وجاءت هذه التحذيرات على لسان مسؤولين وخبراء في المنظمة، وقال مدير منطقة أوروبا في المنظمة هانس كلوغه خلال مؤتمر صحفي، أن “أوميكرون يمثل موجة مد جديدة من الغرب إلى الشرق تجتاح” المنطقة الأوروبية.

وأضاف “بهذه الوتيرة، يتوقع معهد القياسات الصحية أن يصاب أكثر من 50 في المئة من السكان في المنطقة بأوميكرون في الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة”.

لقاحات جديدة

من جهة أخرى، حذر خبراء المنظمة من أن الاكتفاء بإعطاء جرعات لقاح معززة لا يشكل استراتيجية قابلة للاستمرار في مواجهة المتحورات الناشئة، ودعوا إلى لقاحات جديدة تحمي بشكل أفضل من انتقال الدعوى.

وقالت اللجنة الاستشارية الفنية حول كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية في بيان “ثمة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لكوفيد-19 ذات فاعلية عالية للوقاية من الإصابة وانتقال العدوى وأشكال الإصابة الحادة والوفاة”.

وتضم المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية 53 بلدا وإقليما بما فيها العديد من دول آسيا الوسطى، وأوضح كلوغه أن 50 منها أكدت إصابات بأوميكرون.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، أفادت 26 دولة من تلك البلدان أن أكثر من 1 % من سكانها “يصابون بكوفيد-19 كل أسبوع” اعتبارا من 10 كانون الثاني/يناير، وأن المنطقة سجلت أكثر من سبعة ملايين إصابة جديدة بالفيروس في الأسبوع الأول من العام 2022.

وفي إشارة إلى بيانات جمعت خلال الأسابيع القليلة الماضية، قال كلوغه إن أوميكرون أثبت أنه أكثر قابلية للانتقال و”قد مكنته الطفرات من الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر، ويمكن أن يصيب حتى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بالعدوى أو تلقوا اللقاح”.

ورغم ذلك، شدد كلوغه على أن “اللقاحات المعتمدة تستمر في توفير حماية جيدة ضد الأشكال الحادة من الوباء وخطر الوفاة”.

وحذرت كاثرين سمولوود مسؤولة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في منطقة أوروبا من أن الارتفاع الحاد في الإصابات بالمتحور أوميكرون في أنحاء العالم، يمكن أن يزيد من خطر ظهور متحور جديد أكثر خطورة.

وفيما ينتشر المتحور الجديد من دون رادع في أنحاء العالم، يبدو أقل خطورة مما كان يخشى في البدء، ما أثار الآمال في إمكانية دحر الوباء والعودة إلى حياة طبيعية.. بيد أن سمولوود أبدت حذرا وقالت إن الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات قد يأتي برد عكسي.

وقالت في مقابلة إنه “كلما ازداد انتشار أوميكرون ازدادت نسبة العدوى والتكاثر، ما يزيد من احتمالات ظهور متحور جديد. حاليا أوميكرون متحور قاتل يمكنه التسبب بالوفاة… ربما بنسبة أقل بقليل من دلتا، لكن من يستطيع معرفة كيف سيكون المتحور الجديد”.

وسجلت أوروبا أكثر من 100 مليون إصابة بكوفيد منذ ظهور الوباء، وأكثر من 5 ملايين إصابة في الأسبوع الأخير من 2021 “ما يفوق بكثير ما شهدناه في الماضي”.

وقالت “نحن في مرحلة خطيرة جدا، نرى الإصابات ترتفع بشكل كبير في غرب أوروبا فيما لم تتضح التداعيات الكاملة لذلك بعد”.

وأشارت سمولوود إلى أنه فيما “على المستوى الفردي يبدو خطر دخول المستشفى أقل على الأرجح” مع المتحور أوميكرون مقارنة بدلتا، إلا أنه بشكل عام يمكن أن يمثل أوميكرون تهديدا أكبر بسبب عدد الحالات. وأضافت “عندما نرى الحالات ترتفع إلى هذا الحد، فإن ذلك يؤدي على الأرجح إلى أعداد أكبر من الناس المصابين بأعراض حادة تنتهي بهم إلى المستشفى وربما تؤدي إلى الوفاة”.

وكادت بريطانيا الثلاثاء أن تواجه أزمة وشيكة في المستشفيات بسبب نقص الموظفين الناجم عن موجة إصابات بأوميكرون، في وقت تخطت الحصيلة اليومية للإصابات في هذا البلد عتبة 200 ألف حالة للمرة الأولى.

وتوقعت سمولوود ظهور سيناريو مماثل في دول أوروبية أخرى. وقالت “حتى في أنظمة صحية قادرة ومتطورة تبرز صعوبات حقيقية في الوقت الحالي، ومن المرجح أن تتكرر في أنحاء المنطقة في وقت يتسبب أوميكرون بمزيد من الإصابات”.

يشار الى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم حتى 8/1/ 2022 تجاوز الـ300 مليون إصابة، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى خمسة ملايين و824084.

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالصين في ديسمبر2019. وجددت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من الاستهانة بمتحور أوميكرون.