إيران: “إحياء ذكرى” اغتيال الجنرال سليماني على يد اثنين من المخترقين في إسرائيل واليمن
تم إحياء الذكرى الثانية لعملية اغتيال الاستراتيجي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بهجومين، أحدهما إلكتروني في إسرائيل والآخر بحري قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر، وكلاهما يحملان بصمة مباشرة إلى حد ما من طهران.
بقلم: جولي كونان
السياسية: ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
الحدثان ليس لهما علاقة من النظرة الأولى، باستثناء تاريخ الحدوث في الثالث من يناير, تم اختراق اثنين من وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية, موقع جيروزاليم بوست وحساب تويتر العبري التابع لصحيفة معاريف اليومية.
وبدلا من محتوياتها المعتادة، اكتشف مستخدمو الإنترنت صورة قبضة تطلق قذيفة من حلقة مزخرفة بحجر أحمر إلى قبة مدمرة, في الصورة، كتب نص باللغتين الإنجليزية والعبرية: “نحن بالقرب منك دون علمك”.
اليد والخاتم التي تم تصويرها هي عبارة عن إشارة مباشرة إلى شخص الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وهو الجنرال الإيراني الاستراتيجي لنفوذ طهران الإقليمي, حيث قتل في 3 يناير 2020, بعد أن تم استهدافه من قبل غارة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد.
ولم يُزعم أن القرصنة، التي استغرقت بضع ساعات فقط، تحمل علامة إيران.
“عمل إجرامي من أعمال القرصنة “
وقع الهجوم الثاني في البحر الأحمر, حيث صدر التنبيه عن إحدى دوائر البحرية الملكية، بعد أن توقفت إحدى السفن عن إعطاء موقعها عبر الأقمار الصناعية لعدة ساعات قبالة سواحل اليمن.
وقد أكد هذا الاختراق الجنرال تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف العربي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن “اختطفت السفينة المسماة راوبي والتي ترفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الاستيلاء عليها أثناء إبحارها قبالة سواحل محافظة الحديدة غرب اليمن لتنضم إلى ميناء جيزان السعودي في شمال اليمن من قبل الحوثيين الذين يتحملون مسؤولية كاملة من وجهة نظره عن هذا العمل ” داعيا الحوثيين إلى “الإفراج الفوري عن السفينة”.
ووفقا لما ذكره الجنرال المالكي، كانت السفينة المضبوطة تحمل معدات طبية من مستشفى سعودي تم تفكيكه في جزيرة سقطرى.
في حين قال المتحدث باسم الحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران، أنها “سفينة عسكرية ” إماراتية تبحر في المياه الإقليمية اليمنية ” دون أي ترخيص” وتحمل معدات تهدف إلى تنفيذ “أعمال عدائية”.
يدور رحى الصراع الدائر في اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015, بين المعسكر الحكومي الذي يتلقى الدعم من قبل السعودية التي أخذت على عاتقها مهمة صد المد الشيعي والمتمثل في الحركة الحوثية التي تتلقى الدعم بدورها من قبل نظام الحكم في إيران.
من المؤكد أن هذه ليست أول عملية قرصنة من هذا النوع بالنسبة للحوثيين- كان آخرها في نوفمبر من العام 2019 ــ ولكن التوقيت أيضاً لا يدين بأي شيء للصدفة.
يقول الباحث فريد وحيد، مدير مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جاورس، إن “الصلة مباشرة بالذكرى السنوية لاغتيال الجنرال سليماني في الحالتين, حيث أفادت وسائل الإعلام الفارسية عن الاستيلاء على القارب في البحر الأحمر، مدعية أنه حدث بمناسبة هذه الذكرى السنوية, وهي بالإجماع، سواء كانت وسائل إعلام إصلاحية أو وسائل إعلام محافظة، وهو أمر غير عادي”.
في هذه الذكرى، كان وجه الجنرال سليماني يتصدر الصفحة الأولى من جميع الصحف الإيرانية, حيث لا يزال شخصية وطنية في البلد واغتياله جعل منه شهيدا, كما قال قائد الثورة علي خامنئي, إن “الشهيد سليماني كان أكثر خطورة من الجنرال سليماني, لأنه يحشد المزيد من أنصار الجمهورية الإسلامية”.
التقارب التام للآراء في طهران:
في حين لا شك أن هناك صلة بين إيران والقرصنة الإسرائيلية، فهل من الواضح أيضاً أن الهجوم الحوثي، الذي يشكل جزءاً من السياق الأوسع للحرب في اليمن، وجماعة الحوثي متوافقة مع إيران الشيعية ضد المملكة العربية السعودية السُنّية لأكثر من سبع سنوات بالوكالة؟
وبعبارة أخرى، هل طالب النظام الإيراني الذي يؤيده ولكنه لا يأمره، من هذه الحركة أن تفعل ذلك؟ أم أن الحوثيين تصرفوا بمفردهم ومن تلقى انفسهم في ذلك اليوم تكريما للجنرال سليماني؟
يرى الباحث فريد وحيد أن الحوثيون لا يتلقون الأوامر من طهران كل يوم، لكن في هذه الحالة بالذات، لا يمكن أن يكونوا قد تصرفوا بدون موافقة إيرانية, بيد أنه يمكننا القول أن إيران لم تطلب منهم ذلك”.
وهذان الحدثان اللذان وقعا في الثالث من يناير هما على نطاق أوسع في سياق المفاوضات النووية الإيرانية التي أعيد إطلاقها في نهاية نوفمبر 2021.
وفي حين أن الوفد الإيراني موجود في فيينا، فإن طهران تبدي بالتالي إمكاناتها للإزعاج في المنطقة.
وهذه طريقة لإخبار الأوروبيين والأمريكيين بأنهم إذا لم يوافقوا على الشروط الإيرانية، فلا توجد خطة “باء” أي أخرى.
وهي الرسالة الأقوى منذ شهر يونيو الماضي وانتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي، حيث تتحدث الحكومة الإيرانية بصوت واحد وتعتزم أيضاً مخاطبة مؤيديها في الداخل.
يخلص الباحث إلى أنه “يوجد الآن تقارب تام بين الحرس الثوري ومكتب المرشد الأعلى والسلطة التنفيذية”.
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع
- صحيفة “لا كروا- “La Croix الفرنسية