الحكومة اللبنانية تتبرأ من تصريحات نصرالله التي اشعل غضب الرياض
السياسية:
تبرأت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي،اليوم الإثنين 3 يناير/كانون الثاني 2022، من تصريحات أدلى بها الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، وهاجم فيها السعودية، وأثارت ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي.
نصر الله كان قد قال، في كلمة متلفزة، إن “مشكلة السعودية في لبنان هي مع الذين هزموا مشروعها في المنطقة، ومنعوا تحويل لبنان إلى إمارة سعودية”، متهماً الرياض بـ”الوقوف خلف داعش والتكفيريين”، وفق تعبيره.
كذلك اعتبر نصر الله أن “مشكلة السعودية هي مع الذين يقفون في وجه صفقة القرن، ومع الذين ساهموا بإلحاق الهزيمة بمشروعها في سوريا والعراق”.
أضاف نصر الله أن “فكر داعش جاء من السعودية، موجود بالتلفزيون والصحف أيضاً الأمير محمد بن سلمان بلحمه ودمه وشحمه وصوته، هو يقول إنّ امريكا هي التي طلبت من المملكة العربية السعودية خلال عشرات السنين الماضية أن تعمل على نشر الفكر الوهّابي في العالم الإسلامي وفي العالم”، بحسب ما أوردته قناة “المنار” التابعة للحزب.
السيد #نصرالله: السعودية وقفت خلف دعم داعش والتكفيريين#لبنان #يونيوز pic.twitter.com/UZqTBSw12L
من جانبه، أصدر رئيس الحكومة ميقاتي بياناً عقب التصريحات، وقال إن كلام “نصر الله” بحق السعودية “لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين (..) ليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصاً دول الخليج”.
أضاف ميقاتي: “فيما ننادي بأن يكون حزب الله جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء الى اللبنانيين أولاً وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانياً”.
مقياتي شدد أيضاً على الدعوات المتكررة بأن يعتمد لبنان سياسة “النأي بالنفس” عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة لعلاقات لبنان مع الدول العربية “ولا سيما المملكة العربية السعودية”.
ردود أفعال واسعة
أثارت تصريحات نصر الله تفاعلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، وهاجمت شخصيات سعودية نصر الله، وأبرزها سفير المملكة في لبنان، وليد البخاري، الذي كتب تغريدة في حسابه على تويتر انتقد فيها نصر الله دون ذكر اسمه.
السفير قال إن “افتِراءَات أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبه لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال”.
افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال..!
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) January 3, 2022
بدوره هاجم الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد، نصر الله، ووصفه بأنه “وقح وكذاب”، وفق تعبيره.
كذلك كذّب بن مساعد تصريحات لنصر الله، قال فيها إن “الإرهابي هو الذي يحتجز مئات الآلاف أو عشرات الآلاف من اللبنانيين، يتخذهم رهائن ليهدد بهم لبنان ودولة لبنان كل يوم”، في إشارة إلى العمالة اللبنانية بالمملكة، وطلب بن مساعد من نصر الله ذكر أي موقف حكومي سعودي يؤكد ما قاله نصر الله.
pic.twitter.com/H1Y6g9p8kJ
— عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز (@abdulrahman) January 4, 2022
خرج حسن نصر الله في ذكرى هلاك قاسم سليماني ولم يخرج على وضع اللبنانيين المأساوي، طبعاً ما يجمعه مع هذا الإرهابي أكبر بكثير مما يجمعه مع لبنان وشعبه الذي لم يذرف الدموع على ضحايا المرفأ حتى اليوم بل يقف بوجه كل تحقيق بالحادثة
بكى على سليماني
ولم يبكي على اللبناني#أبو_رغال_العصر pic.twitter.com/h6yOuiPiFc
— عبدالله البندر (@a_albander) January 3, 2022
في ردود الأفعال رددت حسابات سعودية الوصف الذي قاله السفير السعودي، والأمير بن مساعد عن نصر الله، وهو “أبو رغال”.
“أبو رغال” هو شخصية عربية تمثل “رمزاً للخيانة”، وعاش في العصر الذي كان فيه “أبرهة الحبشي”، وسعى الأخير مراراً لشخصيات عربية كي تدله على الطريق إلى مكة ومهاجمة الكعبة فيها، وكانت ترفض، إلى أن التقى برجل يدعى “أبو رغال”، وقبل أن يكون دليل جيش أبرهة مقابل المال.
بعدما توفي “أبو رغال” في منطقة قريبة من عرفة ودُفن هناك في قبر، حرص العرب على رجمه بعد الحج رفضاً للخيانة، وظلت هذه الشعيرة مستمرة إلى أن بدأ الإسلام.
حقيقة واحدة يجب أن يفهمها عرب #لبنان و #اليمن و #العراق و #فلسطين، أن حياتهم وكرامتهم واستقرارهم، أرخص عند #إيران من نزوات ملاليهم وعنصريتهم الفارسية المقيتة، أنهم ليسوا إلا ذخائر تستخدم لأوهامهم الدنيئة في التسلط على المسلمين، ولو اضطروا لعبادة إبليس والركوع له!
#ابو_رغال_العصر
يُذكر أن تصريحات نصر الله جاءت بينما لم تعد العلاقات اللبنانية السعودية إلى وضعها، قبل الأزمة التي تسببت بها تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، التي وصف فيها حرب السعودية باليمن بأنها “عبثية”، وهو ما أثار غضب المملكة.
عقب أزمة دبلوماسية بسبب التصريحات، استقال قرداحي في 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، وكان ميقاتي قد دعا سابقاً إلى إقامة طاولة حوار بهدف تمتين علاقات لبنان مع الدول العربية لا سيما الخليجية.
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع عربي بوست ولايعبر عن وجهة نظر الموقع