الشاعر معاذ الجنيــــد .. عندما تصبح الكلـــمات ثورة..والحروف رصاص .!!
صنعاء- سبأ: حوار / نسيم الرضا——————
زمجر الشعر غضباً فأطلق رصاص الحرف على وحشية العدوان الأمريكي– السعودي وكشرت القصيدة عن أنياب التحدي, وغادر الشعراء نصوص العشق، ويَمنَنَوا (ليلى) فهي صعدة وصنعاء والحديدة ،وتقمص النص الشعري في ثورة الحرف عند معاذ الجنيد دور المقاتل والقذيفة, وهجمت كلماته على جنون القتل وتساقطت قنابل حروفه على جرأه (التنمــر) وهوس سحق أحلام الطفولة.
عاصفة الحـــرف..!
بين قصائد الشعر الملحمي والحماسي والهجائي والرثاء تتنقل (سبأ) مع معاذ الجنيد الشاب الثلاثيني القادم من تعز الحالمة في رحلة الحرف الجنيدي (المقاتل) و توثق سبأ مسافة ثورة شعره الحماسي خلال أربع أعوام والذي قارع عاصفة العدوان و”غواية النفط ” فعصف بها من ميادين “أبو حرب “,”ومطار جهنم “,و”محطات الجحيم”, و”منظومة الأحجار”،إلى انتصار النص الشعري لحماسة مقاتل يمني لم تقهر صموده “مملكة الهشيم” فحاربها” بكبرياء الجراح” في “معركة التنكيل “وآمن اليمني بأن “حوار البندقية ” يسحق “ثرثرات الحزم”.
تبحر سبأ مع الجنيد بسؤاله عن تقيمه لدور المثقف والشاعر في مواجهة العدوان؟
يرد الجنيد بأن التقييم يأتي من الجبهات.. حيث نستمع للزوامل التي كتبها الشعراء تصدح في كل جبهة وفي كل هجوم وصد واقتحام هنا نعرف أهمية أن يكون الشعر حاضراً في مواجهة العدوان ،مضيفاً، أن دور المثقف أيضاً مهم أمام السلاح الآخر للعدوان ويجب أن يكون حاضراً لمواجهة الحرب الناعمة والإعلام المضلل .
أنت تلقب بشاعر الصمود كيف أثرت قصائدك في مواجهة العدوان ؟
لا أتحدث عن قصائدي بمفردي فهناك عشرات الشعراء كان لقصائدهم الوقع الكبير في خلق الروح المعنوية للمجاهدين ولأسر المجاهدين والشهداء وفي إبطال ما يروجه العدوان من انتصارات كاذبة وأباطيل زائفة وفي إيصال رسالة اليمنيين إلى المواطن العربي الذي أصبح يراقب انتصارات اليمنيين ويقرأها من خلال قصائد الشعراء إنها عكس ما تبثه القنوات المناصرة للعدوان .
هل تسببت فصاحتك في اعتبارك هدف عسكري؟
نعم فقد قام طيران العدوان بقصف منزلنا في تعز مرتين الأولى في 24 سبتمبر 2015م و الثانية في10 يناير 2016 م ،وهذا يدعو للشرف وليس للأسف وقد عبرت عن القصف بقصيدتين بعد كل غارة وهذه أبيات من القصيدة التي كتبتها حين استهدف منزلنا في المرة الثانية/ “روح القصيدة
لن يطفئوا روحي ….
لأن بداخلي روح القصيدة…
تتساقط الأحجار ..
والأشعار مازالت
مكابرة عنيدة..
حملوا اليها الموت
فانبعثت بأعمارٍ عديدة ..
أن القصيدة مثلما الإنسان
.تصعد روحها لله أن قصفت..
تعانق عمرها الأبدي
أن صارت شهيدة ..
وقصائدي ..انضمت إلى الشهداء
منذ الغارة الأولى
إلى الخلد أرتقت…
الأنبياء تصفحوا شعري
وصارت بعض أبياتي
توزع بين جمهور السماء
على كتاب أو جريدة ..
والآن …جاءت غارة أخرى
على نفس المكان
لكي توافيهم بإشعاري الجديدة ..بعض الصواريخ البليدة …
كل القصاصات التي
كانت قبيل القصف أشلاء
بأوساط الركام تجمعت وغدت قصيدة …
وجميع أوراقي التي احترقت
أضاءت من دمي سحرا
وأفكاراً فريدة..
أنا كافر بالشعر
إن لم يستفز عواصف الدنيا
ويستدعي الصواريخ البعيدة !
* طال الدجى على اليمن كيف تتخيل أفق النهار اليمني ؟
:سيكون مشرقاً بحجم التضحيات أن شاء الله فهو وعد الله ( للذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ) وحاشا أن يخلف الله وعده.
*في ذات مقابلة صحفية قلت أننا لم نعد نتمنى ولكننا نريد ونقرر ونحقق الإرادة.. ماذا أراد الجنيد وقرر وحقق؟
:الإرادة التي تحدثت عنها هنا جماعية وليست فردية، إننا كشعب يمني أردنا أن نكون أحراراً وأن يكون اليمن حر مستقل عن الوصاية الخارجية .. وحققنا ذلك بفضل الله وبفضل عظمة هذا الشعب وقيادته.
* تعتبر أن النصر تضحية وصدق .. هل الشعر الوطني في زمن الحرب تضحية. وكيف
:كل عمل في مواجهة العدوان يعد استعدادا للتضحية في سبيل الله وانطلاقاً من هذا المبدأ .
* ما هي أول قصائدك ضد العدوان؟
:أول قصيدة كتبتها كانت بعنوان يمن الصمود في 27 مارس 2015 م ونشرتها بنفس اليوم .
” يمن الصمود”
يمن الصمود بدفنكم أحـرى،،،، فليحشدوا العشرين.. والعشرا
أهلاً وسهلاً في مقابركـم ،،،، أهلاً ضيوف جهنم الأخــرى
إكرامكم بالدفن واجبــنا ،،،، لايـــــــنبغى منَــا ولا شــــــكراِ
بالقصف زادت نار لهفتنا،،،، للــــــقـــــائكم فتـــفضلوا بـرا
*هل القصائد لها منزلة ومراتب في قلب الشاعر وما هي القصيدة الأغلى على معاذ الجنيد؟
:كل القصائد غالية وإن كان لابد أن أميز بينها فقصائدي في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الصلاة والتسليم هي أقربها إلى قلبي .
” صلا ة .. النصر”
لبيك والحرب الضروس تعربد،،،،وولائنا لك بالدماء معمدُ
لبيك والغارات فوق رؤسنا ،،،، والنصر فيك حليفنا المتجددُ
مادمت قدوتنا ودينك نهجنا،،،، فليجمعوا قواتهم وليـــحشدوا
سحقا لأسلحةِ الدمار وقد غزت،،،، قوماً سلاحهم النبي محمدُ
اليوم نثبت للوجود بأن من ،،،، والاك بالنصر العزيز يؤيـــدُ
الله بالفتح المبين يـــــحُفنا ،،،، ومن الرسول تَشُـد أيدينا يدُ
* ملامح صورتك ظلت بوجهي ورسمها مطبوع .. اين ليلى الجحملية من أبراج الحب والشعر اليوم لديك ؟
:الحب كل الحب لله ورسوله وأولياءه ومادون ذلك فهي تجارب عاطفية يمر بها أي شاعر .
أتذكر مره احدهم سألني معقول بطلت قصائد الحب .. ياأخي حرام عليك !!
قلت له ما “بطلت” وأسمعته هذه الأبيات … بالعامية ..
هواكِ توشكا .. ورمش عينك قاهرُ
وخافقي .. صافر .. وباب المندبْ
عذبتني خليتني… متــــطـــــايـرْ
ولا تحقق لي بحبك …مكســــبْ
كل الخطط تفشل معك في الآخرْ
وكل من يطمع بوصلك يتــــعب ْ
خليتني مثل التحالف حـــــــايـر ْ
سنين وانا احترق واتعـــــــذب ْ
والله لاأصبر لا جنيف العاشرْ
وإلا فموتي ياحبيبي قـــَــــرَبْ
فضحك حينها وقال هكذا أحبطتني أكثر ولكنه أدرك أننا نعيش مرحلة جهاد وحرب وإن كتبنا في الحب فسنكتب بأجواء المعركة.
* ماذا يتمنى أن يرسل الشاعر الجنيد مع هدهد سليمان للطفل اليمني؟
:أتمنى إرسال هدهد وقاصف وصماد كل يوم على الأعداء من أجل الطفل اليمني انتصارا له ممن سلبوه حقوقه أما الرسالة الى الطفل اليمني فستأتي من الله وليس مني بنصر عزيز يشفي به صدور قوما مؤمنين .
* بين شاعر المليون وشاعر الصمود مسافة بعيدة كيف تقرأه؟
:بين شاعر التحدي وشاعر الصمود… لأن المسابقة كانت بعنوان قصيدة التحدي كنت في تحدي ودي مع شعراء وأصبحنا في تحدي حقيقي هو أرقى وأسمى مرتبه كونه في سبيل الله.
* أنت جمعت بين الشعر العامي والفصيح ونادراً ما يتقن الشعراء هذه القدرة كيف تفسر ذلك؟
:لكل شاعر أسلوب في الكتابة لا يتصنعه وهذا هو أسلوبي وإن حاولت أن أكتب بشكل آخر فسيغلب عليه التصنع والتكلف.
* “أنا حبي لأرضي فاق حب الناس للأوطان” .. كيف تقرأ اختلاف صور حب الوطن ؟
:حب الوطن غريزة وصورة واحدة ولا تختلف ولكن البعض أبتعدوا عن هدى الله فأفقدهم الله رشدهم وزادهم عمى.. واصبحوا نفوس منحطة يشترون الذي هو أدنى بالذي هو خير.
* كيف تصف الشاعر هل هو متقلب مزاجي أو حساس ثائر ؟
:أعتقد أن الشاعر حساس ثائر دائماً وقد يكون مزاجي في أموره الشخصية.
* متى يصبح الشاعر مُـلهم ؟
:حين يرتبط بالله والقران أكثر وينطلق من قضية عظيمة فعظمة القضية هي التي ترتقي به.
* صنعاء تقصف …هل توقعت ذلك يوماً؟
:صنعاء تقصف منذ عقود ولكن بأسلحة أخرى ولم نتوقع أن يصل بهم القبح ليعلنوا حربهم أمام الملأ ويكشفوا عن نواياهم الحقيقية.. وهذه نعمة من الله فسوريا مثلاً أكثر ما أوجعها أنهم حاربوها بشكل غير مباشر بحيث أنها لا تستطيع أن ترد على السعودية مثلاً أو قطر أو غيرها كونهم حاربوها داخلياً بأدواتهم ،لكن في عدوانهم علينا فضحوا أنفسهم وتحملوا تبعات حربهم في الرد في عمق أراضيهم.
صنعاء تقصــــف
ياشعوب العالم العربي
هل تدرون ما معناه إن قلنا لكم
صنعاء تقصف؟
معناه أن سكوتكم عارُ
وأن دم العروبة في ضمائركم توقف..
معناه.. أن النهاية حتمنتةً لنعاج آل سعود تُعزف..
وبأن شعبي صارَ حراً
مستقلاً في إرادته
وهل في الأرض حرٌ
ليس يقصف!؟
*هجمت قصائدك على مملكة الحروف فجاءت إليها ما هي القصيدة التي لم تجيء بعد؟
:يقول أحدهم: الشاعر يموت قبل أن يكتب قصيدته, وهي حقيقة فعند كتابتي لأي قصيدة أشعر بها أنها القصيدة التي أبحث عنها وبعد كتابتها أشعر أنها لم تكن كما أردت وهكذا في كل قصيدة يظل الشاعر بانتظار القصيدة التي يريدها ولم تأت بعد.
* ثلاث دموع لمن تسقط من عيون الجنيد؟
هناك مواقف كثيرة تستحق أن نذرف دموعنا من أجلها ولكن الشموخ طغى علينا فلا دمع يسيل ولا نواح وتنفطر القلوب أسى وحزناً ونظره كل مكلوم سلاح.
* أنت شاعر تخاطب المقاتل في الجبهات وتمطر العدوان هجاء ماذا كتب شعرا عن الوضع الاقتصادي لتخاطب المواطن البسيط ؟
:من أعان الإباء .. والحرب نار .. ليس تعييه جبهة الاقتصاد .
* أخيراً جاءت الفرصة ما هي فرصتك التي لم تأتي بعد؟
:كل فرصة ندرك حينها أنها الفرصة التي انتظرناها أما الان فلا استطيع تحديد فرصة واحدة .
* كنا سيوفا.. فأصبحنا براكينا .. أين حدود بركان حرفك ؟
يرد الجنيد ..لا يقاس مداها.. حيث ما وصلت.. أقصى مسافاتها السبع السموات.
* من الجنود المجهولين اللذين ساندوك في مسيرتك الشعرية ، وماذا يعني لك أمين الجنيد ؟
:الجندي المجهول أمي ،وأمين الجنيد خالي العزيز ويعتبر أول المشجعين والداعمين لي في حياتي الشعرية .
انتهى فضول “سبأ” ليواصل معاذ تجنيد الشعر ..ويعصف بسلام الحرف ويشبه القصيدة مثلما الإنسان .. ومعاذ كافر بالشعر أن لم يستفز عواصف الدنيا .. ويستدعي الصورايخ البعيدة …
مردداً …..يمن الحضارة ِتستباح اليوم يا أوغاد
يهتك عرضها
والعالم العربي يرقبنا
بصمت.. !
من سلاح القتل أعنف ..
اليوم يتضح الجميع لدى الجميع
وكل وجهٍ عن حقيقتهِ تكشف..
لكننا سنظل أقوى من قذائفهم ..
واعتى من تحالفهم وأشرف..
والله أنا صامدون
وصامدون
وصامدون
وسوف نزحف ..
سبأ