الكشف عن استغلال مصر معلومات استخباراتية من فرنسا يغضب الأخيرة.. باريس تفتح تحقيقاً بكيفية تسريبها
السياسية:
أعلن الادعاء العام في فرنسا، اليوم السبت 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، فتح تحقيق جنائي للكشف عن الكيفية التي تسرّبت بها “أسرار دفاعيّة وطنيّة” تتعلّق بتواطؤ باريس مع مصر في استهداف مدنيين، إلى أيدي وسائل إعلام فرنسية.
كان موقع “ديسكلوز” الاستقصائي ذكر في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أنّ الحكومة المصرية حرّفت مهمة للاستخبارات الفرنسية تحمل اسم “سيرلي” بدأت في شباط/فبراير 2016 لحساب مصر في إطار مكافحة الإرهاب، عن مسارها، باستخدامها المعلومات التي جمعت لشن ضربات جوّية على آليّات يَشتبه بأنها لمهرّبين.
تحقيق جنائي
مكتب المدعي العام في باريس قال السبت إنه تم فتح تحقيق جنائي في قضية استغلال مصر معلومات استخباراتية من فرنسا، بحسب ما نقل موقع قناة “فرانس 24”.
بعد نشر هذه المعلومات، تقدّمت وزارة القوات المسلحة الفرنسية بشكوى “لانتهاك أسرار الدفاع الوطني”.
حيث قال المتحدث باسم الوزارة ايرفيه غرانجان: “كان هناك تسريب لوثائق يشملها السر الدفاعي الوطني”. وأضاف: “هذا التسريب هو انتهاك للقانون وخطير للغاية، لأنّ ما يُكشَف قد يُظهر أشياء حول أساليب عمل الجيش، يمكن أن يعرض سلامة أفراد الجيش للخطر”.
في الوقت نفسه، أشار غرانجان إلى أن الوزارة أطلقت “تحقيقاً داخلياً للتحقق من أن القواعد قد تم تطبيقها بالفعل” من قبل الشركاء المصريين لأن “الخطوط العريضة لهذه المهمة الاستخبارية تلبي متطلبات صارمة جداً: يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب بعيداً عن المشاكل الداخلية”.
استغلال مصر لفرنسا
من أبرز ما كشف عنه تحقيق الموقع الفرنسي، أن باريس أرسلت فريقاً إلى مصر في مهمة أُطلق عليها اسم “عملية سيرلي” في عام 2016، وفي ذلك الوقت كان الجيش الفرنسي يُنفذ مهام استطلاع جوي فوق ليبيا، حيث كان ينشط مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وكانت فرنسا تخشى من اتساع رقعة نفوذهم.
موقع “ديسكلوز” قال إن ما لا يقل عن 19 تفجيراً استهدف مدنيين بين عامي 2016 و2018 كان على صلة بالمعلومات المخابراتية الفرنسية التي أُرسلت إلى القاهرة.
تضمنت الوثائق التي نُشرت رسائل مزعومة من المشاركين الميدانيين في العمليات، لتنبيه رؤسائهم إلى إساءة استخدام معلوماتهم.
يشير الموقع إلى أن فريقاً من المخابرات الفرنسية كان برفقة ضابط مصري مكلف بالاستماع للتنصت على المحادثات أثناء إجرائها، وأضاف الموقع أن الفريق الفرنسي أدرك بسرعة أن التهديد الإرهابي كان ضئيلاً، وأن معلوماته تُستخدم بدلاً من ذلك لاستهداف مهربين لمواد، من السجائر والأطعمة إلى الأسلحة والمخدرات.
أشارت إحدى المذكرات السرية، التي نُشرت في 22 يناير/كانون الثاني 2019، وكانت موجّهة إلى وزيرة الدفاع قبل زيارة ماكرون لمصر، إلى أن هناك “حالات مؤكدة لتدمير أهداف كشفتها الطائرات الفرنسية”، وأن من المهم تذكير مصر بأن طائرات الاستطلاع ليست أداة استهداف.
يعلّق الموقع الفرنسي قائلاً: “يبقى دعم الديكتاتورية هو الأولوية مهما كلف الثمن”، وأشار إلى أنه في 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، قلّد إيمانويل ماكرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسام جوقة الشرف، خلال مأدبة عشاء أقيمت في الإليزيه.
بعد أربعة أشهر من الاحتفال، طلبت مصر، في سرّية، 30 طائرة رافال من فرنسا بقيمة 3.6 مليار يورو، وبحسب معلومات الموقع فإنَّ الجيش الفرنسي ما زال منتشراً في الصحراء المصرية.
*المادةالصحفية نقلت حرفيا من موقع عربي بوست ولاتعبر عن رآي الموقع