السياسية:

تناقش صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية السيناريوهات المحتملة لتطورات الصراع الحالي في أثيوبيا في ظل تشابكات عديدة تتعلق بالقرن الإفريقي والمناوشات الحدودية مع السودان وقضية سد النهضة.

يركز كتاب مصريون على تأثير سيناريوهات الصراع الحالي على أزمة سد النهضة بين أديس أبابا وكل من القاهرة والخرطوم.

كما يقارن عدد من الكتاب بين سلوك رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد في تعامله مع قضية إقليم تيغراي وأزمة سد النهضة.

* سيناريوهات محتملة

وبحسب موقع بي بي سي يطرح مقال بالعربي الجديد اللندنية أربع سيناريوهات محتملة للصراع الحالي “أمام تعثّر الجهود الدولية والإقليمية للوساطة” حيث “دخلت إثيوبيا مرحلةً من عدم الاستقرار بعد أن كانت تمثّل نموذجًا للتنمية والازدهار الاقتصادي في شرق أفريقيا”.

السيناريو الأول يتمثل في “انتصار جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائها: ويعني ذلك دخول العاصمة، وإطاحة حكومة آبي أحمد، هذا الاحتمال قائم لكنه غير مرجّح”.

أما الثاني فهو “الخروج الآمن لآبي أحمد من السلطة: ويعدّ هذا السيناريو الأفضل لتحالف المتمرّدين”.

ويتوقع الثالث “إطاحة الجيش آبي أحمد… لكن الانقلاب في هذه الحالة لن يؤدي إلى حلّ الأزمة، بل سيزيدها سوءًا، في ضوء الانقسامات التي يواجهها الجيش نفسه”.

أما السيناريو الأخير فهو “استقرار خطوط القتال على وضعها الراهن… قد يتّجه إقليم تيغراي في هذه الحالة إلى المطالبة بحكم كونفدرالي أو حتى إعلان الاستقلال من طرف واحد”.

ويناقش محمد أبو الحسن في المرصد المصري الإلكترونية تأثير السيناريوهات المحتملة للصراع الحالي في إثيوبيا على مسار قضية سد النهضة.

يقول: “بالطبع تؤثر مآلات الحدث الإثيوبي في استقرار القرن الإفريقي والمصالح الاستراتيجية لمصر”.

ويرى أنه لو نجحت المعارضة في إزاحة أبي أحمد، فإن “الأمر يخضع لاحتمالين: الأول هو مواصلة التعنت في المفاوضات حتى لا تُتهم السلطة الجديدة بالخيانة أو التساهل مع القاهرة، وهو الأرجح، الثاني هو أن يدفع اختمار الظروف الداخلية والإقليمية والدولية حكام أديس أبابا الجدد إلى اتفاق ملزم للإدارة المشتركة للسد، يراعي شواغل مصر والسودان”.

ويضيف: “أما السيناريو الأخير فهو استمرار الوضع الحالي بين الفرقاء الإثيوبيين، لا غالب ولا مغلوب، لتتجمد مفاوضات السد، بينما تتواصل أعمال البناء به، وفي كل الأحوال يظل سد الخراب ورقة سياسية بأيدي المجموعات العرقية، بوصفه مشروعًا يوِّحد الفسيفساء العرقية، ما قد يعني مزيدًا من التشدد”.

ويشير إلى أن “تردي الأوضاع في إثيوبيا، لابد أن يتردد صداه بقوة في قضية السد، ما قد يعطي فرصة حقيقية لمصر، لإعادة ترتيب أوراقها، والتحرك في مسارات بديلة تصب في مصلحتها”.

* انتقادات لسياسات آبي أحمد

يربط عدد من الكتاب المصريين بين أسلوب رئيس الوزراء الإثيوبي في التعامل مع إقليم تيغراي وتعاطيه مع أزمة سد النهضة مع كل من مصر والسودان.

يقول عماد الدين حسين في الشروق المصرية: “بات مطلوباً منا جميعاً أن نتعامل مع آبى أحمد باعتباره عدواً خطراً، على شعبه وعلى كل القارة الإفريقية، وعلى مصر والسودان خصوصاً”.

ويرجع سبب ذلك لأن “الرجل الذى يتفاخر بأنه سيدفن جزءاً من شعبه في الدماء، ولا يتورع عن قصف سد مائي لخدمة بعض أبناء شعبه، فإنه لن يتورع عن محاولاته اليائسة لتعطيش مصر والسودان”.

فمن وجهة نظره، فإن “بعض المصريين والعرب الذين انخدعوا بآبي أحمد لدى صعوده للحكم يشعرون الآن بالندم والخجل، حينما صدقوا أو اعتقدوا أنه الزعيم الديمقراطي المحب للسلام الذى جاء لنشر الديمقراطية في صحراء الاستبداد الإفريقية”.

كذلك يرى إبراهيم البهي في الأهرام المصرية أن “التطورات الخطيرة التي تشهدها إثيوبيا حالياً تنذر بسيناريو مرجح وهو سقوط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أيدى جبهة تيغراي… هذه التطورات وضعت إثيوبيا على حافة الهاوية”.

يضيف: “هذه الأحداث المتلاحقة توضح حقيقة مؤكدة وهى أن حكم آبى أحمد لإثيوبيا بات يواجه تحديات كبيرة وأزمة شرعية في ظل الجرائم التي تم ارتكابها في إقليم تيغراي “.

ثم يتساءل: “هل ستتعامل الحكومة الإثيوبية مع مصر بشكل جديد أم أن نفس المنهج المتعنت سيستمر وتستمر معه مشكلة سد النهضة كعقبة رئيسية في مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية في ظل إصرار إثيوبي غير مقنع”.

ويعرب الكاتب عن أمله “أن تتعامل إثيوبيا مع مصر بشكل جديد يزيح غبار التعنت والعناد الذى باعد بين البلدين طوال السنوات الماضية”.

ينتقد أحمد المسلماني بمقاله في موقع أساس ميديا الإلكتروني سياسات رئيس الوزراء الأثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام، ويقول أنه “ربّما يكون قد أسّس لبريسترويكا إثيوبية، تشبه تلك التي وضعها الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وسبقت السقوط بقليل”.

يضيف: “لقد أصبحت صورة آبي أحمد في الإعلام الأمريكي نموذجاً للسياسي الفاشل، وكلّ ما تخشاه القارّة السمراء أن تصبح إثيوبيا نفسها نموذجاً للدولة الفاشلة”.

من جانبه، يرى حسن حميدة في سودانيل الإلكترونية السودانية أهمية أن “يعيد السودان النظر في علاقته مع الجارة أثيوبيا. وهذا باعتبار أثيوبيا البلد الأكثر تقارباً وتشابها له”.

وينتقد الكاتب تدخلات “المفتنين والمنتفعين بين جلد الدولتين الجارتين، ليخلقوا العداوة بينهما وفي وقت وجيز”.

يقول: “سد النهضة الذي تقف بعض الدول في طريقه، سوف يعود بالتأكيد بالفائدة المتقاسمة بين البلدين – السودان وأثيوبيا”.

ويعدد الكاتب تلك المنافع التي ستعود على السودان من بناء وإكمال سد النهضة “من مياه وطاقة، وثروات سمكية وزراعية وتربية للحيوان”.