السياسية – متابعات :

كشف عضو الوفد الوطني المفاوض عبد الملك العجري في حديث خاص “لموقع الخنــادق” عن ان “اللقاءات مع الأمم المتحدة والاطراف الدولية مستمرة ، وحاولنا ان ندفع بالمباحثات ولكن الأمور لم تصل إلى نتيجة، والسعودي لم يقدم إلى الآن أي طرح جديد، ولا زالت الأمور تتراوح مكانها ويبدو ان الجميع منتظر لما ستسفر عنه معركة مأرب التي نرى بأنها مفتاح للسلام”، مؤكداً على ان “تحرير كل المناطق اليمينة هو أمر بديهي، ولا يمكن تحقيق حوار سياسي يمني إلا برفع الحصار ووقف الحرب على اليمن وخروج القوات الاجنبية ، سواء عبر مفاوضات سلام، وان لم يتم عبر المفاوضات فسيكون هناك خيارات أخرى، لأنه لا يمكن تصور قيام سلام في اليمن وتوقف الحرب وهناك محتل أجنبي على الأراضي اليمنية”.

وقد نفى العجري دخول مصر على خط الوساطة والمفاوضات بين الامارات واليمن، مشيراً إلى ان “مصر ليست لها مشاركة كبيرة في العدوان من البداية، وموقفها ليس عدائياً من اليمن ولا حتى من أنصار الله، ورغم انهم قد أعلنوا أنفسهم كجزء من التحالف في محاولة لمسايرة السعودية نظراً للضغوط الاقتصادية التي تمر بها مصر. ونحن نتمنى ان لا يتورطوا في العدوان على اليمن”.

وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد مأرب قال العجري للخنادق نتمنى ان تكون فرصة للسلام و عدم التصعيد من قبل دول العدوان فهو “ليس لمصلحتهم، لأنهم قد وصلوا بالتصعيد إلى اعلى سقف ، وهم لن يصعدوا أكثر مما صعدوا، سقفهم في التصعيد قد وصل إلى الذروة منذ سنوات، فما هو التصعيد الذي يمكن تصوره أكثر مما عملوه؟ لا أعتقد ان أمام التحالف أي فرصة عسكرية لتحقيق تقدم ما، الواقع يفرض عليهم أن يذهبوا نحو المفاوضات، وان يرفعوا أيديهم عن اليمن ويتركوا اليمن لليمنيين، وهم سيحلون شؤونهم ويتفقون على إدارة مرحلة جديدة”.

وأكد في هذا السياق، على ان المرحلة الجديدة ستقوم على “حل سياسي شامل يقوم على استيعاب كل الأطراف، ونحن رحبنا به منذ البداية، ولا مانع لدينا ان نستوعب بقية الأطراف حتى الذين هم جزء من العدوان، أن يكونوا جزء من العملية السياسية، ولا مانع لدينا منه إذا هم نفضوا ايديهم عن تحالف العدوان”.

وفي إطار الإجابة عن انه مع تحرير مأرب تكون صنعاء قد أكملت كل مقومات قيام الدولة، قال “الدولة لا بد ان تبسط سلطتها على كامل اراضيها، الأمر سيكون كذلك بعد تحرير كل البلاد. ولكن من حيث المبدأ أصبح العالم يدرك ان صنعاء تمارس سلوك دولة، سواء في بسط الأمن والاستقرار والحفاظ على المؤسسات الاقتصادية رغم كل الظروف والحصار والأكثرية الشعبية تؤيد حكومة صنعاء، وأسعار العملات هناك ضبط لها، يعني كل مظاهر الدولة هي في المناطق التي تحت سيطرة صنعاء. في المقابل هناك فوضى واغتيالات وجماعات وميليشيات مسلحة متعددة الأشكال والألوان، هناك القاعدة وداعش والانتقالي والاخوان المسلمين، حيث انهم يتصارعون ويقتتلون تارة، وتارة أخرى تحاول السعودية اصلاح أوضاعهم. هناك فوضى منفلتة حتى السعودية لم تعد تقدر السيطرة عليها. في المناطق المحتلة لا يوجد دولة، هناك سلوك أشبه بالميليشيات أو عصابات”.

فيما كشف العجري عن توتر في العلاقات بين الامارات والأطراف المدعومة سعودياً في اليمن كالإصلاح وجماعة الاخوان المسلمين، مشيراً إلى ان “هناك مسائل تكتيكية وبعض الخلافات حول إدارة الحرب بين السعودية والامارات، مثلا الامارات أقرب الى الانتقالي من السعودية، وموقفها واضح من جماعة الاخوان المسلمين والإصلاح، لكن السعودية أيضاً لها علاقاتها مع الانتقالي مع القرب أكثر من الإصلاح. صحيح ان السعودية تعتبر انها معركتها وهو في الواقع كذلك، والامارات دخلت الحرب بناء على طلب سعودي، وتتوقع مقابل معين، بنوع من النفوذ سواء في مناطق الجنوب، أو في الموانئ والممرات المائية. لكن في النهاية سياسة التحالف ترسمها السعودية والولايات المتحدة، أما الامارات فهي تابع، وهي لا تحاول ان تخرج عن السياسة السعودية في اليمن، ولا اعتقد ان هناك تباينا كبيرا، باستثناء ما يتعلق بتقبّل الإصلاح وفيما يتعلق بشرعية حكومة الفنادق، العلاقة بين الامارات وهذه المكونات متوترة”.

وعن احتمال قيام السعودية باستهداف المنشآت النفطية في مأرب وصافر بعد سيطرة الجيش واللجان الشعبية عليها أشار العجري إلى أن “هذا مجرد احتمال، وسيتم التعامل معه وفق مستجدات المعركة، سواء إذا كانت نحو السلام فنحن معها، لكن إذا كانت نحو التصعيد فسنذهب أيضاً نحو التصعيد”.

وعلق العجري على المناورة البحرية التي جمعت بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال والامارات والبحرين بالقول ان “الدور الإسرائيلي والتنسيق مع دول تحالف العدوان كان واضحاً منذ بدء الحرب، وان كان غير معلن وغير ظاهر وحاولوا اخفاءه، نظراً للحرج الذي يمكن أن يسببه لهم اعلان هذا الدور في تلك الفترة بقدر فج أو واضح. لكن مشاركتهم كانت على مستوى المعلومات والخبراء والرقابة البحرية. المناورة والتحركات الأخيرة، نوع من الاشهار لهذا التحالف غير المعلن بعد تطويع الرأي العام السعودي والاماراتي لتقبّل اظهار هذا الدور، و البدء بدول صغيرة مثل الامارات والبحرين، تمهيداً لدوز أكبر مع السعودية وغيرها فتبدأ هذه الدول بتطويع الرأي العام الخليجي والعربي على تقبل دور رسمي “لإسرائيل” كحليف لهذه الدول. ورسالة المناورة واضحة، وهي تريد ان تلعب دوراً فيما يتعلق بالممرات المائية او ما يسمى “بالتهديدات” على الممرات المائية الآتية من محور المقاومة، وهذا سيكون له انعكاسات سلبية إذا حاولت هذه الدول ان تتجاوز حدودها، والمستقبل سيحدد بالفعل إلى أي حدود وهذا يمكن ان يكون له انعكاسات سلبية حتى على الدول التي تشارك مع “إسرائيل”.

أما عن فرضية قيام “إسرائيل” باستهداف اليمن من البحر الأحمر يجيب العجري “التوجه الأساسي هو ان نحرر بلادنا خلال هذه المرحلة من الاحتلال المباشر الذي تمثله السعودية والامارات وأمريكا ونسعى إلى إخراج كل القوات الأجنبية من اليمن، لكن ان فعلت ذلك عندها لكل حادث حديث”.

فيما أشار الى ان معركة مأرب “ستمثل نوع من الانعطاف الذي سيجبر دول العدوان على الجلوس على طاولة المفاوضات وان تكون طروحاتهم منطقية وعقلانية، ومقبولة وعلى ان تنفيذ المطالب المحقة للشعب اليمني وعلى رأسها ما يتعلق بإعادة الاعمار وخروج القوات الأجنبية ووقف استهداف اليمن كمقدمات أساسية نحو الحل السياسي الشامل… اللقاءات مستمرة مع الأمم المتحدة والأطراف الدولية، والجميع ينتظر لما ستسفر عنه هذه المعركة، ونتأمل انها ستكون مفتاحا نحو السلام، وستكون نقطة تحول جوهري وفارق في الدفع نحو عملية السلام، وتغيّر استراتيجية التفاوض، وهو سيكون بوابة نحو الحل الشامل نظراً لما تمثله من أهمية استراتيجية ان كان على الصعيد المحلي ام على صعيد المفاوضات”.

* المصدر : موقع الخنادق