خفايا العلاقة ما بين السيدين نصر الله والحوثي
السياسية- متابعات:
لا يخفى على أحد ان العلاقة بين حزب الله في لبنان وحركة أنصار الله في اليمن، تتعدى علاقة الدعم المعنوي المتبادل الذي يظهر من خلال بيانات التأييد، الى علاقات التماهي والتنسيق حول الأهداف والقضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية المركزية والمحورية للأمتين العربية والإسلامية أي قضية تحرير القدس وفلسطين.
لكن في جانب آخر، فإن هناك علاقة أخوة كبيرة قد نشأت، ما بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وقائد الحركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد تخفى تفاصيلها حالياً عن جمهوري قوى المقاومة هذه، إلا أن ما يكشف من أسرارها، يؤكد أن ما قد تفرقه الجغرافيا بالمسافة ما بين اليمن ولبنان، تستطيع المقاومة تقريبه بمشاريعها الإستراتيجية للمنطقة.
بعض الأسرار: تواصل وتنسيق دائم ما بين القائدين
ومن أهم ما كشف من أسرار حول علاقة هذين القائدين، هو أنهما يتواصلان بشكل دائم، بحيث يتبادلان الأفكار والآراء حول مختلف المواضيع المطروحة في المنطقة، لاسيما تطورات العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وكل ما يتعلق بالصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها كيان الاحتلال الإسرائيلي والدول التابعة لهما.
فعلى صعيد القضية الفلسطينية، يعتبر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن تكليفهم الشرعي والديني الأساسي والمركزي، كحركة مقاومة صاعدة هو: تقديم كل جهود المساندة والدعم وحتى بالجهاد المباشر، من أجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وإزالة كيان الاحتلال من الوجود.
وعلى هذا الصعيد، جرى التواصل ما بين القائدين، بعد معركة سيف القدس وبعد إعلان السيد نصر الله عن المعادلة الإقليمية لحماية القدس والمسجد الأقصى. حيث أكد قائد أنصار الله للسيد نصر الله، أن اليمنيين راغبون وجاهزون وملتزمون بهذه المعادلة، رغم كل ما يعانونه من مآسي الحرب والحصار، ومستعدون للإعلان عن هذا الموقف. وهذا ما أعلنه السيد عبد الملك في خطاب الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين في الثالث من حزيران الماضي وقال: “نحن جزء لا يتجزأ من المعادلة التي أعلنها السيد نصر الله في أن التهديد للقدس يعني حربًا إقليمية في إطار محور المقاومة”، ومؤكداً “سنكون حاضرين بكل ما نستطيع وبكل فاعلية في إطار محور المقاومة وفي إطار معادلة القدس”، وبذلك كانت الحركة أول المعلنين عن الالتزام بهذه المبادرة.
والجدير ذكره ان السيد نصر الله في خطاب عاشوراء أعاد التأكيد على المعادلة الإقليمية و”تثبيتها”، وبعدها تواصل القائدان فأكد السيد عبد الملك الحوثي للسيد نصر الله على “تثبيت” المعادلة، وان أنصار الله هم جزء لا يتجزأ منها.
كيف سيشارك اليمن؟
لذلك سيكون لليمن دوره الكبير خلال أي مواجهة إقليمية قد تحصل مع كيان الاحتلال، وستكون لحركة أنصار الله مشاركتها الإستراتيجية عبر مسارين:
1) الصواريخ والطائرات المسيرة: فمن خلال التدقيق بأغلب عمليات توازن الردع التي نفذها الجيش واللجان الشعبية اليمنية، لا سيما ما جرى من استهداف لمنشآت أرامكو في رأس تنورة، فإن اليمن بات يمتلك الأسلحة المناسبة القادرة على استهداف “إسرائيل”.
2) مشاركة قوات برية: كان للسيد عبد الملك الحوثي موقف بارز خلال العام 2017، حينما أعلن أن مجاهدي الحركة جاهزون لتلبية ما قد هدد به السيد نصر الله “إسرائيل” في ذلك العام، حينما قال “على العدو الإسرائيلي أن يعرف أنّه إذا شن حرباً على سوريا أو على لبنان فليس من المعلوم أن يبقى القتال لبنانياً إسرائيلياً أو سورياً إسرائيلياً… بل قد تفتح الأجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في هذه المعركة”.
لذلك فإن تحقيق هكذا مشاركة بقوات برية خلال أي مواجهة إقليمية، غير بعيد أبداً. ومن يعلم ربما يكون التخطيط له ودراسته ميدانياً من قبل أنصار الله، قد أنجز وبات بانتظار تحديد ساعة الصفر ووقت التنفيذ.
- المصدر : موقع الخنادق اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع