بسام أبو شريف*

لم يسبق لمسؤول إيراني ان قال بوضوح تام ، موقفاً كالذي قاله اللهيان وزير الخارجية الجديد اليوم.

لقد قال نحن لا نعرف في المنطقة دولة في ذلك الموقع الجغرافي الا دولة فلسطين وعاصمتها القدس

قال ذلك لرفضه الاعتراف بالكيان الصهيوني الذي زرع بقوة الاستعمار القديم والحديث على أرض فلسطين ، هذا الكيان العنصري الذي مازال يشن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم والذي تمسك بحقه وأرضه وقاتل ودافع عن نفسه وما زال يقاتل ويدافع عن نفسه وعن أجياله القادمة.

هذا الموقف هو موقف آية الله خامنئي ، هو موقف القيادة الاسلامية الايرانية التي ترى في الجهاد لتحرير فلسطين واجباً دينياً ، وواجباً على كل مسلم في كل مكان وواجب على الايرانيين ان يجاهدوا لتحرير الاقصى وفلسطين، هذا هو موقف الجمهورية الاسلامية في إيران.

لكن ما دفع وزير الخارجية الايراني للإدلاء بهذا التصريح الواضح وهذا الموقف الحاسم الحازم المصر المقاوم ، هو ان الخطر الصهيوني لم يعد فقط قائماً في تلك القاعدة التي زرعت على ارض فلسطين بل أصبح على ابواب ايران ، ففي البحرين ، وزير خارجية العدو الصهيوني يلتقي ويعانق ملك البحرين الذي خضع لإملاءات الصهاينة هو وكل المسؤولين البحرينيين.

كان وزير خارجية اسرائيل يحتفل مع ملك البحرين بوضع البحرين وكل الأرض والقواعد والامكانات التي يمكن لإسرائيل استخدامها في البحرين وضعها تحت تصرف اسرائيل لممارسة عدوانها وهجوميتها وتنفيذ خططها الارهابية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفي الوقت نفسه أمسكت المخابرات الايرانية بطرف خيط هاماً جداً يقود الى شبكات عديدة ومتصلة ومنفصلة ، تتسلل الى الاراضي الايرانية من خلال اذريبجان.

وتشير المعلومات التي تمكن المخابرات الايرانية من الحصول عليها من بعض القيادات لهذه المجموعات الارهابية الى ان اسرائيل امضت فترة طويلة في بناء هذه الشبكات لتهريب السلاح الى داخل ايران وتهريب اجهزة حساسة الى داخل ايران وبناء شبكة من العملاء داخل ايران تضم ايرانيين وغير ايرانيين.

كما امسكت المخابرات الايرانية بمعلومات هامة جداً ، عن اتفاقيات سرية وقعتها اذربيجان مع اسرائيل ، تتضمن دفع اسرائيل ثمناً لتعاون اذربيجان ووضع مطاراتها تحت تصرف الطيران الحربي الاسرائيلي وهو تزويد اذربيجان بطائرات مسيرة اسرائيلية قد تستخدم في أي مكان تريده اذربيجان او اسرائيل.

لقد تمكنت المخابرات الايرانية من الامساك بوثائق تشير بما لا يدع هنالك أي مجال للشك حول النشاط الاسرائيلي القديم والجديد لبناء شبكة قوية في كردستان العراق والمساهمة الفاعلة في مد هذه الشبكة وخطوط مواصلاتها واتصالاتها نحو الاراضي الايرانية ، وان القواعد الامريكية التي بنيت في المناطق المتاخمة للحدود الايرانية في ارض كردستان هي الان تحت تصرف اسرائيل ومن تسميهم اسرائيل بالمستشارين والخبراء التكنولوجيين.

كما امسكت بمعلومات تشير الى شراكة حية وفاعلة ومربحة لبعض كبار المسؤولين في حكومة كردستان العراق وقد يكون رئيس الوزراء أحدهم شركاء للمخابرات الاسرائيلية ي مؤسسات مختلفة تتخذ من التنكولوجيا عنواناً لها وعنواناً لناشطها الارهابي وتخطيطها الدموي ضد الجمهوربة الاسلامية في ايران.

ثلاثة معلومات هامة تجمعت لدى القيادة الايرانية ما تم الاتفاق عليه في البحرين وما تم الاتفاق عليه بين اسرائيل واذربيجان او بعض مسؤوليها ، وما تم الاتفاق عليه بين اسرائيل والولايات المتحدة وقيادة كردستان العراق او بعض افرادها من كبار المسؤولين لتوجيه كل الجهود الاستخباراتية واللوجستية والتخطيطية والتنفيذية لشن عمليات ارهابية ضد الجمهورية الاسلامية في ايران.

ويربط المسؤولين الايرانيين هذه التطورات واكتشافهم للمعلومات الدقيقة والمؤكدة حولها يربطها بكلام الولايات المتحدة والبيت الابيض تحديداً ووزير الخارجية الذي أعلن اليوم بنوع من الانذار والتهديد لإيران ، بأن على ايران ان تسرع بالذهاب الى فينا الى المفاوضات لأن وقتها ينفذ ، ماذا يعني وقت ايران ينفذ!.

مضحك ومأساوي موقف الادارة الامريكية ، فهي التي انسحبت من الاتفاق النووي الايراني وهي التي فرضت عقوبات على ايران ، وهي التي تريد ان تعود للاتفاق وهي التي لا تريد ان تلغي العقوبات وهي التي الان تنذر ايران بالعودة للاتفاق وكأن ايران هي التي انسحبت ، لا ، لا، لا.

ايران هي التي التزمت ، ايران هي التي تابعت بدقة بنود ذلك الاتفاق ، ايران اعلنت أكثر من مرة وانذرت أكثر من مرة بأنها لا تنفذ ما يجب عليها تنفيذه اتفاق ايران النووي ، ناهيك عن خروج ترامب من الاتفاق ، وفرضه عقوبات على ايران وتجميد ارصدتها في انحاء العالم .

ان الحرب التي شنها ترامب وما زالت ادارة بايدن تشنها على الجمهورية الاسلامية في ايران، هي نفس الحرب التي بدأها ترامب وهي نفس الحرب التي تشنها اسرائيل وجميعهم يخضعون لقرار الصهيونية العالمية التي تريد تحطيم ايران وتحطيم قدرات ايران وتخشى كما تقول هي الان ليس من قوة ايران النووية بل مما تنتجه من مسيرات متقدمة قد تزود حلفائها بها ليتمكنوا من ضرب اسرائيل ، ان ما تخشاه اسرائيل هو ان تتزود المقاومة الفلسطينية بمسيرات ايرانية تستطيع ان تضرب اهدافاً قصيرة المدى والمقاومة الفلسطينية على مرمى حجر من أهم أهداف العدو الصهيوني.

ان بنك الاهداف جاهز لدى المقاومة الفلسطينية ولا شك ان تزويدها بالسلاح المناسب القادرة على تدمير القوة العسكرية الهدامة المجرمة الاسرائيلية هو ما يشغل بال الحكومة الاسرائيلية، اننا نرى ان الخطر الذي يتهدد ايران أصبح وشيكاً جداً.

ولذلك فان حالة الاستنفار التي تعيشها ايران الان سواء على جبهة اذربيجان وهنالك مناورات معقدة جداً تدور في تلك الاراضي التي لم تحدد جغرافياً ، مناورات لم يحدد لها زمن محدد مناورات مفتوحه وهذا يعني بالعلم العسكري حالة حرب قائمة.

وكذلك على الحدود العراقية الايرانية ، حيث تقوم بعض المجموعات من المسؤولين الاكراد المرتبطين بال سي اي ايه بدور هدام خادم للصهيونية ويخطط وينفذ ويسهل كل العمليات الاستخباراتية واللوجستية التي تستهدف ضرب ايران او شن عمليات داخل ايران.

يضاف الى ذلك تطورات البحرين التي لم يخفيها أحد ، كان ملك البحرين مسروراً جداً بقدر غبائه ، فهو يظن ان وزير خارجية اسرائيل سينقذه من وضعه المخزي من العار الذي الحق به البحرين ملكها ، يظن ملك البحرين ان اسرائيل ستنقذه من غضب الشعب العربي في البحرين ، كلا وكلا، ولكن على فصائل المقاومة ومحور المقاومة في كل مكان ان يستنفر ايضاً تماماً كما تستنفر ايران ، اذ اشتعلت النار على حدود ايران ، عليها ان تشتعل على حدود إسرائيل.

* المصدر : رأي اليوم