باريس ( موقع راديو فرنسا الدولي” “rfi, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ):

 

 

 

يعيش اليمن السنة الرابعة على التوالي في خضم الصراع المحتدم والذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص, حيث أشار “مارك لووكوك” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية, في مذكرة داخلية سلمها في النصف الثاني من أكتوبر إلى 15عضوا في مجلس الأمن, أشار إلى أن الوضع الحالي إذا استمر فأنه سيلقي بظلاله على ما يصل من 14 مليون شخص, إذ سيجدون أنفسهم في وضع “ما قبل المجاعة” خلال الأشهر المقبلة.

 

ومن جانبه, صرح “تييري دوراند” رئيس مستشفى “أطباء بلا حدود” في مدينة المخاء الواقعة جنوب ميناء “الحديدة” الاستراتيجي، والمركز الحالي للاشتباكات، بأن المؤسسات العامة والمستشفيات والمدارس في هذا البلد الذي مزقته الحرب في حالة انهيار تام.

 

إن الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم, إذ يحتاج  75٪ من السكان، أي ما يعادل 22 مليون شخص إلى  المساعدة الإنسانية العاجلة والحماية، في حين يعاني 8.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

 

ومن جانبه, دق برنامج الغذاء العالمي ناقوس الخطر, معلنا أن هذه الازمة قد تأثر بالفعل على ما يصل من 12 مليون شخص في الأشهر المقبلة.

 

مستشفى واحد على طول امتداد 400 كيلومتر…

 

يعيش اليمن في حالة حرب منذ العام 2015, بين المتمردين الحوثيين المدعومين من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية – الذين يسيطرون الان على ميناء الحديدة الاستراتيجي والعاصمة صنعاء- وبين التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي أخذت على عاتقها تقديم الدعم للحكومة اليمنية التي لجأت إلى مدينة عدن الجنوبية العاصمة المؤقتة لها.

 

عواقب هذه الحرب لها تأثير واضح على أداء المؤسسات العامة مثل المستشفيات والمرافق الصحية, فعلى طول خط الجبهة بين مدينتي الحديدة وعدن, تفتقر هذا المرافق الى وجود طبيب جراح وطبيب توليد.

 

وبحسب “تييري دوراند” رئيس مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة المخاء، فإن المستشفى الذي تشرف عليه المنظمة هو الوحيد على طول امتداد 400 كلم من الساحل، حيث يقدم الرعاية الطبية العاجلة لجميع السكان, حيث يأتي 65٪ من الأشخاص القادمين من محافظة الحديدة لهذا المستشفى من أجل تلقي العلاج جراء عواقب مباشرة لهذا الصراع: انفجار الألغام، الاصابات الناجمة عن الرصاص، الغارات الجوية والقصف بقذائف الهاون.

وبحسب تصريحات ” مارك لووكوك ” يعيش اليمن اليوم “أكبر عملية إنسانية في الوقت الراهن” حيث أن أكثر من 200 شريك اخذوا على عاتقهم تقديم المساعدة والحماية لهذا البلد من خلال خطة إنسانية دولية.