اليمن في كل هذا؟
ترجمة: اسماء بجاش-سبأ
يعيش اليمن مأساة غامضة, في حين تعتبر أنها خير دليل على غض الطرف الدولي لهذه الخروقات التي ينتهجها النظام السعودي في هذه الحرب؟
أثار اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في سفارة بلاده في تركيا موجة غضب دولية عارمة.
ينتمي خاشفجي إلى أسرة مقربة من الاسرة الحاكمة في الرياض، حيث تمكن من إقامة علاقات مع العديد من أفراد الاسرة الحاكمة, حتى مع الامير محمد بن سلمان نفسه, قبل أن يغير من لهجته تجاه نظام الحكم في المملكة, حيث عمل هذا التغير في مواقفه على أثارت غضب ولي العهد, وبالتالي, لا أحد يموت “عن طريق الخطاء” خلال عملية تحقيق أو استجواب في السفارة.
وفي الوقت الذي أبدى فيه العالم برمته قلقه الشديد بشأن مصير المعارضين السياسيين, يواصل النظام السعودي قصف جارته اليمن بالشراكة مع دولة الامارات العربية المتحدة وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية, ناهيك عن توفير المواد الحربية من الدول الغربية, بما في ذلك سويسرا.
وفي هذا السياق، عملت ألمانيا على تعليق جميع صفقات بيع الأسلحة مع المملكة العربية السعودية, ولم تكتفي عند هذا الحد فحسب, بل عملت على دعوة الأوروبيين لفعل الشيء نفسه, ولكن هذا الأمر سيتطلب الكثير من أجل تسوية التحالفات الأخرى والمختومة بختم البترودولارات, وإلى جانب ذلك, تدر تلك الصفقات التي مالاً وفيراً.
ومن جانبها, لن تتخلى الإدارة الأمريكية بسهولة عن حليفها الطبيعي ضد طهران, حيث سارع وزير الخارجية الأمريكية ” مايك بومبيو” على التأكيد على مدى عمق العلاقات “القوية والقديمة” التي تجمع بين واشنطن والرياض.
في مواجهة هذا الدعم الثابت، ما هي تحذيرات الأمم المتحدة التي تؤهل الوضع الإنساني في اليمن أن يكون “الأسوأ في العالم”؟
ترى منظمة العفو الدولية في هذه الحرب “حرب منسية” ، كما تسميها، إذ يوجد 22 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، منهم 8.4 مليون على وشك الوقوع في شرك المجاعة, ناهيك عن اطبق وباء الكوليرا خناقه على مليون شخص آخرين.
إن الشجب والتنديد الذي حظيت به قضية مقتل الصحفي “خاشقجي” لن تعفي حكوماتنا الغربية من مسؤوليتها في غض الطرف عن تلك الأرواح التي تزهق في اليمن.
= صحيفة ” le courrier” السويسرية الناطقة بالفرنسية