هل تكون الحرب المقبلة حرباً سيبرانية؟
شركة أمن سيبراني بإدارة رئيس الموساد السابق تبدأ عملها في الإمارات..
السياسية :
باشرت شركة “إكس إم سايبر”، التي يرأسها رئيس الموساد السابق تمير باردو، نشاطها في دولة الإمارات، وبدأت ببيع برامج سايبر من تطويرها لحماية البنية التحتية للغاز والنفط ومؤسسات مالية، وفق ما ذكرت صحيفة “غلوبس”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة الإسرائيلية وقّعت، في أعقاب “اتفاقيات أبراهام” لتطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين والكيان الإسرائيلي، على اتفاق تعاون مع شركة “سباير سولوشنز” من دبي، التي تديرها مجموعة خبراء هنود، وتمثل شركات سايبر إسرائيلية أخرى، منها “سايبر آرك” و”تشيكبوينت”.
وأضافت الصحيفة إن “إكس إم سايبر” تتعاون مع الشركة الحكومية الإسرائيلية “رفائيل” (سلطة تطوير الأسلحة) ومجمع شركات أقامتها “رفائيل” من أجل “التوقيع على عقود مع شركات في الخليج في مجال البنية التحتية للغاز والنفط، وتشمل شركة الكهرباء وشركات بنية تحتية للطاقة وشركات إسرائيلية أخرى مثل ووتربول، وترافيك إكس وريديبلو”.
شركة “سباير سولوشنز” التي يديرها رجل أعمال هندي تربطه علاقة جيدة في السلطات الاماراتية سيساعد الشركات الإسرائيلية بالدخول إلى أسواق دول موقعة على “اتفاقيات أبراهام” فقط، أي الإمارات والبحرين.
وتنشط “إكس إم سايبر” في سوق اختبارات اختراق تهديدات سايبر، وتعمل من أجل رصد نقاط ضعف في بنية تحتية بالغة الأهمية والتحذير منها.
وبدأت “إكس إم سايبر” نشاطها مع البنوك الكبرى في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبا الغربية، في دول منها بريطانيا وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا، ودخلت مؤخراً إلى السوق الفرنسية، ومن زبائنها ميناء هامبورغ وشركة التأمين الأميركية “بلايموث روك”. وتعمل “إكس إم سايبر” في دبي من خلال مجمع الشركات الذي أقامته “رفائيل” أيضاً، في مجال حماية البنية التحتية الوطنية، مثل منصات الغاز وآبار النفط والموانئ والمطارات.
ويهدف مجمع الشركات الإسرائيلي إلى إبرام صفقات مشتركة مع الحكومات المحلية، بحيث تُمنع أي شركة إسرائيلية من إجراء مفاوضات مستقلة، وإنما أن ترصد “رفائيل” الاحتياجات وبيع برامج بالاشتراك.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع قوله: إن مجمع الشركات الإسرائيلي سيعمل مع الإمارات ومع الحكومات في دول خليجية أخرى. ولفتت الصحيفة إلى أن مجال هجمات السايبر للبنية التحتية انتشر في أعقاب هجوم إسرائيلي بواسطة الدودة الإلكترونية “ستيكسنت” ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية، والمنسوب لأجهزة استخبارات غربية، واستهدف أجهزة طرد مركزي من خلال اختراق جهاز المراقبة من صنع شركة “سيمنز” الألمانية.
الكيان الاسرائيلي ينشط في مجال الامن السيبراني
الكيان يمثل ثاني أكبر عدد من صفقات الأمن السيبراني على الصعيد العالمي، بعد الولايات المتحدة وقبل المملكة المتحدة، حسب تقرير جديد جمعته شركة بيانات في نيويورك “سي-بي انسايتس”.
كما أن صفقات الكيان الاسرائيلي شكلت 7% من حصة التعامل العالمي للأمن السيبراني في السنوات 2013-2017، ولا تزال بعد الولايات المتحدة، والتي تمثل 69% من حصة الصفقة العالمية، لكنها أعلى من المملكة المتحدة، والتي تمثل 6% من المجموع الكلي. وأظهر التقرير أن كندا تمثل 3% والصين 2% من حصة الصفقات العالمية.
كما أن الشركات الإسرائيلية التي حققت أعلى صفقات هي: (بيو-تاك)، وهي شركة ناشئة تحلل المعلومات السلوكية والفسيولوجية للمساعدة في منع الاحتيال والكشف عنه. برنامج (أكوا سيكيوريتي)، الذي يمكّن الشركات من تأمين بيئاتها الافتراضية وسد الفجوة بين أمن الأجهزة وأمن تكنولوجيا المعلومات. (ايرون-سكيلز)، صانعة تقنيات مكافحة الخداع. وأيضا(D-ID)، التي طورت تقنية لمساعدة المؤسسات على حماية وجوه المستخدمين من تقنيات التعرف التلقائي على الوجه غير المصرح به.
مختبرات (مينيرفا) الإسرائيلية التي تصنع منتجات الأمن السيبراني المصممة لإلحاق الهزيمة بالبرامج الضارة المتقدمة، و(سيلوس)، التي تساعد شركات السكك الحديدية على كشف هجمات الإنترنت في شبكتها التشغيلية، بما في ذلك أنظمة الإشارات وقطاراتها – ومنع المهاجمين قبل أن تتسبب في أي ضرر.
و من بين 26 شركة تم اختيارها لتكون المدافعة في مجال السايبر لعام 2018، فإن 62% منها يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، ومعظمها في كاليفورنيا. ويقع أعلى تركيز للمدافعين السيبرانيين بعدها في الكيان الإسرائيلي، لتليها المملكة المتحدة بثلاثة. السويد وهولندا لكل منهما شركة واحدة فقط.
صعوبات تواجهها إكس إم سايبر في فرنسا
كشفت تقارير خاصة أن مدير شركة “إكس إم سايبر” والمدير السابق لجهاز “الموساد”، تامير باردو، يواجه صعوبات كبيرة في المضي قدمًا بشركته داخل السوق الفرنسي، بالرغم من تعاونه مع شركة Néosmos الفرنسية التي تروج للمنتجات الأمنية الأوروبية، وذلك لانعدام ثقة العملاء بشركته التي تطلب وضع مستشعرات على شبكات العملاء حتى تتمكن من محاكاة شبكاتهم. وفي ذات السياق، فقدت شركة “كوادريم” الإسرائيلية المتخصصة في حلول اختراق الهواتف المحمولة مساعدة شركة “إن ريتش inreach” القبرصية الموزع الرسمي التجاري لمنتجاتها في قبرص على خلفيات دعاوى قضائية بين الطرفين.
بيغاسوس يفضح الحرب السيبرانية الجديدة للكيان الاسرائيلي
فضيحة “بيغاسوس” كشفت ثغرات واضحة في قصة “نجاح” الأمن السيبيراني في الكيان الاسرائيلي وتفوقها في القطاع.
وأشار إلى أن ما تم كشفه عن مدى الاختراق الذي يتم عبر استخدام برنامج التجسس بيغاسوس من إنتاج مجموعة “إن إس أو” أشعل جدلاً شديداً في الكيان الإسرائيلي وفي الخارج حول الطريقة التي يعمل بها قطاع الأمن السيبراني الذي تتباهى به البلد.
و لطالما تمكنت الشركات الإسرائيلية العاملة في القطاع السيبراني من الحفاظ على علامات تجارية قوية بسبب ما لأجهزة المخابرات الإسرائيلية من سمعة في هذا المجال، وخاصة الموساد ووحدة 8200 العسكرية المتخصصة في الاستخبارات، وما يعرف عن قدرة هذه الشركات على تجنيد الخريجين من هذه الأجهزة الأمنية وضمهم إلى صفوف العاملين فيها.
كما أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، كان قد تكلم مراراً عن التكنولوجيا السيبرانية باعتبارها حجر الزاوية في قطاع التكنولوجيا المتطورة في الكيان الاسرائيلي وفي الاقتصاد بشكل عام، إلا أن صحيفة “هآرتس” وجدت أدلة كثيرة تفيد بأن تكنولوجيا الحرب السيبرانية الإسرائيلية، وخاصة “إن إس أو”، لعبت دوراً رئيسياً في سياسة نتنياهو الخارجية.
إذاً هو غزو جديد يواجه الأمة العربية انطلاقاً من التكنولوجيا والأمن السيبراني التي بدأت بوادره تتكشف شيئاً فشيئاً وستظهر لنا الأيام ما هو أعظم من بيغاسوس وما هو أعظم من دخول مثل هذه الشركات إلى السوق العربية انطلاقاً من دول حظيرة التطبيع.
* المصدر : الوقت التحليلي