السياسية : أمل باحكيم

يعتبر التغير المناخي كارثة حقيقة سوء كانت بسبب طبيعي او كيمائي حيث لم تبقَ أي قارة الا وتعرضت للكوارث، إذ صارت موجات الحر الشديد والحرائق والأعاصير بجميع أنواعها تجتاح عدداً من دول العالم.

ولأهمية  هذا الموضوع حرصت السياسية أن تنقل صورةعامة للقارئ عن الظواهر المتوقعة نتيجة الاحتباس الحراري وكيفية حدوث الانحباس الحراري, وما هي أهم المصادر المسببة في تلويث الهواء؟ وما الحلول لانخفاض الانحباس الحراري؟ وما أثرة على “صحة الإنسان ,المياه والصرف الصحي, نمو الأشجار والغابات , الأسماك والشعب المرجانية, الحيوانات و المحيطات والبحار”!

ونبدأ هنا من  الدراسات العلمية التي اكدت  أن ما يحدث من تغيرات مناخية وكوارث ناجمة من ازدياد درجات حرارة سطح الأرض والناتج بشكل رئيسي عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري.

واشارة الدراسات الى  ان الدول الصناعية الكبرى  تعتبر هي العامل الرئيسي للانبعاثات الحرارية الملوثة للبيئة باستخدام الصناعات الحديثة والتي تستخدم فيها الغازات ” الاحفورية” والفحم والطاقة النووية ومن اهم هذه الدول الصناعية (الصين – الولايات المتحدة – الهند – روسيا – اليابان – البرازيل – ايران – إندونيسيا – كندا و….).

ووفقا للدراسات العلمية نجد ما يلي :

الظواهر المتوقعة نتيجة الاحتباس الحراري

  • حدوث كوارث زراعية وفقدان بعض المحاصيل
  • احتمالات متزايدة بوقوع أحداث متطرفة في الطقس
  • زيادة حرائق الغابات
  • ازدياد الفيضانات “لأن أجزاءً كبيرة من الجليد ستنصهر وتؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر”.
  • غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية
  • حدوث موجات جفاف وتصحر في مساحات كبيرة من الأرض
  • زيادة عدد وشدة العواصف والأعاصير
  • انتشار الأمراض المعدية في العالم
  • انقراض العديد من الكائنات الحية
  • التقلبات الكثيرة في الجو

كيف يحدث الانحباس الحراري؟

يحدث الاحتباس الحراري عندما يجتمع ثاني أكسيد الكربون مع غيرة من ملوثات الهواء والغازات الدفيئة ويمتص اشعة الشمس والاشعاع الشمسي الذي ارتد الى سطح الأرض.

حيث تحبس الحرارة بكمية أكبر من الكمية اللازمة لعملية الاحتباس الحراري الطبيعية، مما يتسبب بارتفاع حرارة الأرض ويؤدي الى تغير المناخ كذوبان الكتل الجليدية في القطبين والجفاف والتصحر وأكسدة المحيطات وازدياد عنف الفيضانات والأعاصير وغيرها.

ما هي غازات الاحتباس الحراري المؤثرة على الأرض؟

هناك نوعان من الغازات المؤثرة على الأرض: –

عوامل طبيعية: حيث يحتوي الغلاف الجوي للأرض على عددا من الغازات التي تعمل على تبريد سطح الأرض (بخار الماء – ثاني أكسيد الكربون – الميثان – أكسيد النيتروز) حيث تسمح هذه الغازات بوصول أشعة الشمس إلى سطح الأرض والتي تمتص الأشعة دون الحمراء التي تنبعث من الأرض.

ويؤدي ذلك إلى تسخين سطح الكوكب بحيث يصبح متوسط درجة حرارته السطحية أعلى بمقدار 33 درجة سلسيوس عما كانت ستؤول إليه حال غياب التأثير الطبيعي للاحتباس الحراري.

عوامل معززة ” بشرية”: يشير إلى تسخين الكوكب نتيجة زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية ويوصف بتغير المناخ او الاحترار العالمي.

ما الفرق بين الاحترار العالمي وتغيير المناخ؟

الاحترار العالمي: هو ارتفاع طويل الأجل في متوسط درجة حرارة نظام مناخ الأرض، وهو جانب من جوانب تغير المناخ تظهره قياسات درجة الحرارة والتأثيرات المتعددة للاحترار.

تغيير المناخ: أوسع وأكثر شمولا من الاحترار العالمي حيث التغيرات في هطول الأمطار – وارتفاع درجة الحرارة على مدى سنوات.

لماذا يزداد التغير المناخي كل عام؟

يتغير المناخ على الارض على مدار الزمن الجيولوجي مع حصول تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة الوسطية، حيث زادت ارتفاع الحرارة هذه الفترة بسرعة كبيرة من أي وقتا مضى ويتسبب في ذلك الانسان ” الثروة الصناعية” الذي يطلق غازات تحبس الحرارة وتعرف هذه الغازات ” بغازات الدفيئة او الاحتباس الحراري” لإمداد حياتنا الحديثة بالطاقة.

اهم المصادر المسببة في تلويث الهواء؟

تكثر أسباب ثلوث الهواء على سطح الأرض والتي تؤدي الى تفاقم مشكلة الاحترار العالمي بسبب ما تطلقه من غازات مثل “ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والفحم” ومن ضمن هذه الأسباب: -.

  • حرق الوقود الاحفوري” لتوليد الكهرباء” حيث ينتج حوالي ملياري طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.
  • الفحم ” لتوليد الطاقة” وهو من أكبر الملوثات للاحتباس الحراري.
  • قطاع النقل: ثاني أكبر الملوثات الحرارية الذي يولد حوالي 1.7 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
  • قطع الأشجار وحرق الغابات وعمليات التصنيع.
  • بعض طرق التخلص من النفايات والعديد من الممارسات الزراعية الخاطئة.
  • تلويث البحار والمحيطات بمخلفات السفن وغيرها.
  • ازدياد عدد السكان وقلة الموائل

ما اثار التغير المناخي؟

يؤثر الاحتباس الحراري على تغيير المناخ من درجة الحرارة الشديدة والمتقلبة وارتفاع مستويات البحار والمحيطات، وتغير تعداد كائنات الحياة البرية، ومواطن الحيوان والنبات الطبيعية، كما يؤثر على حياة البشر بانتشار الامراض المعدية.

ما الحلول لانخفاض الاحتباس الحراري؟

هناك طريقتان في يد الانسان لحماية نفسه والحيوانات والكائنات البحرية ويستطيع ان يقلل من حدوث الكوارث كالزلازل والفيضانات واخماد الحرائق. الخ .

التكيف مع التغير المناخي: ويتطلب ذلك التعايش “التأقلم ” مع هذا المناخ ودرجة الحرارة الشديدة وكل الكوارث الأخرى.

إيجاد الحلول للتقليل من الثلوث وهنا بعض الطرق:

  • التقليل من مسببات ثلوث البيئة ” الغازات الدفيئة”: من خلال توسيع استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والكربون الأزرق كمصادر طاقة صديقة للبيئة” .
  • هندسة المناخ: معالجة غازات الدفيئة كأحد تطبيقات هندسة المناخ عن طريق إزالة هذه الغازات من الغلاف الجوي بعزل ثاني أكسيد الكربون.
  • تقليل الكربون والفحم واستخدام الطاقة الطبيعية المستجدة
  • التوقف عن حرق الوقود الاحفوري.
  • التنوع البيولوجي

ما هي تأثيرات تغير المناخ؟

ان أي نصف درجة زيادة “او اقل” من الاحتباس الحراري للأرض لها أهميتها حيث تزداد الحرارةً وتـَتَحمّض المحيطات وتستمر البحار بالارتفاع وتكون الأمطار الغزيرة أكثر شدةً وتواترًا في الكثير من الأنحاء وغيرها.

إثر الانبعاثات على الصحة الانسان

الاحتباس الحراري يوثر كثيرا على صحة الانسان فتكثر الامراض والوفاة بسبب الحشرات التي تنقلها الأطعمة والمياه، وزيادة خطر نقص الغذاء بسبب تناقص إنتاج الأغذية ” انجراف الزرع” كما تضررت البيوت بسبب الفيضانات والحرائق الكبيرة مما يؤدي الى نزوحهم في المناطق المنخفضة في كافة أرجاء العالم.

إثر الانبعاثات على المياه والصرف الصحي

تتأثر نوعية وكمية الموارد المائية بعدة عوامل كذوبان الثلوج والجليد، وانحسار سقوط الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستوى مياه البحار والاعاصير والفيضانات تؤدي الى انتشار الامراض بسبب ثلوث المياه وشبكات الصرف الصحي.

إثر الانبعاثات على نمو الأشجار

لا تستطيع الأشجار امتصاص ثاني أكسيد الكربون طرديا مع معدل ارتفاع درجات الحرارة وسيؤثر ذلك على نمو الأشجار.

إثر الانبعاثات على الغابات

تمثل إزالة الغابات وتدهورها 17-29% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية حيث تقوم الغابات بتخفيف تغير المناخ من خلال إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في الكتلة الحيوية والتربة، فاذا ازيلت الغابات أو تعرضت للتدهور او الاحتراق فتصبح مصدراً لانبعاثات غاز الدفيئة إذ تطلق ذلك الكربون المخزن.

وتقول التقديرات أن الغاز الناجم عن إزالة الغابات وتدهورها يشكل قرابة 11 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي.

إثر الانبعاثات على الاسماك والشعب المرجانية

تأثر الانبعاثات على البحار والمحيطات بسبب زيادة حموضة المياه واضافة ثاني أكسيد الكربون، فأصبحت المياه أكثر قلوية على الأسماك والشعب المرجانية خاصة والتي تؤثر على نموها.

حيث اثبتت دراسة أطلقتها أكاديمية كاليفورنيا للعلوم عام 2016 انه تم فقد 25% من الشعب المرجانية ومن المتوقع موت 30% خلال الثلاثين سنة القادمة بسبب الانحباس وثاني أكسيد الكربون.

وتضم الشعب المرجانية 25% من الكائنات البحرية وهي مصدر غداء للكائنات البحرية كما انها تحمي الشاطئ ويستفيد الانسان من هذه الشعب كغداء ومصدر رزق للصيد وللسياحة.

ويفسر الباحث ظاهرة تحمُّض المحيطات قائلًا: “إن احتراق الفحم والبترول والغاز ” الوقود الاحفوري” يؤدي إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ليُمتص بدوره في المحيطات حيث يبقى لآلاف السنين، ومن خلال التفاعل الكيميائي بين المياه المالحة وهذا الكربون، ينتُج حمض الكربونيك، الذى يؤدي إلى تآكل الشعب المرجانية والمحار وكائنات بحرية مختلفة

وتُعَد الشُّعب المرجانية الأكثر تضررًا من تحمُّض المحيطات؛ لأنها تبنى هياكلها اعتمادًا على تراكُم كربونات الكالسيوم من خلال عملية تسمى “التكلس”، ما يجعلها تتأثر سلبًا بالحموضة المتزايدة”.

كما حذر علماء بريطانيون إن درجات حرارة المحيطات في ارتفاع، وتفقد المزيد من الأكسجين لترتفع نسبة الملوحة بسبب ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون ووفقا للتقديرات، فإن الحرارة ارتفعت بمقدار درجتين بسبب التغير المناخي.

إثر الانبعاثات على الحيوانات

تؤثر التغيرات المناخية على الكائنات الحية الفردية والجماعية وتوزيعات الأنواع وتكوين النظام الإيكولوجي، كما أثر تغير المناخ على انقراض بعض الحيوانات او موتها.

إثر الانبعاثات على البحار والمحيطات

أوضحت بعض النتائج الرئيسية من أحدث دراسة علمية عن إثر الانبعاثات على البحار والمحيط كالاتي: –

– انكماش الأنهار الجليدية: يعتمد 670 مليون شخص يعيشون في مناطق جبلية مرتفعة على الأنهار الجليدية في توفير احتياجاتهم من إمدادات المياه و لكن تغير المناخ يتسبب في انكماش تلك الأنهار بشكل سريع

– ذوبان صفائح الجليد وارتفاع منسوب البحار: يتسبب تغيير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري إلى ارتفاع درجة حرارة وتوسعها (يتسبب هذا التوسع في زيادة منسوب مياه البحار).

وأشارت احصائيات ان ارتفاع منسوب مياه البحار في العالم نحو 15 سنتيمترا خلال القرن العشرين أصبح الان منسوب مياه البحار يرتفع بمعدل المثلين وبوتيرة متسارعة وفي عام 2100 سيصل ارتفاع منسوب المياه ما بين نحو 30 و60 سنتيمترا بنهاية القرن.

– ارتفاع المد والجزر واشتداد العواصف: ستزيد العواصف العاتية والمد والجزر والامطار الشديدة، الأمر الذي سيزيد المخاطر بالنسبة للعديد من المدن الساحلية المنخفضة والجزر الصغيرة.

–  انهيار الأنظمة البيئية للمحيطات: ان امتصاص المحيطات أكثر من 90% من الحرارة يوثر على حرارة المحيطات وتحمضها وفقدان الأكسجين والتغيرات التي تطرأ في إمدادات المغذيات سلبيا وبشدة على أنظمة البيئة البحرية, وإذا واصلت الانبعاثات في الزيادة بقوة فستحدث موجات الحر البحرية 50 مرة أكثر من المعتاد.

– اختفاء جليد بحر القطب الشمالي وذوبان الجليد الدائم: ينخفض الجليد البحري في القطب الشمالي في كل شهر على مدار العام ويقل سمكه.

فاذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على أقل من درجتين مئويتين، فإن نحو 25 في المئة من الطبقة العليا من الجليد الدائم في العالم ستذوب بحلول عام 2100 ,وهو عامل قوي يساهم في رفع درجة حرارة الأرض على المدى القصير حيث يحتوي الجليد الدائم في القطب الشمالي على كميات هائلة من الكربون القديم التي يمكن أن تزيد بدرجة كبيرة من تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في حالة ذوبان الجليد.

ارتفاع منسوب البحار: –

يحدث الارتفاع العالمي في مستوى سطح البحر بسبب عاملين رئيسيين:

  • التمدد الحراري (تسخين المياه في المحيطات وتوسعها)
  • إسهام الصفائح الجليدية في زيادة الذوبان

بحلول عام 2100, من المتوقع أن يتسبب التمدد الحراري وذوبان الأنهار الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر يصل بمقدار 1.4 متراً.

وسيؤدي ذلك الى تشريد من جميع أنحاء العالم ما يقرب من 100 مليون شخص في آسيا، معظمهم في شرق الصين وفي بنجلاديش وفيتنام، و14 مليون شخص في أوروبا و8 ملايين شخص في إفريقيا ومثلهم في أمريكا الجنوبية.

– اختفاء جليد بحر القطب الشمالي وذوبان الجليد الدائم: ينخفض الجليد البحري في القطب الشمالي في كل شهر على مدار العام ويقل سمكه.

فاذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على أقل من درجتين مئويتين، فإن نحو 25 في المئة من الطبقة العليا من الجليد الدائم في العالم ستذوب بحلول عام 2100 ,وهو عامل قوي يساهم في رفع درجة حرارة الأرض على المدى القصير حيث يحتوي الجليد الدائم في القطب الشمالي على كميات هائلة من الكربون القديم التي يمكن أن تزيد بدرجة كبيرة من تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في حالة ذوبان الجليد.