بقلم: لازار برمان

(صحيفة “تايم أوف إسرائيل- timesofisrael” الإسرائيلية- ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

مع تعرض منطقة الشرق الأوسط لارتفاع كبير في درجة الحرارة، ترتفع في نفس الوقت وتيرة التصعيد بسرعة في الصراع الذي طال أمده بين إسرائيل وإيران.

إن البريطانيين لن يقوموا بشن عمل عسكري ضد إيران على خلفية الهجمات على السفن، وذلك بعد أن انتهى مطاف ناقلة بريطانية في أيدي الإيرانيين في العام 2019 ومن المؤكد أنهم لن يوقفوا البرنامج النووي الايراني – وكان هذا هو الحال أيضا بالنسبة لأفراد البحرية البريطانية في العام 2007 – لذا اختارت المملكة المتحدة عدم اختيار الرد العسكري.

وإذا ما قام البريطانيون بشيء ما، فمن المحتمل أن يكون ذلك في المجال الدبلوماسي أو في المجال الاقتصادي.

يقول جاك واتلينغ، الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة في المملكة المتحدة، “في حالة المملكة المتحدة، هناك قول بريطاني مأثور “أنه إذا تسببت في مشاكل في منطقة ما في المملكة المتحدة، فسوف تظهر قدرتنا على أن تسبب لكم مشاكل في مناطق مختلفة تماما”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يحمل قناعا في يده خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض في 29 يوليو 2021/ آنا موني ميكر / جيتي إيماجيس أمريكا الشمالية / غيتي إيماجز/ وكالة فرانس برس

كما أن إدارة الرئيس بايدن ليس لديها أي رغبة في المضي قدماً في توجيه ضربة عسكرية من شأنها أن تؤدي بشكل نهائي إلى ردم المفاوضات بشأن خطة العمل المشتركة والتي من شأنها أن تزيد من تعقيد الأمور بالنسبة إلى الإدارة الجديدة في البيت الأبيض والتي تكافح بالفعل مع التعافي الوبائي وغيرها من القضايا الوطنية الملحة ــ وهو ما من شأنه أن يضر بالديمقراطيين في انتخابات منتصف المدة في العام المقبل.

يقول ايران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للإستراتيجية والأمن ونائب المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي “إن ظلال نوفمبر 2022 يلوح في الأفق على هذه المسألة, بقدر ما لدى الجمهور الأمريكي من النفور من التشابكات في منطقة الشرق الأوسط، لديه نفور من الاستسلام المذموم والمرير”.

وتوقعاً لاحتمال أن تجد الدولة اليهودية نفسها بمفردها، يعتقد البعض أن طهران وحزب الله يحاولان حالياً فهم الحكومة الإسرائيلية الجديدة فهماً أفضل.

ويتابع ليمان “إذا أرادوا إيقاف إطلاق الصواريخ، يمكنهم فعل ذلك، بينيت رئيس وزراء إسرائيل ولابيد وزير خارجية إسرائيل يجري اختبارهم”.

حزب الله يطلق صواريخ على إسرائيل في 8 يوليو 2021.

 

وصفة مثالية للانفجار, في المرة الأخيرة التي رأى فيها حزب الله أنه قد يمارس ضغوطاً على زعماء لا يعرفهم، فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت ووزير دفاعه امير بيريتس, زعيم حزب الله “حسن نصر الله” باختيار خيار الحرب في العام 2006.

ويقول ليرمان “ما لم يعد الإيرانيون إلى رشدهم، فإننا نقترب من النقطة التي يمكن أن يصبح فيها الخيار العسكري، بشكل أو بآخر، واقعيا جدا”.

لماذا التساوم؟

أعرب الرئيس جو بايدن وكبار مستشاريه مراراً وتكراراً عن رغبتهم في إعادة العمل على اتفاق لوزان “برنامج العمل المشترك” للعام 2015 مع إيران, كما وقد أبدت إدارة الرئيس بايدن استعدادها للسماح لإيران بالوصول إلى أصولها المجمدة في الخارج – وهو ما رفضته طهران, معتبرة ذلك بمثابة مبادرة فارغة.

ولكن المحادثات في الجانب الإيراني – التي غالبا ما تكون عدوانية ومحرجة – أدت في نهاية المطاف إلى توسيع المسافة بين الجانبين وليس من الواضح أن الفجوات التي نشأت يمكن سدها.

يبدو أن المعادلة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق واضحة: إيران تعمل على تقليص برنامجها النووي وفقاً لأحكام خطة العمل المشتركة المفصلة للغاية في حين تعمل الولايات المتحدة، من جانبها، على رفع غالبية العقوبات التي تطبقها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ولكن إيران – أو على الأقل العناصر الأكثر تحفظاً والمحيطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي ــ تريد المزيد.

كما تريد طهران إلغاء جميع العقوبات، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالإرهاب والمسائل الأخرى غير النووية.

محافظ إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب عبادي والنائب السياسي لوزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي ونائب الأمين العام والمدير السياسي للخدمة الأوروبية للعمل الخارجي  إنريكي مورا, أمام فندق جراند فيينا، حيث تجري المفاوضات النووية خلف أبواب مغلقة، في فيينا، النمسا في 2 يونيو 2021/ تصوير: ليزا لوتنر/ اسيشوتيد برس

 

إن الافتقار إلى الاستجابة من جانب الغرب من شأنه أن يدفع طهران إلى المزيد من التركيز على مطالبها.

يقول جون روهي، مدير مكتب السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي في أمريكا: “هذا سوف يحسب في فيينا, إذا كانت واشنطن ولندن تحاولان ببساطة تجنب الرد على العدوان الإقليمي الإيراني ــ مع تسارع وتيرة هذا العدوان، وتقول إدارة بايدن إن هذه الهجمات تهدد مصالح الولايات المتحدة ــ فلماذا يتعين على نظام طهران أن يخل بمطالبه القصوى في المفاوضات؟”.

وواصل قائلا “إن البيت الأبيض، الذي يوحي بعد الهجوم على ناقلة ميرسر ستريت, بأنه مستعد أكثر من أي وقت مضى لاستئناف المحادثات الدبلوماسية، ويبعث برسالة خاطئة في هذا الصدد, إمكانية استبدال الردع، ولكن يبدو أن الإدارة لا تزال بحاجة إلى فهم الصلة بين ردها على العدوان الإيراني وكيف سوف تتصرف طهران على طاولة المفاوضات”.

وبينما حل إبراهيم رئيسي محل حسن روحاني، الذي يعتبر معتدلاً نسبياً، فمن المرجح أن يتفاقم موقف الجمهورية الإسلامية في هذه المحادثات ــ حتى ولو كان الاتجاه الذي يريده رئيسي أن تتخذه البلاد لن يتبلور إلا بعد أن يقدم حكومته، وهو ما من المتوقع أن يحدث على مدى الأسبوعين القادمين.

ويقول أوري غولدبرغ من مدرسة لودر الحكومة والدبلوماسية والإستراتيجية التابعة لمركز هرتزليا المتعدد التخصصات “هناك شعور بأن إيران لم تتخذ قرارها بعد, ليس هناك خطة رئيسية, الإيرانيون سوف يستجوبون كما هي عادتهم”.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع