حقيقة الأمير
بقلم: جان كريستوف بلوكين—————
باريس ( صحيفة ” la-croix” الفرنسية, ترجمة :أسماء بجاش-سبأ):
بسبب كتاباته التي انتقد فيها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية لقي الصحفي السعودي”جمال خاشقجي” مصرعه, مطلع الشهر الجاري في قنصلية بلاده في اسطنبول على يد فريق الذي جاء لإسكاته، وإلى الآن لم يتم العثور على جثته، فهذا العمل يجب إنكاره والتنديد به وبقوة.
هذه الجريمة المحتمل تورط الرياض فيها تثير الغضب والاستياء، خاصة وأن المملكة نجحت لعدة أيام في إنكار أي تورط لها في حيثيات هذه القضية.
ومع ذلك، تم اتخاذ عقوبات أولية استهدفت مقربين من شخص ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
بدا الحرج واضحاً في المحافل الدبلوماسية والاقتصادية الدولية, وعلى الصعيد العالمي، لم تكن التفسيرات التي تقدمت بها الرياض كافية, فهذه القضية تعتبر بمثابة علامة على نظام قاسي وغير متناسق، في حين أن المملكة السعودية ليست الدولة التي توقع نفسها في الجرم دون إجراء وقائي.
تعد المملكة هي البلد صاحب التأثير الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، فصراعاتها مع إيران الممتدة من لبنان إلى اليمن وصولا إلى افغانستان.
تحظى الرياض بمكانة عالمية مرموقة, فهي عضو في مجموعة العشرين، بالإضافة إلى امتلكها قدرة مالية كبيرة جداً بفضل احتياطي الثروة الهيدروكربونيه الخاصة بها.
تتحكم مملكة آل سعود بمجموعة شبكات دينية ذات تأثير كبير في المجتمعات الإسلامية على طول امتداد الخارطة.
مع ذلك فقد حان الوقت, للتعبير بصراحة عن التحفظات تجاه الامير محمد بن سلمان، الذي تولى منصب ولي العهد في المملكة في يناير من العام2015 ، حيث عمل هذا الثلاثيني على تجاهل كل مبادئ الحكمة والاعتدال، فهو حريص كل الحرص على فرض نفسه دون شك قبل دنو الأجل من والده الثمانيني.
كما أن هذا الطاغية يحاول الوصول إلى سدة الحكم، في الوقت الذي يعتبر فيه المسؤول إلى حد كبير عن تكثيف الحرب على اليمن وجرها نحو الهاوية.
وعلى وجه الخصوص, يجب على قصر الاليزيه الفرنسي الذي يعمل على نسج شراكة إستراتيجية مع القصر الملكي السعودي، أن يلزمه بشكل واضح وصريح وشفاف على ضرورة احترام حقوق الإنسان.