السياسية : (خاص)

أحمد يحيى الديلمي

على مدى ثلاثة أعوام  ونيف والنظام السعودي يقود تحالف عربي مزعوم لممارسة أبشع عدوان همجي سافر على اليمن ، ويشن حرب إبادة شاملة لا تستثني أي شيء يمت بأدنى صلة للحياة ؟! بعد أن صمت العالم نتيجة إنفاق هذا النظام لمئات المليارات على الدول المتحكمة في صنع القرار الدولي، وأمعن في شراء الضمائر وطالت الصفقات المشبوهة حتى موظفي الأمم المتحدة ، وفرض تعتيم إعلامي غير مسبوق على ما يجري في الداخل اليمني ، يتلذذ هذا النظام الممعن في الفجور والخسة بقتل الأطفال والنساء وحتى البهائم و الأشجار. الطائرات الأمريكية والبريطانية والصواريخ المحرمة والقنابل الذكية لا تستثني شيء يدب على الأرض.. فأين الإنسانية؟ أين قيم العروبة والدين ؟!

هكذا تساءل دكتور جامعي جزائري في المقابلة التي بثتها قناة تلفزيونية جزائرية وختم كلامه قائلاً : لماذا كل هذا الحقد؟!! ولماذا كل هذه العداوة ورغبات الإبادة على شعب جار عربي مسلم لا ذنب له إلا أنه فقير يمتلك جذور حضارية عظيمة ودور تاريخي متميز يتطلع إلى إحياءه ليستعيد حلقات الريادة التي اختطها الأجداد منذ زمن.. ويعوض حالة الغياب القسري التي فرضت عليه ومنعته من ترجمة وهج الإشعاع الحضاري .. هذه الصفات النبيلة والتطلعات الإنسانية.. هل تجيز كل هذا العدوان ؟!!

التساؤلات السابقة بقدر ما دلت على روح عروبية وإنسان صادق الانتماء للدين بالمقابل حتمت علينا البحث عن سلوكيات هذا النظام..

لن أوغل في كتب التاريخ لاستحضار مشاهد نشأة النظام الأولى في زمن محمد بن سعود رغم المجازر والانتهاكات والجرائم البشعة التي اقترفها على قاعدة موجات التفسيق والتكفير واستهداف عامة المسلمين بدعوى الارتداد عن الدين .

أكتفي بسرد مشهد واحد عن الأساليب التي أتبعها المؤسس في قيام النظام للمرة الثانية في بداية القرن العشرين وعبرها بسط نفوذه في الجزيرة العربية.

في معرض تفسير أسباب تباهي عبد العزيز بن سعود بقوله (أخو نواره ) أشار إلى أن فشل عبد العزيز في بسط نفوذه جعله يلجأ إلى الحيلة عندما تم نفيه إلى الكويت، أستغل طيبة بن عجلان حاكم مكة آنذاك ، فعرض عليه الزواج بشقيقته نواره التي تجردت من العواطف والمشاعر الإنسانية ، وسلبت لُب الرجل بكلمات العشق والهيام إلى أن شكل عبد العزيز سرية للقتل من أربعين شخصا ما لبثت أن التقت بهم وحددت لهم ساعة الصفر .

كان من عادة بن عجلان بعد أداء صلاة الفجر ان يمتطي فرسه ويطوف بأحياء مكة ليتفقد أحوال الناس في المدينة .

في اليوم المحدد أحس بالشباب على الهجن يتعقبون خطاه ، أستطاع الفرار منهم ولاذ بمنزله وأمر الحرس بأن يتصدوا للشباب الذين يتعقبوه ، إلا أن الزوجة نواره كانت له بالمرصاد سددت إليه ضربة قوية بالسيف شجت رأسه وأردته قتيلاً.

مشهد البداية يقول أن أسرة بهذه الخسة والنذالة لا تتردد عن فعل أي شيء في سبيل الاحتفاظ بوجودها وضمان بقاءها في سدة الحكم ، بما في ذلك مناصبة العداء لمن يشكل خطر على هذا الوجود ، وهذا يعني أن رغبات العدوان والقتل لذات القتل أصبحت ثقافة حاكمة لدى آل سعود توغلت في صدورهم وانتقلت من الآباء إلى الأحفاد ، إنها حالة من الجنون تخالف أبسط مقومات العقل والمنطق .

وأقول للدكتور الجزائري الفاضل المحترم .. نحن نقدر تعاطفك ونقول لك “لا تقلق بعون الله سبحانه أبناء اليمن قادرون على إسقاط هذه الثقافة المقيتة ” ومن الله وحدة يستمدون العون بعد أن تآمر عليهم كل العالم ، ونسألكم الدعاء .. والله يرعاكم .. وهو المعين وخير ناصر ..