بقلم: طيب بلغتيش—————

 

“المصائب لا تأتي أبدا منفردة “، مثل شعبي دارج يصور الوضع المأساوي الذي يعيشه الفقراء في اليمن, البلد الذي اصبح بالفعل ضحية أكبر كارثة إنسانية في العالم، وفقاً للتقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة .

 

 

 

 

الجزائر ( صحيفة ” elwatan” الناطقة بالفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش)

 

 

 

تصطلي مدينة الحديدة الساحلية التي تقاتل فيها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ عدة أشهر بنيران الحرب المتعسرة من أجل القضاء على التمرد الحوثي, حيث جعلت مقاتلات التحالف من المدنيين فقط في مرمى نيرانها, وذلك وفقاً لتقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الذي حدد بوضوح من هم الجناة، فالوضع اصبح خطيراً للغاية ونتيجة لذلك فقد طلبت لجنة التحقيق تمديد فترة عملها لمدة عام آخر.

 

لطالما دعمت الحكومة السعودية الإرهاب الإسلامي خلسة, وعلى نحو متناقض مع إيران، خاصة في الجزائر وأجزاء أخرى من العالم, حيث رأت المملكة نفسها القوة الضاربة بما فيه الكفاية, ذلك لأنها اقامت علاقات استراتيجية مع دولة إسرائيل، ولتنصب نفسها حامي الحمى في المنطقة، عملت على تعاقد من تحت الطاولة مع الكيان الصهيوني, في الوقت الذي تحث فيه أئمتها على تغني بمدى كراهيتهم لليهود، كما فعل النازيون في وقت سابق.

 

تسبب الطيران السعودي والمتواطئين معه في وقوع البلد في شرك هذه الكارثة, إذ تظهر الصور التي بثتها محطات التلفزة بأن اليمن قد دمر بشكل كامل كما لو كان هذا الدمار بفعل أمواج عاتية.

 

لم تتوانى مقاتلات التحالف العربي من استهداف الحافلات التي تقل الأطفال, في حين عمدت على مساواة المستشفيات والمرافق الصحية بالأرض ومسحها من على الخارطة من أجل حرمان الناس من أي إمكانية للعلاج.

 

فهذه القسوة التي ينتهجها التحالف العربي تكشف بشكل فاضح الجانب الإجرامي الذي تجرد من الرحمة للأنظمة العربية.

 

دليل آخر على الغياب التام للإنسانية لهذه الانظمة: عملت قوات التحالف على منع السفن من تفريغ حملتها من المواد والأدوية الطبية, كما عملوا ايضا على منع تفريغ المساعدات الانسانية, وهو ما يعني أن الجيوش العربية الباسلة والشجاعة تشارك في عمليات تطهير عرقية حقيقية.

 

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن  22مليون يمني مهددين بالوقوع في شرك المجاعة والأوبئة الفتاكة.

 

وفي حال النظر إلى ما ارتكبه المتمردين الحوثيين من أخطاء, يمكن وصف بعضها بالخطير للغاية, مثل تجنيد الأطفال, إلا أن هذا لا يمنع الناس من الشعور بأمان معهم أكثر من الحكومة المدعومة من الرياض التي تسيطر على 80٪ من الأراضي اليمنية في حين يقطنها  20% فقط من اجمالي عدد السكان.

 

الحرب ضد اليمن ليست على وشك الانتهاء، خاصة وأن اليمنيون المدججون بسلاح ليسوا على وشك الاستسلام, على الرغم من سوء التغذية والبؤس الشديد والفقر المدقع الذي يعيشون فيه, إلا انهم سوف يستمرون في المقاومة.

 

حرب يقاتل فيها العرب أنفسهم بلا خجل، وذلك نظراً لان النظام الملكي يرد من وقت لأخر أن يلعب في ساحة الامبريالية, والهدف إرضاء دولة إسرائيل, وهذا ما تسعى اليه إسرائيل بالفعل, فخلال الحرب الاهلية التي شهدتها لبنان صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي انذآك “ارييل شارون”: ” إنه لمن دواعي سروري أن نراهم يقتلون بعضهم البعض”.