السياسية – متابعات :

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى من خطورة لعبة إلكترونية تجسد هدم الكعبة، مؤكدا أن تلك الألعاب التي وصفها بأنها تخطفُ عقول الشَّباب، فتشغلهم عن مهامّهم الأساسية من تحصيلِ العلمِ النّافع أو العمل، وتحبسُهم في عوالمَ افتراضيّةٍ بعيدًا عن الواقع، وتُنمّي لديهم سُلوكيّات العُنف، وتحضُّهم على الكراهية وإيذاءِ النفس أو الغير.

وأصدر المركز تحذيرا اليوم الثلاثاء من لعبة فورتنايت «Fortnite» على وجه التحديد بعد تكرر حوادثِ الكراهيةِ والعنف والقتل والانتحار بسببها، وبسبب غيرها من الألعاب المشابهةِ لها في وقتٍ سابق، حسب قوله.

وجاء في بيان الأزهر: «احتوت هذه اللعبةُ على تجسيدٍ لهدم الكعبة الشريفة -زادها الله بهاءً ومهابة-؛ بهدف الحصولِ على امتيازاتٍ داخلَ اللعبة؛ الأمرُ الذي يُؤثّر بشكل مباشرٍ على عقيدة أبنائنا سلبًا، ويُشوِّشُ مفاهيمَهم وهويتَهم، ويهوِّنُ في أنفسهم من شأن مقدساتهم، وكعبتِهم التي هي قبلةُ صلاتهم، ومطافُ حجّهم، ومحلُّ البركات والنفحات، وأولُ بيتٍ وُضع للناس؛ سيما وأن النشءَ والشبابَ هم أكثريةُ جمهور هذه اللعبة».

وكرر المركز، تأكيدَه حرمةَ كافةِ الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف أو تحتوي على أفكار خاطئة يُقصَدُ من خلالها تشويهُ العقيدة أو الشريعة أو ازدراءُ الدّين، أو تدعو للفكر اللاديني، أو لامتهانِ المقدسات، أو للعنف، أو الكراهية، أو الإرهاب، أو إيذاءِ النَّفس، أو الغير.

وأهاب مركز الأزهر، بأولياء الأمور والجهات التَّثقيفية والتَّعليمية والإعلامية بيان خطرِ أمثال هذه الألعاب، وضررها البدني والنفسي والسّلوكي والأسري.

نصائح

ووجه القائمون على المركز 11 نصيحة لأولياء الأمور تُساعدُهم على تحصين أولادهم من خطر هذه الألعاب، وتنشئتهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، منها:

ـ الحرصُ على مُتابعة الأبناء بصفةٍ مُستمرة على مدار السّاعة.
ـ مُتابعةُ تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.
ـ شغلُ أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النّافعة، والأنشطة الرّياضية المُختلفة.
ـ التأكيدُ على أهمية الوقت بالنسبة للشباب.
ـ مشاركةُ الأبناء جميعَ جوانب حياتهم، مع توجيه النّصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم.
ـ تنميةُ مهارات الأبناء، وتوظيفُها فيما ينفعهم وينفع مجتمعَهم، والاستفادة من إبداعاتهم.
ـ التّشجيعُ الدّائم للشّباب على ما يقدّمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطةً من وجهة نظر الآباء.
ـ منحُ الأبناء مساحةً لتحقيق الذات، وتعزيزِ القدرات، وكسبِ الثقة.
ـ تدريبُ الأبناء على تحديد أهدافهم، وتحمُّلِ مسئولياتهم، واختيارِ الأفضل لرسم مستقبلهم، والحثّ على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع.
ـ تخيُّرُ الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتُهم فى الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.
ـ التّنبيهُ على مخاطر استخدام الآلات الحادَّة التى يمكن أن تصيب الإنسان بأضرارٍ جسدية في نفسه أو الآخرين، وصونه عن كل ما يُؤذيه.
وذكّر البيان بقول رَسُول اللَّهِ ﷺ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ: مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِى طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ».

أمانة

في ذات السياق حذر نشطاء من الألعاب المدمرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة، مثل لعبة ‎الببجي التي تعليم الأولاد كيف يسجدون للصنم.
أحد النشطاء ذكّر بالحديث الشريف: (كُلّكم راعٍ وكُلّكم مسؤولٌ عن رعيّته).
مؤكدا أن أولادنا أمانةٌ في أعناقنا وسنُسأل عنها يوم القيامة.

العولمة المتوحشة

في ذات السياق دعا البعض إلى مقاومة العولمة المتوحشة التي غزت العالم، واستولت على عقول الشباب وقلوبهم.
فخ العولمة
آخرون ذكّروا بكتاب “فخ العولمة..الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية” تأليف هانس بيترمارتين، هارالد شومان. وهو الكتاب الذي امتلك مؤلفاه رؤية إنسانية حميمة تدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه في هذا العالم الذي أصبح متوحشاً.

* المصدر : رأي اليوم- محمود القيعي