أحمد يحيى الديلمي ——

أتفق مع الصحفي العروبي الكبير الأستاذ / عبدالباري عطوان ، أن معالجة الجهات الأمنية لما سُمي بثورة الجياع دل على الضعف لا القوة وعلى قلة الخبرة في التعاطي مع مثل هذه الاحتقانات ، وكم أتمنى وأرجو أن تؤخذ هذه الملاحظات على محمل الجد ، لأنها صادرة من صديق مخلص يشفق كثيراً  على حركة أنصار الله التي تواجه عدوان شبه كوني عدوان لأطراف دولية مأزومة وتتصدره السعودية والإمارات بما تختزنه من حقد وكراهية متأصلة للشعب اليمني ، هذا الموروث السقيم دفع الدولتين إلى ترجمة خطة العدوان الشامل المعدة سلفاً من قبل خبراء بريطانيين و أمريكيين بأسلوب ممنهج وضع البدائل الكفيلة بخلخلة الواقع وإضعاف الصمود وروح التصدي ، بحيث جعل كل بديل مكمل للآخر  وداعم له ، فجعل السياسة والاقتصاد والإعلام روافد هامة للعدوان العسكري السافر ، كما حاول الاستفادة من الاختلالات التي استطاع المال السعودي إحداثها في الواقع بتأجيج النعرات الطائفية المناطقية والمذهبية والسلالية كأنجع أسلوب لتأجيج مشاعر العداء والكراهية لزعزعة الثقة وإثارة الاحتقان السياسي والاجتماعي في أي لحظة ، وتوظيف كل ثغرة لتثوير الشارع واستفزاز الناس بخطابات زائفة تثير مشاعر البسطاء  وتشدهم إلى ردود أفعال غاضبة بعيدة كل البُعد عن معطيات الواقع والأسباب الحقيقة ، هنا تتضح حنكة الطرف الآخر وقدرته على امتصاص الغضب وبيان الحقيقة دون الحاجة إلى ردود أفعال نزقة ، لأنها تضاعف احتقان الشارع وتقدم خدمة كبيرة للأعداء المتربصين بالوطن و الشعب .

في مثل هذه الحالات تتأجج المشاعر ويختلط الحابل بالنابل ، مما يوجد صعوبة بالغة أمام جهات الاختصاص في التفريق بين البسطاء أصحاب النوايا الحسنة أو المغرر بهم بلغة الجهات الأمنية ، وبين أصحاب النوايا الشريرة من لا هم لهم  إلا شيطنة الواقع والإمعان في خلخلة النسيج الاجتماعي لإضعاف الحاضنة الأساسية للأبطال رجال الرجال الرابضين بشموخ وإباء في جبهات القتال .

في هذا السياق أحياناً كثيرة يكون ضحايا ردود الفعل النزقة من البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، أما المرتزقة والعملاء فأنهم يكتفون بالتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وإذا حضر أحدهم يكون على حذر ثم يفر كالفأر المذعور ، لذا فإن مواجهة الأمر بحاجة إلى حنكة ووعي بالمخاطر والتداعيات لضمان سلامة الواقع وتفويت الفرصة على الأعداء .

وأقول للأستاذ / عبد الباري عطوان أن يطمئن لأنه هذه ليست من طباع  وسلوك أنصار الله ، فهم خلال السنوات الماضية كانوا مثال للسلوك القويم والالتزام بقيم ومبادئ الإسلام ، وهذا خير كفيل لأن يجعلهم في المسار الصحيح  .

(( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) 108 صدق الله العظيم .. والله من وراء القصد ..