اليمن: خلافات أمريكية سعودية تطفو على السطح

 بقلم: فرانسيس بنسيمون

(صحيفة “mediapart” الفرنسية- ترجمة اسماء بجاش- سبأ)

شهدت اسواق النفط العالمية ارتفاعاً كبير خلال الايام القليلة الماضية, ففي 2 أكتوبر, وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى  72.08دولار للبرميل، حيث سجل ارتفاعاً بنسبة 1.8٪ على مؤشر نايمكس الأمريكي, وفي حين واصل خام برنت ارتفاعه إلى  81.20 دولار للبرميل, خرج الرئيس الامريكي “دونالد ترامب”  كصاحب اول ردة فعل على هذا الارتفاع الذي شهدت اسواق النفط العالمية, حيث طالب من المملكة العربية السعودية ودول منظمة “أوبك” باتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

لم يقف الرئيس الأمريكي عند هذا الحد فحسب, حيث قام برمي الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط, وذلك بعد أن كشف عن فحوى المكالمة الهاتفية التي اجرها مع الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز”, حيث  قال: ” نحن نحميك ولن تكون المملكة الغنية بالنفط قادرة على البقاء بدوننا أكثر من أسبوعين”.

جاب هذا التصريح جميع أرجاء العالم, في الوقت الذي تم التأكيد فيه على فكرة أن البلدين يعيشان علاقات دافئة جراء زيارات الرئيس ترامب للجزيرة العربية وولي العهد “محمد بن سلمان” إلى واشنطن.

ومن جانبه, تولى ولي العهد السعودي الامير”محمد بن سلمان” الرد على تلك التصريحات, وذلك من خلال المقابلة التي اجرتها وكالة ” Bloomberg”  في 3 من هذا الشهر, حيث قال:”  لقد اشترينا كل شيء بالمال”، بينما أكد على أنه يحب العمل مع الرئيس الأمريكي.

يرى الامير “محمد بن سلمان” أن المملكة العربية السعودية ملزمة بشراء تلك الاسلحة للتعامل مع التهديد المتزايد للمتمردين الحوثيين الذين تسببوا في إراقة الدماء في الجارة اليمن.

هذا البلد الذي يعيش حالة حرب يبدو أن المجتمع الدولي اختار أن يتجاهله على الرغم من المآسي الإنسانية التي تحدث على أرض الواقع كل يوم.

إن جميع دول العالم ومنظمات الأمم المتحدة، التي عادة ما يكون لديها دائماً ما تقوله عن جميع الصراعات المتأججة في العالم، لطالما التزمت الصامت عندما يتعلق الأمر بالتمرد الحوثي الذي يختطفه نظام الملالي الإيراني والذي يسعى إلى توسيع نظامه الشيعي ليشمل جميع الدول الإسلامية.

شن المتمردون الحوثيون هجوم بقذائف الهاون في 5 من أكتوبر، أسفر عن مقتل امرأة, كما خلف  هذا الهجوم العديد من الجرحى، هجوم افتقد لمعيار التمييز بين المدنيين والعسكريين, حيث كان مخيم بني جابر في مديرية الخوخة في محافظة الحديدة مسرح لتلك الجريمة .

هناك يتم سحق جميع اتفاقيات جنيف، في ظل صمت غير مفهوم من جانب الدول التي نصبت نفسها على راس قائمة المدافعين عن حقوق الإنسان بما في ذلك حق المدنيين في البقاء على قيد الحياة خلال الصراعات وحق الضحايا في المساعدة والحماية الدولية.

وفي الوقت الراهن، تقوم المنظمات الإنسانية من دولة الإمارات العربية المتحدة والهلال الأحمر الإماراتي بمساعدة الضحايا الذين شردوا جراء احتدام العمليات القتالية, حيث يتم إيواءهم في المخيمات التي تشرف عليها.

كما تجد للهلال الأحمر الإماراتي بصمات في جميع المحافظات المحررة, مثل محافظة حضرموت وعدن.

ومن جانبها, أدانت منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر تلك الجريمة التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية, فهي بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي وخاصة القانون الإنساني الذي يحظر مهاجمة الناس الذين لا يشاركون في الصراعات المسلحة.

كما دعت المنظمة هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها “اليونيسيف والمفوض السامي لحقوق الإنسان” إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما تجاه هذا الصراع, كما دعت مجلس الأمن بإحالة تلك الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

تعيش الولايات المتحدة الامريكية حالة من الصراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية, حيث عملت الإدارة الامريكية الحالية على الانقضاض على الاتفاق النووي بعد عامين من اقراره وبالتالي عملت على فرض عقوبات ضد النظام الشيعي الملالي.

يسعى نظام الملالي إلى السيطرة على اليمن, وذلك من أجل تقييد أيدي المملكة العربية السعودية, وفي المقابل نمو وازدهار المذهب الشيعي وفرض سيطرتهم عليه.

لا يمكن للمرء أن يتخيل ما ستكون عليه سوق النفط إذا كانت طهران التي هي بالفعل عنصر فعال كبير فيه, في حال فرضت سيطرتها على الاحتياطي النفطي في المملكة, فهذه المسألة يجب ان تكون محط تفكير.