اتفاقية سرية: تدريب إسرائيل والإمارات مئات المرتزقة لحرب اليمن

(موقع “دويتش آر تي” باللغة الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ)-

بتمويل من الإمارات العربية المتحدة، يتم تدريب مئات من المرتزقة في الصحراء الإسرائيلية من قبل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي. وستقوم قوة المرتزقة بدعم العاصفة الفاشلة في مدينة الحديدة.

تستند المعلومات حول هذه القوة المرتزقة لإسرائيل و الإمارات العربية المتحدة على تقرير من موقع الخليج الإخباري و قد تناولته المجلة الإلكترونية للتحقيقات “ميندبرس Mindpress ووفقا لذلك التقرير فقد تلقى مئات المرتزقة، معظمهم من كولومبيا والنيبال، تدريبات قتالية من قبل جنود إسرائيليين في صحراء النقب.

وتعود هذه الأنشطة إلى اتفاقية سرية بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي تشكل رسميا جزءا من تحالف الحرب السعودي في الحرب ضد المتمردين اليمنيين. وينص تقسيم المهام على أن تتولى الإمارات التمويل، في حين أن قوات الدفاع الإسرائيلية (الجيش الإسرائيلي) هي المسؤولة عن التدريب في معسكرات تدريب سرية مماثلة للظروف الجغرافية في اليمن.

وقد تقرر أن يتم استخدام أولئك المقاتلي المحترفين لاستئناف الجهود لنيل الغلبة في السيطرة على ميناء الحديدة اليمني ذو الأهمية الإستراتيجية. وقد سبق وكان هناك محاولة للسيطرة على الميناء، بدأت في يونيو 2018، ولكنها لم تحقق النتائج المرجوة.

يتم استيراد نحو 90 في المائة من المواد الغذائية في اليمن عن طريق ميناء الحديدة ما دفع الأمم المتحدة وعدة منظمات غير حكومية مؤخرا إلى التحذير مرة أخرى من أن أي انقطاع في الإمدادات الغذائية والوقود “يمكن أن يؤدي إلى مجاعة غير مسبوقة”. لقد أصبحت الأزمة الإنسانية في البلاد بسبب العمليات الحربية التي تقودها قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية الآن أكثر قسوة من أي وقت مضى.

ذكر موقع الخليج استنادا إلى مصادر مقربة من لجان الاستخبارات في الكونغرس الأميركي أن مئات المرتزقة من جنسيات مختلفة يشاركون في عملية الهجوم على الحديدة. وذلك بهدف تحريرها من الحوثيين، الذين يُظهرون مقاومة شرسة.

وكما بينت وكالة اسوشيتد برس أن التحالف العسكري بقيادة السعودية شن هجمات على تجمعات مقاتلي فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وذلك من أجل التفرغ لهزيمة العدو الشيعي المشترك.

إن التدخل الإسرائيلي في القتال مازال طي الكتمان فحتى الآن ليس هناك تأكيد رسمي. لكن تحالف الحرب لا يستخدم الأسلحة الإسرائيلية فحسب، لكن الولايات المتحدة ترى نفسها مضطرة للدفاع عن “أمن إسرائيل” في اليمن. وبناءً على ذلك، كان الهدف هو بناء قاعدة عسكرية على المضيق الهام دوليا عند باب المندب. وعلى الرغم من أن الرياض وتل أبيب ما تزالان لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أنه منذ بعض الوقت كان هناك ذوبان جيوسياسي بين الدول المتعادية بصورة فعلية.

“خطط إيرانية” يجب إحباطها

سبق وأن أيد رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت في العام الماضي الدافع التحالف العسكري بقيادة السعودية وبرر عملياته في مقابلة مثيرة أجريت معه.

الخطة الإيرانية هي السيطرة على الشرق الأوسط بمساعدة هلالين شيعيين، الأول من إيران إلى لبنان والثاني عبر الخليج [الفارسي] إلى البحر الأحمر. علينا أن نمنع ذلك من الحدوث هذا ما أمر يجب رفضه في المنطقة. وهناك اتفاق كامل حول هذه المسألة بيننا وبين المملكة العربية السعودية.

ليس من قبيل المصادفة أن صدرت تقارير مؤخرا بأن إسرائيل يمكن أن تزود السعوديين بنظام الدفاع الصاروخي “إيرون دوم ” Iron Dome كجزء من صفقات أسلحة إضافية. على الرغم من أن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بعد، لكن يمكننا الافتراض أن الرياض لا تزال تستفيد من شحنات الأسلحة الإسرائيلية في حربها على اليمن. كما كشفت تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشهر الماضي عن مشاركة إسرائيل في الحرب على اليمن.

وقد وضح في تصريحه التدخل الرسمي للجيش الإسرائيلي في اليمن في حال سيطر المتمردون على مضيق باب المندب.

اذا كانت ايران ستحاول محاصرة مضيق باب المندب، فأنا على ثقة بأنها ستقف في مواجهة مع تحالف دولي سيقرر منع ذلك وسيضم هذا التحالف أيضا جميع الفروع العكسرية الإسرائيلية. هذا ما اعترف به نتنياهو خلال كلمة له على هامش عرض بحري إسرائيلي في حيفا.

وخلال الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن محمد إلى المكتب البيضاوي في 20 مارس 2018 بواشنطن عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملصقا يحوي مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.

ليس هناك مبالغة في الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للمضيق الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن. فحتى ناقلات النفط الكبيرة تمر جميعها من باب المندب عبر خطوط الشحن من أوربا إلى المحيط الهندي. فهو من حيث عملية الشحن وتجارة النفط له نفس أهمية قناة السويس.

وعلى عكس ما قد توحي كلمات نتنياهو، إيران لم تهدد حتى الآن بإغلاق باب المندب، بل هددت بإغلاق مضيق هرمز ـ كردة فعلى على تهديد الولايات المتحدة الأميركية قطع طهران عن المتجارة بالنفط الإيراني.

وكون أن يتم الآن استخدام المرتزقة أيضا في الحرب الحرب التي لم يتم التغلب فيها حتى الآن في اليمن، فذلك أمر يبدو متوائما ويلقي في نفس الوقت ضوءا على الشكوك بجدارة التحالف العسكري بقيادة السعودية المدجج بالسلاح.

ولذلك جاء إنشاء معسكرات تدريب بناء على مبادرة من مستشار الأمن  الإماراتي محمد دحلان. ويقال إنه أشرف شخصياً على تجنيد مرتزقة أجانب جدد.

وهذا الرجل الفلسطيني المولد ظهر لأول مرة في العام 2007 على المشهد الدولي – كشخصية رئيسية في مساعي دولة الإمارات، لإسقاط حكومة حماس بعد فوزها في الانتخابات من خلال تمويل وتدريب الميليشيات. ومنذ ذلك الحين، دحلان الذين يعيش في المنفى، في دولة الإمارات، والتي بدورها مكنته من خلق علاقات وثيقة مع العائلة المالكة وليصبح واحداً من مستشاريهم. وله أيضا علاقات وطيدة مع وزير الدفاع الاسرائيلى افيجدور ليبرمان.