أحمد يحيى الديلمي

 

بعد انقضاء الثلاث السنوات الاولى من العدوان  السعو أمريكي الصهيوني السافر ودخول العام الرابع، تناسلت بداخلي العديد من الأسئلة عن الأسباب الحقيقة لعاصفة العار ، وعن دوافع كل هذا الاستعلاء الفارغ والغرور والغطرسة والمغالاة في العداء من قبل أمراء آل سعود ، و تساءلت بمرارة أي شريعة سماوية أباحت لهؤلاء الناس بأن يستغرقوا في الدماء البريئة؟  وأي نظام وضعي يسمح لطائرات المعتدين بأن تقذف حمم الموت على رؤوس البشر وتحولهم إلى أشلاء وجثث متفحمة فقدت كل ملامح الدلالة عليها؟  ألم تكن هذه الأعمال المزرية قد تجاوزت كل عقل ومنطق وبعثت الرعب في كل نفسا تطمح الى السلام والمحبة!! فكيف يسكت العالم عليها!! المشكلة أن هذا النظام المتغطرس المتزعم للعدوان يبدو في تناقض عصي على الفهم  ، فهو في خطابه الإعلامي السامج يروج لشعارات زائفة عن الأخوة في الدين والحرص على قيم العروبة  ، بينما في أفعاله يقترف مثل هذه الجرائم ويشن حرب إبادة على إخوانه في العقيدة والعروبة ، إن مثل هذه الأفعال تضع كل شيء على المحك وتختبر جوهر الارتباط بالدين لدى هؤلاء الأمراء المراهقين الذين جعلوا من المال وسيلة لاستهداف الآخرين وتدمير حياتهم والتدخل في شئونهم بكل صلافة .

ما معنى أن تدعي بأنك أخي وأنت تجرمني وتخونني وتنكر حقي في التفكير والانتماء والاعتقاد وتسعى إلى استئصالي من الوجود لأني فقط رفضت الانضمام إلى القطيع المطيع المسبح بحمدك ، يا لها من فظاعة وما أسوءها من ثقافة تدمر كل شيء وتتباكى عليه !!

إذا عدنا بالذاكرة إلى مجازر تنومة وساق الغراب وحرق الشباب الباحثين عن لقمة العيش أكثر من مرة في مناطق الأطراف ، سنلاحظ أن العداء لليمنيين متأصل ودفين ، ومن ثم ندرك أن هذا العدوان الهمجي السافر يستبطن موقفاً عقائدياً ينكر التنوع والتعدد ولا يقبل حق الاختلاف ويناهض الآخرين في الانتماء إلى أوطانهم ، أي متابع لبيب لمواقف هذه الدولة لن يجد  أي مساحة ممكنة للتآلف بينها وبين الدول الإسلامية والمذاهب الأخرى ،  العقائدي المرتبط بالوهابية أو السياسي المرتبط بأمريكا والصهاينة ، كلها مشاهد مخجلة تعكس الانصياع التام للجنون وترجمة التخلف والانحطاط والعنصرية بكل مفاهيمها المخزية ، وتحتم الإقدام  على مواقف  فاضحة تقر المتاجرة بالعقيدة والتآمر على الأمة ، لذلك لا نستغرب إن لاذت هذه الدولة بقبلة المسلمين وتباكت عليها، مع أنها تنتهك  قداسة الحرمين الشريفين في كل لحظة ، لكنها حينما تحس بالخطر تدعي أنهما معرضين للاعتداء والاستهداف من قبل الحوثيين كما تزعم .. عندما تتجه الصواريخ اليمنية إلى أراضيها وتصيب أهدافها بدقة ، تلجأ إلى مثل هذه الدعايات فتارة تقول أن وجهتها  بيت الله الحرام ، وأخرى  تقول أنها إيرانية ، وثالثة تدعي  أن خبراء من حزب الله هم من أطلقوها .. وكلها أكاذيب لا وجود لها .. إلا في رأس من يطلقها وفيها دلالة واضحة على هلامية الدولة وأنها تعيش أوهام مبعثها الخواء الذهني والفراغ الحضاري القاتل، وحالة الانبهار لدى أمراء المجون مما يقدم عليه الإنسان اليمني وما يتوصل إليه من إبداعات في شتى المجالات ، حالة الانبهار هذه هي التي جعلت المدعو الجبير يستكثر على اليمنيين تطوير صواريخ اسكود الروسية وإطلاقها من وحي التجربة الذاتية ، لماذا هذا الاستنكار ؟ لأنه يقيس الأمور على ما لديه ، فالأمريكان والصهاينة هم من يقومون حتى بتزويد الطائرات بالوقود ، وتوجيه الصواريخ وأحياناً القيام بقيادة الطائرات وقذف الصواريخ القاتلة في الأهداف الكبيرة التي تتطلب الهدم والدمار كما حدث في فج عطان والصالة الكبرى ونقم، وفي العديد من المواقع التي خلفت مجازر بشرية بشعة ، وامريكا نفسها هي من تصنع الحفاظات للملك الاب؛ لذلك يستكثر على اليمنيين مثل هذه الابداعات.

أن هذه الثقافة بآفاقها التدميرية المخيفة لا شك تكشف عن سفالة هذا النظام وحضوره الطارئ في الحياة بفعل الطفرة المادية الناتجة عن تدفق النفط ، وهو ما أسال لعاب الأمريكان والأوروبيين وجعلهم يدللون هذه الدولة ويساعدونها على القيام بألعاب طفولية وإن دمرت الآخرين وإن قتلت وإن سفكت الدماء ، وكل ما أتمنى أن هذا الجبير يدرك أن العمق التاريخي للدولة اليمنية والمستوى الثقافي لليمنيين والأفق الحضاري الممتد إلى أعماق التاريخ الإنساني لهذا الشعب ، كلها عوامل جعلته يقاوم و يصمد ويبدع ويخترع ويبحث عن حلول تمكنه من التصدي لهذا العدوان الهمجي السافر، بعد ان وجد نفسه وحيدا ومعظم دول العالم تتكالب عليه.

أخيراً وقد دخلنا العام الرابع من العدوان ، أقول لآل سعود ماذا حققتم ؟ وأين وصلتم؟ بعد إنفاق مئات المليارات .. هل تحقق ولو 10% من الهدف الذي أعلنتم عنه ؟ الواقع يقول لا.. فأين أنتم ذاهبون إذاّ ؟ ولماذا كل هذا الصلف؟ أما أبناء اليمن المظلومين المعتدى عليهم فقد استطابوا الوجع ، وألفوا أزيز الطائرات ودوي الانفجازات ، ويعلموا أنكم أمعنتم في الحقد وتدمير البنية التحتية .. لذلك ليس أمامهم إلا الصمود والتحدي في معركة  نصرة الحق على الباطل وسيظلون يقاومون ويجترحون البطولات ويسطرون أعظم الملاحم في كل جبهات القتال وهم أكثر ثقة بعون الخالق سبحانه وتعالى ونصرته ورهانهم الوحيد عليه ، وعلى كل الخيرين من أبناء العروبة والإسلام .. وها هي الايام تثبت ذلك ، فبمجرد دخول العام الرابع زاد عدد الصواريخ التي استهدفت نظام ال سعود في عقر داره، وسيكون بالفعل كما اعلن عن ذلك الرئيس الصماد عاما بالستيا بامتياز..وإن شاء الله و ملامح النصر قريبة وكسر شوكة هذا النظام المتغطرس المتكبر أقرب بإذن الله .. وما النصر إلا من عند الله .. والله من وراء القصد ..