من رفوف الذاكرة … وثيقة عن التاريخ الأسود لنظام آل سعود !؟
أحمد يحيى الديلمي—-
- وثيقة هامة تفضح نظام آل سعود ودوره المشبوه في التآمر على العقيدة والأمة.
فيصل في تقرير للرئيس الأمريكي :
- مصر – سوريا – العراق أكبر خطر على وجودنا و ننصح بما يلي :
– دفع اسرائيل لشن عدوان على مصر وسوريا .
– احتلال أراضي جديدة في مصر وسوريا .
– دعم الأكراد في شمال العراق على قيام دولة مستقلة لتقويض النظام الثوري في بغداد.
– استخدام نفوذ امريكا على الأمم المتحدة لسحب اعترافها بالنظام الجمهوري في صنعاء.
– عبد الناصر يحرض اليمنيين على قتال بريطانيا في عدن.
صدق الشاعر العربي عندما قال :
ومهما نكن عند أمراء من سجيه وأن خالها تُخفى على الناس تُعلم
البيت السابق ينطبق كامل الانطباق على النظام السعودي ، فطالما تخفى بمسوح الرهبان وتلظي بقدسية الانتماء للدين وحمل راية الدفاع عنه ، ها هي الحقائق تنكشف تباعاً وتؤكد أن أعظم طعنه وجهت إلى صدر الأمة والعقيدة كانت من نظام آل سعود والفكر الوهابي بما هو عليه من انغلاق وغلو وتطرف عكس نبض تآمر آل سعود المبكر.
كل الوثائق المسربة من المخابرات البريطانية والأمريكية أكدت بشكل قاطع أن نظام آل سعود أنغمس في الخيانة والعمالة في لحظة النشأة كأهم شرط لدعم بريطانيا في إثبات حق اليهود في الوطن القومي بفلسطين.
بالتالي لا نستغرب التهالك والاستماتة في خدمة البيت الأبيض ودولة الكيان الصهيوني تنفيذاً للاتفاق السري بين بريطانيا وعبد العزيز بن سعود الذي قدمت بموجبه بريطانيا لأبن سعود كل أشكال الدعم المادي والعسكري ، بما في ذلك قيام الطيران البريطاني بغارات جوية على الإمارات المناوئة لتمكين جيشه من اسقاطها وتوسيع النطاق الجغرافي لدولته المنشودة التي انتهت إلى قيام المملكة السعودية ، وفي نفس الاتفاق اشترطت بريطانيا على بن سعود أن يكون رأس حربه لقيام دولة الكيان الصهيوني في فلسطين تنفيذاً لوعد بلفور الذي أعلنته بريطانيا عام 1917م ، وتعهدت فيه بوطن لليهود و قد قبل بن سعود الشرط على أن يكون دعمه في الكواليس ليتسنى له دعم الفكرة والاستفادة القصوى من العقيدة وقداسه الأرض .
والوثيقة التالية تكشف الكثير من الحقائق وتعري هذا النظام الماسوني الصهيوني ودوره التآمري ضد العقيدة والأمة .
وفيما يلي نص رسالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود إلى الرئيس الأمريكي ليندن جونسون :
حضرة صاحب الفخامة الرئيس ليندن جونسون
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن دي سي
يا فخامة الرئيس العظيم :
في الزيارة التي قمت بها في مايو 1966م إلى الولايات المتحدة الأمريكية تشرفت بمقابلتكم واغتبطت أبلغ الاغتباط لما أبديتموه من اهتمام زائد بما شرحته لفخامتكم عن دور مصر الخطير في اليمن والمنطقة بوجه عام ، بدعمها الثوار و&إلهاب إذاعاتها لمشاعر الناس ضدنا جميعاً ، أي ضد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودأب مصر المستمر والتاريخي لإسقاط حكمنا .. لكن فخامتكم رأيتم أن أحسن طريقة لاتقاء شرها هي الاستمرار في بذل الجهود وتوسيط الوسطاء للتقرب إلى مصر بالذات ، لعلنا عن طريق هذا التقارب نظمن صمت إذاعاتها عن المملكة العربية السعودية التي هي دعامتنا الكبيرة في المنطقة نظراً لقداسة أراضيها .. أما الولايات المتحدة فلا يهمها ما تقوله مصر وغيرها فيها ، وباتفاق المملكة السعودية مع مصر فقد نصل إلى حل الكثير من المشاكل في المنطقة بما فيها مشكلة (اليمن) ، هكذا قلتم يا سيادة الرئيس .. ولا يخفى عليكم يا فخامة الرئيس ما بذله الوسطاء أمثال الرئيس السوداني محمد محجوب وشخصيات غيرها وما بذلته أنا شخصياً من جهود في هذا الصدد منذ أن توليت حكم البلاد .
ففي 9 أغسطس 1964م التقيت بالرئيس المصري عبد الناصر في مؤتمر القمة بالإسكندرية والتقينا أيضاً في مؤتمر عدم الانحياز في القاهرة في أكتوبر 1964م وتم الاتفاق بيننا في كلا المؤتمرين على النقاط التالية :
1- إيقاف حملات التشهير الإذاعية المنطلقة من القاهرة ضدنا.
2- حل الخلافات ا لقائمة بين الأطراف المختلفة باليمن وذلك بما نراه مناسباً كالتالي :
أ ) سحب الجيش المصري من اليمن.
ب) إبعاد العناصر الثورية المتطرفة التي أطاحت بالملك محمد البدر وعائلته أمثال السلال وجزيلان وغيرهما.
ج ) إشراك الملكيين في الحكم مع أناس يتسمون بالاعتدال.
د ) عند ذلك تتعهد المملكة بإيقاف أي إمداد خارجي للملكيين.
ولكن لم يتم التقيد بما أتفقنا عليه مع عبد الناصر ، لأنه خالف كل ما أتفقنا عليه واستمرت إذاعاته تتهمنا ب العمالة لأمريكا وإسرائيل .. علماً أننا لم ننكر صداقتنا لأمريكا لما في هذا الصداقة لنا من شرف عظيم ، ومع أن مصر لم تف بوعودها فقد ضبطنا أنفسنا وبعثنا باقتراح إلى عبد الناصر قلنا فيه: “إننا ولكي نوقف تدفق الدم في اليمن لابد من أن نعمل معاً على إيجاد الحلول المعقولة التالية :
أولاً : إيجاد مجلس رئاسي في صنعاء يتكون من خمسة أعضاء من الملكيين والأخرين ممن تهمهم مصلحة اليمن فقط.
ثانياً : إيجاد مجلس وزراء يتفق على عدد أعضائه.
ثالثاً : إيجاد مجلس شورى يساعد في الإشراف وإدارة الحكم .. على أن تستمر هذه التشكيلة لمدة ستة أشهر أو سنة فترة انتقال يتم خلاها الآتي :
1) انسحاب القوات المصرية من اليمن.
2) حالما يبدأ انسحاب القوات المصرية تتوقف المملكة من إعطاء أية مساعدات حربية أو عسكرية للملكيين.
3) يجري استفتاء شعبي على نوع الحكم الذي ترتضيه القبائل والأطراف المختلفة من الشعب اليمني.
4) تتعهد المملكة العربية السعودية بأنها لن تقدم أي عون عسكري أو غير عسكري لأية حكومة يمنية قادمة ما لم تطلب العود منا هذه الحكومة أو تلك.
هذا هو أحد المشاريع التي قدمناها لمصر ، فوافقت مصر على هذا المشروع أيضاً ، ومع ذلك فلم تتوقف مصر عن التدخل في شئون اليمن ، ولم يحترم المصريون أي اتفاق ، بل ازداد تدخلهم حتى أصبحوا مصدر الامدادات الوحيد لاعداءنا وزاد في ذلك أنهم ضاعفوا قواتهم بعد أن قتل منهم قرابة الـ15000عسكري مصري وقرابة المائة ألف يمني ملكيين وجمهوريين .. وبعد أن عم الاستياء كافة أنحاء اليمن ضد المصريين توجه عدد كبير من قادة اليمن إلينا طالبين تدخلنا لإيقاف المستعمرين المصريين عند حدهم ثم جاء إلينا عدد من شيوخ قبائل اليمن وعقدوا مؤتمراً في أوائل شهر أغسطس 1965م تعاهدوا في هذا المؤتمر بميثاق أصدروه باسم ميثاق الطائف بايعونا فيه وطالبونا بالعمل معهم لإخراج المصرين ، والعمل بما يضمن لهم انشغال المصريين عنهم وعن غيرهم بأنفسهم ، واستمر جهاد قادة اليمن ضد المصريين وضد أعداء الملكية في اليمن مما جعل عبد الناصر نفسه يركع أمام هذا الجهاد ويتحرك بنفسه نحونا وهكذا جاء عبد الناصر إلى جده ليقبل جبيني وخشمي على الطريقة العربية طالباً حل مصيبة اليمن .. وانتهى اجتماعنا إلى الاتفاق الذي سميناه باسم (اتفاق جده) وأذعنا بنود هذا الاتفاق على الناس واستغرقت اجتماعاتنا أيام 22،23، 24 أغسطس 1965م ومن ضمن ما قررنا في اتفاق جده ما يلي :-
1- تشكيل مؤتمر يتكون من خمسين عضواً يمثلون جميع القوى اليمنية وأهل الحل والعقد للشعب اليمني ، يعقد هذا المؤتمر في مدينة حرض اليمنية يوم 23 نوفمبر 1965م ليقف هذا المؤتمر أمام المقررات التالية :
أ) تقرير طريقة الحكم للشعب اليمني .
ب) تشكيل وزارة مؤقتة.
ج) يجري استفتاء عام في موعد أقصاه يوم 23 نوفمبر 1966م.
د) تتوقف المملكة السعودية عن كافة مساعداتها العسكرية للملكيين.
هـ) تسحب مصر كافة قواتها العسكرية من اليمن في ظرف عشرة شهور ابتداءً من يوم 23 نومفبر 1965م.
و) تقوم لجنة رقابة سعودية ولجنة رقابة مصرية بالإشراف على تنفيذ هذا المقررات.
هذا وبالفعل تم عقد المؤتمر في موعده ، بحضور لجنتي الرقابة السعودية والمصرية .. لكن جلساته دامت من 23نوفمبر 1965م حتى 6 يناير 1966م دون أن يأتي بأدنى نتيجة تذلك لصالح الملكيين.
ولعل الكتاب الذي بعث لي به رئيس الوفد الملكي في هذا المؤتمر السيد أحمد الشامي يكشف بجلاء مدى تعنت المصريين والطرف الآخر (الجمهوري) حينما قال أحمد الشامي في كتابه:
أولاً : أن وفد الجانب ا لآخر يضم بين أعضاءه شرذمه من السفاحين الذين قتلوا النفوس البرئية و نهبوا الأموال وعاثوا بالحرمات تحت شعار الجمهورية المفروضة علينا بقوة سلاح المصريين المعتدين .
ثانياً : أن التعسف الذي أتبعه أعضاء ا لوفد المسمى بالجمهوري بإنكارهم لاتفاقية جده لا يستند إلا إلى قوة الدعم المصري.
ثالثاً : أن الجيش المصري حسب معلوماتنا الأكيدة لن ينسحب من اليمن وأن هذا المؤتمر وغيره لن يكون إلا لكسب الوقت لصالح المصريين وشراذم الجمهورية.
رابعاً : لقد فهمنا أن اتفاقيه جده تعني اختيار ا لطريق الوسط لحكم يقوم في اليمن ، لا جمهوري و لا ملكي لكن من يسمون أنفسهم بالجمهوريين أفهمونا أنهم غير مستعدين للسير خطوة واحدة للالتقاء بالملكيين في حل وسط ، وأن الجمهوريين يتمسكون بنظام شرعي قائم ومعترف به من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية علماً بأن أمريكا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والدول الملكية كلها لم تعترف بهذا الحكم الجمهوري المفروض …) إلخ.
ومن رسالة السيد أحمد الشامي هذه وغيرها من التقارير تبين لنا بجلاء ما يلي :
1) ثبت أنه حتى وأن ذهب حكام اليمن الثوريين بعيداً عن حكم اليمن القائم فإذا لم ينسحب الجيش المصري من اليمن فإن خطورة وجود هذا الجيش المصري أو أي وجود مصري أخر في اليمن سيكون عقباها غير حميدة ليس لنا وحدنا بل لأصدقائنا الأمريكان وبريطانيا والدول الغربية خاصة بعد أن صرح جمال عبد الناصر في خطاب في اليمن معلناً “أنه سيدعم الثوار في الجنوب حتى اليوم الذي يتمكن فيه الثوار من إخراج الانجليز صاغرين من هذه الأرض العربية التي أطلقوا عليها أسم محمياتهم”.
هكذا يا فخامة الرئيس ، ثم يتابع عبد الناصر خطابه قائلاً ” أن الجيش المصري سيبقى في اليمن ولن ينسحب منها ما لم تتوقف السعودية عن إمدادها لشراذم الملكيين وما لم ينسحب منها آخر جندي بريطاني من جنوب جزيرة العرب ” .. وقال عبد الناصر أيضاً : ” أن الجيش المصري ما جاء غازياً لليمن ولا مرتزقاً ولا مستنفعاً باليمن بل جاء ليريق دماً وينفق ما له للدفاع عن ثورة اليمن .. وتراب اليمن من خطر السعودية الذي هو خطر أمريكا وبريطانيا .. لهذا جاء الجيش المصري لليمن كما جاء لدعم ثوار الجنوب وثوار الجزيرة العربية” . واختتم عبد الناصر حديثه بقوله: “أن جزمة أصغر جندي يقاتل الرجعية السعودية في اليمن وأذنابها أشرف عندنا من تاج الملك فيصل وعقاله الذهبي ” .
هذا إذاً هو رأي مصر الأخير بصراحة يا فخامة الرئيس .. إنه رأي مصر الجديدة بقيادة عبد الناصر وزمرته وهو رأي يذكرنا بالرأي القديم لمصر القديمة بقيادة محمد علي باشا وإبراهيم باشا في عام 1818م حينما قضوا على أوائل أسرتنا السعودية ومشائخ الدين وقتلوا بعض أجدادنا والبعض الآخر نقلوهم مكبلين بالقيود إلى مصر وسلقوا بعضهم في قدور كبيرة وأوقدوا تحتها النار وهم أحياء وأبقوا على البقية من أسرتنا أسرى في مصر.
وقد برر محمد علي باشا هذا الفعل بقوله : ” ما قصدت بالقضاء على الأسرتين السعودية والوهابية إلا لقطع دابر الفتنة التي سئل عنها النبي العربي مرة بأجاب مردداً ثلاث مرات الفتنة تنبع من نجد وإلهيا تعود .. وها نحن قضينا على الفتنة السعودية الوهابية لكي لا تعود إلى نجد المسلمة العربية ثانية ” هكذا قال محمد علي .. لكن ما تبقى من أجدادنا استطاعوا النجاة ليعيدوا للعالم الحر هذا الطراز القوي والمحارب الأول من نوعه للمبادئ الهدامة ، ولذلك يعمل حكام مصر الجديدة الآن ما بوسعهم لإعادة تاريخهم في القضاء علينا من جديد .. لكنهم إن تمكنوا سابقاً لعدم وجود دولة كبيرة صديقة حميمة هي أمريكا العظيمة فأنهم لن يتمكنوا الآن..
لذلك يا فخامة الرئيس نقول لكم بصراحة ما قلناه لأسلافكم .. كلمة واضحة نقولها وهي : ” أن المصير الذ ي يربط الأسرة السعودية بأمريكا لا يستمد قوته إلا من نفس الأهداف التي تربط أمريكا بأسرتنا وبالاعتماد علينا في العالمين العربي والإسلامي كقوة كبرى تحمي المصالح المشتركة وتكافح الشيوعية وتحارب المبادئ الهدامة ما ظهر منها وما بطن وسواء جاءت هذه المبادئ باسم ” الثورية” أو “الجمهورية” أو محاربة الأمبريالية أو باسم القومية العربية والحرية والاشتراكية والوحدة أو باسم الوحدة والحرية الاشتراكية .. فكل هذه المبادئ ومثلها لا تتصدى لها الأسرة السعودية إلا لكونها لافتات طريق الشيوعية العدوة اللدودة للجميع الساعية لابتلاع المصالح المشتركة التي تربط الجميع.
باسم هذا المصير الواحد والمصالح المشتركة نتساءل يا فخامة الرئيس ..
ما هو رأي الولايات المتحدة في حماية عرشنا من خطر هذه المبادئ التي نقل عدواها إلى مملكتنا أنصار المصريين ووجود الجيش في حدودنا وأشاعتها إذاعات مصر في أجوائنا ..
من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعاً .. وأن هذا العدو أن ترك يحرض ويدعم الأعداء إعلامياً وعسكرياً فلن يأتي عام 1970م كما قال الخبراء الأمريكان – وعرشنا ومصالحنا المشتركة في الوجود .. ولذلك فإنني أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا أن أقترحوه لأتقدم بالاقتراحات التالية:
1) أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر لتضطرها بذلك لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه بعيداً عن قتال ، محاولاً إعادة مطامع محمد علي وجمال عبد الناصر في وحدة عربية .. وتكون بذلك قد أعطينا لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية المبادئ الهدامة من أجسادها لا في مملكتنا بل وفي البلاد العربية .. ومن ثم ، فلا مانع من أعطاء ا لمعونة لمصر وشبيهاتها من الدول اقتداء بهذا القول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك اتقاء لأصوات إعلامهم المكروهة.
2) أن سوريا هي الثانية يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع اقتطاع جزء من أراضيها يشغلها عنا لكي لا تتفرغ هي الأخرى بعد سقوط مصر لسد الفراغ المصري في القومية العربية.
3) كذلك الاستيلاء على قطاع غزة الواقعة تحت الحكم المصري .. والاستيلاء على الضفة الغربية من الأردن مهم جداً لكي لا تبقى للفلسطينيين أية مطامع في أية أرض واقعة تحت أية إدارة عربية تسمح للفلسطينيين بعد ذلك بالتحرك من خلالها أو تستغلهم فيها أية دول عربية بحجة تحرير فلسطين وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ويسهل ضرب الرافضين منهم في أية دولة عربية مجاورة لإسرائيل ، لأنه ما من دولة تريد أن تتحمل نتائج أعمالهم . كما تسهل عملية توطينهم في الدول العربية.
4) تقوية مصطفى البرزاني بإمداده لإقامة حكومة كردية في شمال العراق مهمتها إشغال أي حكم عربي ينادي بالوحدة العربية من على شمال مملكتنا في أرض العراق سواء في الحاضر أو المستقبل ، علماً بأننا منذ العام الماضي بدأنا بإمداد مصطفى البرزاني بالمال والسلاح من داخل العراق وعن طريق تركيا وإيران.
يا فخامة الرئيس .. أنكم ونحن متضامنين جميعاً سنضمن لمصالحنا المشتركة ولمصيرنا المعلق بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها دوام البقاء أو عدمه.
وأخيراً …
أنتهز هذه الفرصة لأجدد لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة وللولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقاتنا ببعضنا من نمو وارتباط أوثق وازدهار .
المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك الملكة العربية السعودية
في 27 ديسمبر 1966م
الموافق 15 رمضان 1386هـ
بغض النظر عن صحة الوثيقة من عدمه فإن واقع الحال وشواهد ترجمتها في الفترة اللاحقة لا تؤكد مصداقيتها فقط بقدر ما تشير الوقائع إلى أنها شكلت منعطف خطير على الأمة ، أي أن أمريكا أخذت توصيات فيصل على محمل الجد وأنها تولت بعد ذلك وضع سيناريوهات التطبيق وأعطت للنظام السعودي دور أساسي في ترجمة النوايا والمآرب المبيتة ، على ضوء خطط واستشارات وإشراف خبراء بريطانيين وأمريكيين ، وقد أتقنت الدور للحد الذي جعل الرئيس الأمريكي الحالي ترامب يتعامل مع السعودية لا كتابع فقط ولكن كذنب خاضع للإرادة الأمريكية ، فها هو يوجه الصفعة تلو الصفعة إلى المدعو سلمان والأخير ينصاع وينقاد دون أن يبدي أي رد فعل وتنهال الصفعات أيضاً على الأمير الغر محمد بن سلمان الذي يتقبلها بصدر رحب وكأنه دعوات له بطول العمر ، كيف لا.. والسعودية اليوم تقاتل العرب نيابة عن الصهاينة وتؤدي الدور التآمري في محاولة لإسقاط محور الردع المقاوم لفكرة التطبيع مع العدو الصهيوني وبصمات هذا النظام واضحة في سوريا واليمن وليبيا والعراق ، إذ لا يزال كما ورد في الوثيقة يدعم فصل شمال العراق عن جنوبه ويساعد الأكراد على إقامة دولة مستقلة وهو الذي رعى ومول الاستفتاء الأخير في إقليم كردستان ، ولولا صلابة الموقف العراقي لكان المحذور قد وقع وفاحشة التآمر تمت ، إلا أن أمريكا تراجعت ورفضت الاستمرار في المسرحية الهزلية خوفاً على مصالحها الذاتية ، إلى جانب أن السعودية فقدت حليفيها الأساسيين في تلك الفترة وهم إيران وتركيا ، الأولى انضمت إلى محور المقاومة وأصبحت ألد أعداء آل سعود بعد الثورة ، والثانية تعارض بشدة إقامة دولة مستقلة للأكراد خوفاً على مصالحها وأن يحدث التماثل ويسعى الأكراد في تركيا إلى إقامة دولة مستقلة شبيهه لما قد يحدث في شمال العراق .
أخيراً الموضوع يحتاج إلى مناقشة طويلة ببصيرة ثاقبة لمعرفة المفاجآت غير السارة التي يحملها المستقبل ويكون لها دور في إضعاف الأمة والتأثير على وجودها وقوة حضورها في المشهد الدولي ، وبالتالي فإن الأمة تحمل مسئولية كبيرة ، ولا يجب أن تلتزم بالصمت والانتظار المهين لما قد يحدث ومن ثم التباكي وعظ أصابع الندم.
الموقف يا أخوة صعب وغير طبيعي ولابد للأمة أن تتحرك ويكون لها موقف مشرف في هذه الظروف الصعبة ..
والله من وراء القصد ..