لماذا تقلق إسرائيل من امتلاك حماس قوات بحرية؟
السياسية:
فاجأت حركة حماس الكيان الإسرائيلي والمتابعين العسكريين بما تم الإعلان عنه في الحرب الأخيرة بين غزة وإسرائيل من قدرات عسكرية نوعية وجديدة بما فيها الغواصة غير المأهولة التي قالت إسرائيل إنها دمرتها قبل استهداف بارجة حربية إسرائيلية في البحر المتوسط.
القوة البحرية الجديدة لحماس تسببت في حالة ذعر داخل العسكريين للعدو الإسرائيليي، لما سينعكس ذلك بالسلب على تل أبيب، خاصة في ظل استهدف هذه القوة البحرية منصات استخراج الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
* قلق العدو
وبحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، فإن خبراء ومسؤولين عسكريين للكيان إسرائيليي يقولون إنَّ هناك تهديداً آخر أقل نقاشاً وأكثر غموضاً؛ وهو دخول قوات كوماندوز بحرية سرية إلى إسرائيل أو ضربها عن طريق البحر.
ووفقاً لجيش العدو الإسرائيلي، فإن تسلل وحدة كوماندوز سرية إلى بلد بسفينة تحت الماء من أجل استهداف منشأة للطاقة أو بلدة مأهولة بالسكان أو إحداث فوضى بطريقة ما، وهذا هو الهدف من الوحدة البحرية التي أنشأتها حماس.
وقال جيش العدو الإسرائيلي في بيان: “رصدت القوات البحرية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية نشاطاً مشبوهاً في شمالي قطاع غزة بالقرب من أصول القوات البحرية التابعة لحماس، وتتبعت تحركات عدد من المقاتلين الأعداء المُشتبَه بهم”.
وأضاف الجيش أنَّ المشتبهين كانوا يحركون “سلاحاً بحرياً غاطساً تابعاً لحماس (الذي يبدو) أنه كان في طريقه لتنفيذ هجوم في المياه الإسرائيلية”.
ونشر الجيش فيديو للقوات وهي تُدمِر المركبة الغاطسة في وقت مبكر من يوم الاثنين، 16 مايو/أيار.
وقال شاؤول خوريف، أدميرال إسرائيلي متقاعد ورئيس مركز أبحاث السياسة البحرية والاستراتيجية بجامعة حيفا، إنَّ قلق العدو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ازداد بشأن وحدات الكوماندوز البحرية التابعة لحماس. وأضاف أنَّ الهجمات البحرية السرية والمفاجئة كانت إحدى الطرق التي سعت بها الجماعة المسلحة للتغلب على القوة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة، بما في ذلك قوتها الجوية الهائلة ومنظومة القبة الحديدية الدفاعية المستخدمة لإسقاط الصواريخ التي يطلقها مسلحون في غزة.
وأضاف خوريف: “هناك خوف من إمكانية استخدام وحدات الكوماندوز هذه لاستهداف بنى تحتية، مثل محطات الطاقة، أو محاولة اختراق إسرائيل عن طريق البحر”.
وأشار إلى أنَّ الإسرائيليين ما زالوا يرتجفون من ذكرى حادثة وقعت في يوليو/تموز 2014، أثناء الغزو الإسرائيلي لغزة، عندما سبح 4 نشطاء من حماس وهم مدججون بأسلحة آلية ومتفجرات وقنابل يدوية خلسة إلى الشاطئ بالقرب من مستوطنة زيكيم، على الساحل الجنوبي لإسرائيل، وحاولوا استهداف دبابة إسرائيلية قبل مقتلهم.
ما قصة غواصات حماس غير المأهولة؟
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، الأربعاء الماضي 12 مايو/أيار، أن حركة حماس الفلسطينية “تمتلك غواصات ذاتية القيادة قادرة على حمل متفجرات بوزن 50 كيلوغراماً”، مشيراً إلى أن الحركة حاولت استهداف منصة الغاز الإسرائيلية قبالة مدينة أسدود.
ووقتها نقلت وسائل إعلام عبرية عن جيش الاحتلال قوله إن “بعضاً من هذه الغواصات تم تدميرها خلال القصف الأخير في قطاع غزة، ويعتقد الجهاز الأمني الإسرائيلي أنه من الممكن أن حماس لا تزال تمتلك ثلاث غواصات من هذا الطراز، الذي يمكن تشغيله عن طريق التحكم عن بُعد.
ما مواصفات تلك الغواصات غير المأهولة؟
بشكل عام لا تزال تقنية تطوير وإنتاج غواصات عسكرية مسيرة جديدة إلى حد ما، وربما تكون الصين وروسيا قد قطعت شوطاً أطول في هذا السياق من الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الأوروبية الأخرى.
ففي عام 2015، أعلنت الصين عن نوعين من المركبات البحرية غير المأهولة، كلتاهما تعمل على أعماق تصل إلى 6 كيلومترات في أعماق المحيطات لكنهما ليستا مركبتين عسكريتين، إذ تستخدمان في الأبحاث البحرية وقياس طبوغرافيا الأعماق وعمليات التصوير ورصد القياسات الهيدرولوجية،.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 عرضت الصين أول غواصة يتم التحكم بها عن بُعد ويمكن توظيفها لأغراض عسكرية مثل عمليات رصد الألغام البحرية والاستطلاع والمراقبة ورسم الخرائط، ويطمح الصينيون إلى تزويدها بإمكانية رمي ألغام أو إطلاق مقذوفات، لكن ذلك لم يتم الإعلان عنه حتى الآن.
وربما يكون الطوربيد الروسي بوسايدون الذي كان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن عنه في يوليو/تموز 2018، وهو طوربيد نووي يبلغ مداه 10 آلاف كيلومتر وسرعته 200 كيلومتر في الساعة وقدرة رأسه المتفجر تصل إلى 2 ميغا طن، وهو قادر على إحداث صدمة انفجارية تتسبب في هزات أرضية قد تنتج منها موجات تسونامي كبيرة.
لكن بالطبع ليس من المتصور أن تكون حماس تمتلك طوربيداً روسياً نووياً أو غواصة غير مأهولة من إنتاج الصين، لكن الاحتمال الأقرب هو أن تكون الحركة قد استخدمت إمكانياتها التي طورت من خلالها منظومة الصواريخ والمسيرات الجوية في تطوير وإنتاج مسيرة بحرية صغيرة أقرب إلى الطوربيد القادر على حمل متفجرات حتى 50 كغم والتحكم فيه عن طريق الـGPS.
عربي بوست