تنظيم القاعدة يشد من عضد السعودية في اليمن
بقلم: رينيه نابا
(موقع “ Algérie patriotique– الجيغي بوتخيوتيك” الجزائري, الناطق باللغة الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
تمكنت القوات الموالية للحوثيين من محاصرة محافظة مأرب اليمنية في نهاية أبريل, من هذا العام, وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء العمليات القتالية المريرة التي شهدتها المحافظة، على الرغم من الغارات الجوية المستمرة التي يشنها الطيران الملكي السعودي والحصار الغربي المفروض على الموانئ اليمنية وتهديدات الولايات المتحدة الأمريكية بإنفاذ الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على فرض جزاءات لإنهاء حصار المدينة, أضف إلى كل ذلك, وجود القوات الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحزب الإصلاح الإسلامي.
تعتبر السيطرة على منطقة الطلعة الحمراء التي تعتبر أهم التحصينات الدفاعية للمحافظة النفطية من قبل ذلك الفصيل اليمني “حفاة القدمين”, بمثابة نقطة اللاعودة أثناء القتال, نظرا لكونها عملت على إغلاق خطوط الإمداد الإستراتيجية للمدينة والذي صب في مصلحة الحوثيين.
ومنذ بداية معركة مأرب، دفع التسلسل العسكري اليمني الموالي للمملكة العربية السعودية ثمنا باهظا في هذه الحرب, حيث قُتل خلال هذه المعارك ما يقرب من ثلاثين ضابطا، من بينهم خمسة من كبار الضباط في الجيش اليمني الموالي للحكومة: اللواء عبد الله الحضيري نائب العمليات للواء علي محسن الأحمر القائد العام للقوات اليمنية الموالية للملكية السعودية, ورئيس أركانه اللواء عبد الله العرار, وأقرب معاونيه اللواء عادل القميري، بالإضافة إلى اللواء عبد الله الحضري مدير دائرة القضاء العسكري والعقيد عبد الغني سلمان مسؤول إدارة هيئة الضباط.
وبالتالي, فإن سقوط محافظة مأرب في يد الحوثيين, سيكون بمثابة ازدراء مدوي للتحالف الملكي البترولي وعرابية الغربيين، كما سيكون نقطة تحول في مجريات الصراع الذي طال أمده, نظراً لدور الاستراتيجي والمكانة المهمة التي تحظى بها هذه المحافظة باعتبارها آخر معقل للرئيس المتواجد حالياً في المنفى, عبد ربه منصور هادي, في ما كان يعرف سابقاً بشمال اليمن قبل توحيد شطري البلد منتصف العام 1990.
بعد مضي ست سنوات على الإطاحة بنظام الرئيس هادي في العاصمة صنعاء، في فبراير 2015, وبعد مضي ثلاث سنوات على تدمير المنشآت الحيوية لعملاق النفط السعودي, شركة أرامكو, من الواضح أن غزو محافظة مأرب قد يوجه ضربة قوية قاصمة للمصداقية العسكرية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة, وليس ذلك فحسب, بل سوف يلقي بظلاله على المصداقية الإستراتيجية لقائدي الثورة العربية المضادة، والمتمثل في شخصية المتهور الأرعن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، المبادران إلى شن هذه الحرب العدوانية ضد أفقر البلدان العربية منذ أواخر مارس من العام 2015.
وعلى الرغم من تعزيز تواجد تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، يبدو أن هذا العمل العسكري, من المرجح أن يدفع بالحوثيين إلى رتبة لاعب رئيسي على مستوى منطقة شبه الجزيرة العربية، على غرار حزب الله اللبناني في منطقة الشرق الأوسط.
تعتبر مدينة مأرب، العاصمة النفطية للمناطق الشمالية من اليمن, حيث تنتج ما يقرب من 10٪ من الديزل، ناهيك عن كونها قبل كل شيء تنتج 90٪ من غاز البترول المسال المستهلك في البلد.
كما تعتبر مدينة مأرب عاصمة مملكة سبأ التاريخية القديمة وتقع على بعد 120 كم من صنعاء، وهي نقطة الانطلاق لخط أنابيب مأرب رأس عيسى.
ومن جانبها, ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر في 10 و 24 أبريل 2021 مشاركة تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح في القتال الدائر في البلد وذلك إلى جانب المعسكر السعودي.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع