بقلم: جيل باريس
باريس- ترجمة: أسماء بجاش- سبأ
أعرب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن أسفه الشديد عن ما يحدث في اليمن، في جملة واحدة “الحرب الأهلية المروعة والمخيفة في اليمن” وذلك في الخطاب الذي القاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 من سبتمبر المنصرم، حيث أكد على وجود ضمانات تعهدت بها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة “بتقديم مليارات الدولارات” لمساعدة المدنيين اليمنيين، مضيفاً إن الرياض وابو ظبي تسعيان إلى إتباع مسارات متعددة لإنهاء الحرب في اليمن.
هذه الجملة قد لا تقنع الكونغرس الأمريكي, إذ إن تورط واشنطن في هذه الحرب التي لا نهاية لها خلق حالة من السخط, وهذا موضوع توافق نادر جداً ما يحدث.
وفي شهر مارس، تنفست إدارة الرئيس “دونالد ترامب” التي تعمل عن كثب مع أبو ظبي والرياض حول هذه القضية الصعداء بعد الاخفاق الذي مني به مجلس الشيوخ في تبني قرار يدعم إنهاء الدعم اللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحالف العربي المنضوي تحت راية الرياض في الحرب ضد تمرد الحوثي.
دافع عن هذا القرار العضو المستقل من ولاية فيرمونت “بيرني ساندرز” والجمهوري من ولاية يوتا “مايك لي” اللذان لطالما كانت مواقفهما على طرفي نقيض.

ضغط مُلح وعاجل:
نجح العضو المحافظ من ولاية إنديانا “تود يونغ” والديمقراطي عن ولاية نيو هامبشاير “جين شاهين” واللذان كان أكثر حظاً في إصدار مذكرة من وزارة الخارجية ينص على أن حكومتي المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بذلت كل جهد لإنهاء الحرب والتخفيف من الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين.
وفي أغسطس المنصرم, كان التحالف العربي بقيادة السعودية على موعدٍ مع خطأ جديد, إذ شنت مقاتلات التحالف غارة جوية استهدفت حافلة مليئة بالأطفال, كان الصاروخ الأمريكي الصنع بطل تلك الغارة. ومن جانبها, أشارت “جين شاهين” إلى أنه من الواضح أن التحالف لم يحقق هذه الأهداف، ومن الواضح أيضا أن الإدارة تحاول عمدا إضعاف إشراف الكونغرس.
تفاقم الأمر أكثر من ذلك، وفقا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”, أن شركة “ريثيون”- شركة أمريكية متخصصة في أنظمة الدفاع- تواجه ضغوطات على نحو متزايد, لأجل تأمين بيع 60 ألف قطعة ذخيرة للرياض، مقابل 2 مليار دولار.
وفي 2015, خيمت حالة من الفتور على العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن عقب مفاوضاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي نتج عنها التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني, وذلك قبل بضعة أشهر من اتخاذ إدارة الرئيس بارك اوباما قرر تقديم الدعم لقوات التحالف العربي في مارس, تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع آنذاك, والذي توج ولي للعهد بعد ذلك بعامين.
أصبح هذا الدعم أمر مفروغ منه بشكل كلي بعد وصول “دونالد ترامب” إلى البيت الابيض, خاصة وأن الامير “محمد بن سلمان” ونظيره الإماراتي “محمد بن زايد”, أصبحا قريبين من أحد أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي “صهره جاريد كوشنر” والذي يحتاج على وجه التحديد إلى دعم الأميران لمشروع تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يجب أن يقدمه خلال الأشهر القادمة.
– صحيفة ” lemonde” الفرنسية