ولي العهد السعودي يختفي على يخته الفاخر “خوفاً على سلامته”

بقلم: كريستوفر وودي

(مجلة “بزنس إنسايدر www.businessinsider.de” النسخة الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي- سبأ)-

كان قد تم الترحيب بمحمد بن سلمان ، ولي العهد السعودي البالغ من العمر 32 عاما، كمصلح وأحد الحلفاء الاستراتيجيين الموثوقين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لكن صعود الأمير السعودي في عام 2017 كان نقطة انطلاق لسياسة عدوانية: فعلى الرغم على الإصلاحات التي قام بها مثل السماح للنساء بقيادة السيارة واجه بن سلمان منتقديه بيد من حديد قاسية للغاية وأقحم المنطقة للدخول والضياع في دهاليز فترة جديدة من الصراع مع إيران هو وحلفاؤه. وفي الآونة الأخيرة وصل به الأمر لإحداث فضحية دبلوماسية مع كندا.

ووفقاً لبروس رايدل، مدير وخبير السياسة الخارجية في معهد بروكنجز في واشنطن، فإن سياسة بن سلمان تهدد الاستقرار في المملكة العربية السعودية لسنوات طويلة قادمة. وبحسب ما يرد في التقارير الصحفية لقد بات بن سلمان يُدرك هذا العداء المتنامي إزاءه في بلده.

 

بن سلمان اشترى يختاً بنصف مليار:

كتب بروس ريدل في عموده في صحيفة “المونيتور”: “ولي العهد، الذي بات يخشى على سلامته يقضي ليال عديدة على يخته المُكلف في جدة”.

يقال إن محمد ابن سلمان دفع نصف مليار دولار لليخت الذي يبلغ طوله 135 متراً والذي أُطلق عليه اسم “سيرين” في نهاية العام 2016 بعد أن كان قد اكتشفه خلال عطلة له قضاها في جنوب فرنسا. اشترى اليخت من ملياردير الروسي. ويوجد في هذا اليخت منصتي هبوط لطائرات الهيلكوبتر وجدار تسلق داخلي ناهيك عن منتجع صحي مزود بكافة التجهيزات وثلاثة حمامات للسباحة. كتب ريدل عن اليخت: “إنه قصر عائم، أطول من ملعب لكرة القدم. وهو أيضاُ مأوى محتمل”.

 

اشترى بن سلمان هذا اليخت في الوقت الذي دفع فيه بإجراءات التقشف الشديد في المملكة العربية السعودية إلى أعلى المستويات. وعمل على فرض تخفيضات كبيرة في الإنفاق كما عمل على تجميد عقود حكومية. وكثيرا ما تتخذ هذه التدابير لقمع الآراء المعارضة في السياسة.

 

إن أهم قضايا السياسة الخارجية التي يوجه بسببها الانتقادات لمحمد بن سلمان هي الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن وحصار قطر. فالرعب من حرب بن سلمان الدموية والكارثية في اليمن، والتسبب في إسقاط ملايين من اليمنيين إلى هاوية المجاعة وحرمانهم من الرعاية الطبية قد بدأ يعتمل بصوت مرتفع منذ عدة أشهر في المملكة العربية السعودية ، وفقاً لريدل.

محمد بن سلمان يُنتقد بشدة بسبب الحرب على اليمن

حتى السعوديين البارزين باتوا يعارضون علانية سياسة بن سلمان. ففي الآونة الأخيرة، انتشر شريط فيديو انتقد فيه الأمير أحمد بن عبدالعزيز علانية ولي العهد بسبب الحرب على اليمن. وبن عبد العزيز هو الأخ غير الشقيق للملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز، والد محمد بن سلمان.

وقد فاجأت المملكة العربية السعودية العديد من المسؤولين الأمريكيين بتحول علاقاتها مع دولة قطر. و زاد الطين بلة أن شتم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب القطريين.

كما أن الحصار المفروض على البلد المجاور لم يستسغه الكثيرون في المملكة العربية السعودية – والآن تم اعتقال رجل دين وهو في انتظار تنفيذ الحكم عليه بالاعدام لانتقاده ذلك الحصار.

وربما كان اعتقال بن سلمان في الخريف الماضي للعديد من رجال الأعمال الأقوياء وأعضاء العائلة المالكة أسوأ قرار اتخذه في بلده. فقد أثارت هذه الخطوة الخوف في نفوس المستثمرين وأدت إلى هروب رؤوس الأموال من المملكة، مما قلل من الثقة لدى الشعب في قدرة بن سلمان على التعامل مع المشاكل الاقتصادية.

ربما إذا مات الملك ستزول الفوضى:

كان بين رجال الأعمال العشرات والأمراء الذين ألقي القبض عليهم، كان هناك أيضا الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السعودي، القوات القتالية الأولى للمملكة وهو الذي وقف جنبا إلى جنب مع بن سلمان في حملته العسكرية على اليمن،  وهذا ربما من شأنه أن يبث روح العداء له في الجيش السعودي.

 

قالت روزي بشيير، أستاذة التاريخ في جامعة يالي في مقابلة أجرتها معها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية: ” لقد أثارت إقالة الأمير متعب بن عبد الله الاستياء في المملكة كما تسبب سعيه للثراء الشخصي في تعكير صفو الوضع الراهن.”

 

كتب الخبير في شؤون السياسة الخارجية، بروس ريدل: “لا يزال بن سلمان هو الوريث الأكثر احتمالا طالما ووالده مايزال على قيد الحياة. وقراراته الأخيرة ساعدت في جعل المملكة غير مستقرة على نحو لم يسبق له مثيل في الخمسين عام الماضي.” وأضاف: “إذا مات الملك سلمان، البالغ من العمر الآن 81 عاماً، في المستقبل القريب، فإن هذه الخلافة يمكن أن تُرفض؛ ويمكن أن تؤدي عملية تعيين الملك المقبل إلى العنف والاضطرابات.”

 

واختتم ريدل بالقول: “منحت حكومة ترامب المملكة العربية السعودية شيكاً على بياض ودعمتها في حربها على اليمن. ويُقابل ولي العهد السعودي بالمديح في البيت الأبيض وما هذا إلا موقف غبي وخطير”.