اليمن بحاجة للخبز وليس للسلاح!
اليمن بحاجة للخبز وليس للسلاح!
بقلم: جين ايمانويل هاتين
(صحيفة ” Ouest-France ” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش- سبأ)
أكثر من 5 مليون طفل يصارعون شبح الوقوع في شرك المجاعة في اليمن، هذه الأخبار المروعة، التي أعلنتها منظمة” انقاذ الطفولة” تكشف عن مدى رعب الحرب التي اختار العالم نسيانها، بالرغم من تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريس” في أبريل المنصرم، والذي أشار إلى أن اليمن يحتضن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
يحتاج ثلاثة أرباع السكان في اليمن، أي أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدة والحماية الإنسانية، إذ يزيد الجوع، والكوليرا، وارتفاع معدل التضخم وانتشار الفوضى من معاناة التي يعيشها السكان جراء الحرب، فبعد فشل محادثات السلام التي اعلنت عنها الامم المتحدة مطلع هذا الشهر، تم استئناف العمليات القتالية, حيث تم استهداف العاملين في المجال الإنساني في مدينة الحديدة نقطة العبور الرئيسية والتي تمر منها 75%من المساعدات الإنسانية.
ومن جانبه، طالب ممثل فرنسا في الأمم المتحدة المجتمع الدولي العمل على القيام بكل شيء لإنقاذ السكان ومنع تفشي سوء التغذية على نطاق واسع والذي من شأنه قد يرقى ليلقي بالبلد في شرك مجاعة.
كما يرى المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي”ديفيد بيزلي” أن القلق الحقيقي يكمن في كيفية الحفاظ على حياة الأطفال والنساء والرجال الأبرياء في اليمن، مضيفاً ضرورة حث جميع أطراف الصراع على وضع حد للقتال ودعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام.
تعتبر إيران الشيعية والتحالف العربي السني بقيادة المملكة العربية السعودية، راس الحربة في هذه الحرب، إذ كشفت الأمم المتحدة أن جميع الأطراف المنخرطة في هذا الصراع ترتكب جرائم حرب، كما تمارس التعذيب، ناهيك عن الزج بالأطفال بالقوة في صفوف المقاتلين.
ولكن من يغذي هذه النار المشتعلة؟ من الذي يبيع الأسلحة لهؤلاء الناس ليصنعوا الحرب؟ هنا مكمن الشر! الكراهية والجشع مقابل المال في تصنيع وبيع الأسلحة، من يعطي كل أولئك المنخرطون في حيثيات هذه الحرب الأسلحة لمواصلة الصراع؟
الجواب: بلداننا الغربية، التي تدعي وتتباهى بالدفاع عن حقوق الإنسان، فهي من يبيع تلك الأسلحة إلى هذه الدول التي تستخدمها في ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية!
والدليل, الغارة الجوية التي اودت بحياة 40 طفلاً، وذلك وفقاً لما اوردته قناة ” CNN الأمريكية”، حيث اشارت الى العثور على أجزاء من قنبلة أمريكية الصنع تم العثور عليها في مكان الحادث.
كما يواصل قصر الاليزية الفرنسي والذي يحتل المرتبة الثالثة في سلم تجارة الأسلحة على هذا الكوكب المضي قدماً في بيع الأسلحة إلى دول التحالف.
كان العام 2017، شاهداً على بيع أكثر من 3.7 مليار قطعة سلاح إلى كلاً من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر ومصر والكويت، في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات العديد من المنظمات المنادية بأجراء تحقيق برلماني حول قضية بيع الاسلحة، حيث تحظر معاهدة تجارة الأسلحة بيع الاسلحة في حال كان من المحتمل أن تستخدم ضد المدنيين والذي يعتبر انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي بشكل واضح.
ففي الوقت الذي يتربص شبح المجاعة بالمدنيين في اليمن، دعونا نتوقف عن تسليح الدول المجرمة، ودعونا نبتعد أيضاً عن النفاق والزيف والرياء الذي يتمثل في شقيين: فمن جهة مطالبة الأمم المتحدة ببذل كل ما في وسعها لحماية السكان وتقديم المعونة الإنسانية إليهم ومن جهة أخرى وقف تسليح أولئك الذين يستهدفون السكان ويمنعون العمل الإنساني.
دعونا نجلب الخبز إلى اليمنيين بدلاً من الأسلحة والسلام بدلاً من الحرب والحياة بدلاً من الموت.