بقلم: جهاد جيلون

(صحيفة “جون أفريك- jeune afrique” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

قضية آل زبارة:

على وجه التحديد، انظم للتو علي آل زبارة إلى طاقم شركة تويتر، وهو مهندس كمبيوتر سعودي، وطني للغاية، تلقى تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية.

كان العمل المناط له صيانة الموقع، ومن خلال هذا الموقع, يمكنه الوصول إلى معلومات مستخدمي الشبكة الاجتماعية، وقبل كل شيء، “عنوان بروتوكول الإنترنت- “adresse IPالذي يسمح بتحديد موقع “تويتر”.

بعد لقائه مع العساكر في واشنطن العاصمة في فبراير 2015, سخر  آل زبارة جل اهتمامه للعمل على ما يقرب من 6000 حساب.

ولكن الهدف الرئيسي الذي جعله نصب عينيه يكمن في الحصول على رقم هاتف وعنوان IP “لحساب “مجتهد”، الذي يستمر في الكشف عن أسرار العائلة المالكة الأكثر إحراجاً.

وكان من بين أهدافه الأخرى حساب عمر عبد العزيز، طالب سعودي في كندا والذي قطعت المملكة عنه التمويل الحكومي بعد انتقاده العلني لسياسات السعودية.

تربط عمر عبد العزيز علاقة وثيقة بالصحفي السعودي المعارض وكاتب العمود في صحيفة الواشنطن بوست جمال خاشقجي الذي تعرض لعملية اغتيال في مبنى القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر من العام 2018.

تمت ترقية آل زبارة, حيث كتب في رسالة بريد الإلكتروني إلى العساكر: “قد أكون سعيداً بعملي الجديد، لكنني أكثر سعادة وفخوراً بعملي معكم”.

تخويف الأصوات الناقدة:

وفي الوقت نفسه، عمل مؤيد أخر للأمير السعودي الشاب، سعود القحطاني، الذي تورط اسمه فيما بعد في قضية اغتيال جمال خاشقجي، بوضع استراتيجية على تويتر لخدمة مصالح سيده، وذلك من خلال مساعدة مبرمج أمريكي يعمل لصالح شركة لوكهيد.

لا يسعى سعد القحطاني في تعزيز شعبية الأمير محمد بن سلمان على الشبكة الاجتماعية فحسب, بل عمد إلى مهاجمة كل منتقديه بطريقة عدوانية للغاية, ومن أجل ذلك، جمع فريقا من المتخصصين في مكتب الديوان الملكي في الرياض.

مهمته تتلخص في إنشاء الآلاف من الحسابات المزيفة على “تويتر” والتي يزعم أنها تعود لشبان سعوديون، حيث عمل من خلالها على نشر رسائل الدعم لولي العهد في المستقبل.

كان تركي بن عبد الله، أحد أبناء الملك الراحل عبد الله بن العزيز (في يناير 2015) وأحد المنافسين الرئيسيين للأمير محمد على عرش، قد ادرك مدى الفائدة الكاملة من التلاعب في تويتر ونشر الرسائل التي تنتقد ابن عمه محمد بن سلمان.

لم يتوقف سعود القحطاني عند هذا الحد فحسب, بل عمل هذه المرة بالرد بمئات الحسابات الأجنبية المزيفة, حيث ينتمي البعض منها إلى أشخاص حقيقيين، مثل عالم أرصاد أمريكي متوفي أو بطل أولمبي للتزلج تم الاستيلاء على حسابه.

يحدد القحطاني الحسابات التي تنتقد محمد بن سلمان ويرسل جيشاً من الذباب الالكتروني لمضايقتهم.

كما عمل على التفاوض مع شركة ” هاكينج تيم-Hacking Team” الإيطالية للحصول على برامج تجسس ومراقبة “هجومية”.

أما بالنسبة لآل زبارة ، سرعان ما تم رصده من قبل المخابرات الأمريكية, وفي أواخر العام 2015, ذهب أحد أعضاء مكتب التحقيقات الفدرالي إلى المقر الرئيسي لشركة تويتر وأخبر محامي الشركة عن وجود جاسوس سعودي, حيث حثهم على عدم الكشف للشخص المعني عن إجراء التحقيق, ومن جانبهم, أوقف المحامون آل زبارة عن العمل, دون الإشارة إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي.

وعلى الرغم من كل شيء، اتصل المعني على الفور بالقنصل السعودي في لوس أنجلوس الذي نظم على وجه السرعة عملية تهريبه إلى المملكة.

وبعد بضع ساعات، استقل طائرة كانت متوجهة إلى الرياض مع زوجته وابنته, حيث سوف ينضم إلى فريق بن سلمان المسؤول عن التلاعب بالشبكات الاجتماعية.

بعد أن تم اختراقه، ساعد تويتر عن غير قصد الموظف المخالف في الهروب من براثن مكتب التحقيقات الفيدرالي.

*   المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع

8-7: السعودية – كيف تسلل فريق الأمير محمد بن سلمان إلى تويتر