(صحيفة “جون أفريك- jeune afrique” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

“القصة السرية لصعود محمد بن سلمان” بين عامي 2015 و 2017, أنفق الأمير بن سلمان 1.18 مليار دولار لإشباع رغباته.

كانت الأشهر الستة الأولى من العام 2015 حافلة بالأحداث المثيرة بالتأكيد بالنسبة للأمير محمد بن سلمان.

ففي مطلع العام 2015, توفي الملك عبد الله بن عبد العزيز, وبالتالي, أصبح والده سلمان الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية, وهكذا, فتح أمام ابنه أبواب موارد مالية لا تنضب تقريباً.

ومن هنا, بدأ محمد بن سلمان أيضاً في تشويه سمعة ابن عمه محمد بن نايف، الذي عُيِّن ولي للعهد, ناهيك عن الحرب في اليمن، التي شنها في أواخر مارس من نفس العام، وهي أول عملية عسكرية كبرى يقوم بها الجيش السعودي خارج حدود المملكة.

ومع حلول فصل الصيف الذي تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة, رأى الأمير الثلاثيني أنه لابد من تغيير الروتين اليومي, وأن الوقت قد حان أخيرا للاستمتاع.

فالأمير الشاب يخطط لقضاء إجازة استرخاء واستجمام, وإذا كان ممكنا, الذهاب بعيداً عن أعين الناس.

ولذلك، فإن باريس وريفييرا الفرنسية، وماربيلا الاسبانية وغيرها من أماكن السياحة التي عادة ما تجذب أنظار الأسرة المالكة, لم تكن ضمن الأماكن المختارة بالنسبة لابن سلمان.

وضع الأمير محمد بن سلمان نصب عينيه جزر المالديف ومنتجع الفيلا المختارة بعناية وهو منتجع رائع تم خصخصته لمثل هذه المناسبات، حيث تطفو هذه المنتجعات على المياه التوركوايزة في المحيط الهندي.

يضم هذا المنتجع ما يقرب من خمسين فيلا تطفو فوق الشعاب المرجانية الجميلة، لكل منها خدم خاص بها، وبطبيعة الحال، حوض سباحة.

ملهى ليلي، و آلة ثلج! وقبو مليء بأفضل أنواع النبيذ الفرنسي، ومطعم تحت الماء, حيث يتيح لضيوف الاستمتاع برؤية الكائنات  البحرية أثناء تناول الطعام, كل هذا كان في متناول أصحاب الامتياز من فريق والمقربين من بن سلمان.

وقبل وصول السعوديين، وصل إلى الجزيرة ما يقرب من 150 من عارضات الأزياء من البرازيل وروسيا, حيث تم إخضاعهن لفحص الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ومن ثم تم الدفع بهن إلى الفيلات الخاصة في عربة الغولف.

حفلات موسيقية : “بيتبول” ونجم البوب الكوري “ساي”

و لإضفاء البهجة والسرور على أمسيات ضيوف بن سلمان، تم أحياء حفلات موسيقية من قبل مغني الراب الأمريكي “بيتبول”، ونجم البوب الكوري “ساي”, ودي جي الهولندي “أفروجاك” .

تقاضى موظفو الفندق البالغ عددهم 300 موظف 5000 دولار لكل منهم لمدة شهر، ناهيك عن الإكراميات الضخمة المتوقعة في مثل هذه الأوضاع.

شرطت إدارة الفندق على موظفيها عدم استخدام أو اصطحاب هواتفهم النقالة, بيد أن اثنين من طاقم العمل رأوا أنه من المناسب الاحتفاظ بها, مخالفين بذلك تعليمات الإدارة، وفي مقابل هذا التصرف,  تم طردهم على الفور.

كل هذا كان بمثابة إجراء وقائي لا لزوم له في حقيقة الأمر, حيث جلب الأمير معه فريقه الخاص من الخدم, وفي المقابل أبقى موظفي الفندق بعيدا.

بعد قضاء اليوم في خصوصية الفيلات الخاصة بهم، يبدأ السعوديون في الاستعداد لحفلات المساء, نظراً لكون الحياة الليلية في المطعم والملهى لا ينبض بالحياة إلا مع غروب الشمس.

وفي إحدى الأمسيات، صعد محمد بن سلمان، الذي كان متحمساً ومنتشيا بشكل خاص لأداء “أفروجاك”، على خشبة المسرح وسيطر على المنصة محاطاً بجيلات البرازيل وروسيا، مما تسبب في انزعاج منسق الموسيقى الهولندي.

وبسرعة كبيرة، تسربت أخبار هذه الليالي الماجنة إلى الصحافة المحلية, حيث سبق لصحيفة إيرانية أن كشفت الكثير عنها, مما اضطر الأمير محمد بن سلمان وأصدقاؤه إلى مغادرة جزيرة الفردوس، بعد أقل من أسبوع على وصولهم.

انتاب الأمير الشاب الشعور بالإحباط بسبب هذه العطلة القصيرة في جزر المالديف، ولترويح عن نفسه, اختار “الكوت دازور- وريفييرا” الفرنسية الأكثر تقليدية.

أثناء رحلته, اشترى الأمير يختاً فارهاً, بعد بضعة ساعات من المفاوضات مع مالك اليخت “يوري شيفلر” ملياردير الفودكا الروسي.

يبلغ طول اليخت “سيرين” 135 متراً تقريباً, مقابل 500 مليون دولار, نظراً لكون هذا اليخت يعتبر أيقونة من الجمال والفخامة, فقد نال أعجب الأمير الشاب, فهو مزود بمهبطين للطائرات ورصيف للغواصات وغرفة أرضية للتمتع بالنظر تحت الماء, وجاكوزي, ومسرح للسينما وسلم حلزوني يطل على بيانو ضخم و 12 غرفة.

جزر المالديف

وفي وقت لاحق، أبحر اليخت “سيرين” صوب البحر الأحمر، حتى يتسنى لابن سلمان الذهاب إلى هناك كلما اقتضت الحاجة إلى الاسترخاء, بعيدا عن أعين المتطفلين.

الأمير صاحب المال الوفير:

بالنسبة لهذا الأمير صاحب المال الوفير، فإن قلعة لوفيسين (إيفلين، فرنسا) لا تمثل في النهاية سوى تكلفة كبيرة، ليس إلا.

فبعد فترة وجيزة من شراء الأيقونة “سيرين”, اشترى الأمير الشاب مقابل أقل بقليل من 300 مليون دولار, قصراً فارهاً في فرنسا، يقال إنه قصر لويس الرابع عشر.

وبهذا ينضم إلى جملة المبالغ الفلكية التي ينفقها بن سلمان منذ وصول والده إلى سدة الحكم في السعودية.

لم ينته الأمير من الإنفاق الضخم والباذخ, فبعد عامين تقريبا، عرضت دار كريستيز للمزادات في نيويورك لوحة “سلفاتوري موندي- مخلص العالم”، وهي لوحة منسوبة (دون تأكيد) إلى ليوناردو دافنشي.

أندهش موظفو كريستيز عندما علموا أن مشتري اللوحة شخص من الشرق الأوسط على استعداد للحصول على صورة المسيح.

كشف تقرير صادر عن صحيفة نيويورك  تايمز أن المشتري الحقيقي للوحة هو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود، المقرب من ولي العهد السعودي والذي أصبح فيما بعد وزيرا للثقافة.

ستة أشخاص آخرين كانوا مهتمين باقتناء اللوحة, ثم بقي اثنان: الملياردير الصيني ليو ييكيان والأمير بدر، وكلاهما ممثل في كريستيز.

عرض الملياردير ليو 350 مليون دولار, لكنه في الأخير لم يستطيع مجاراة الأمير بدر عندما أعلن عن 400 مليون دولار.

لا يزال محبي الفن يتساءلون عن أسباب هذا الجنون, خصوصاً أن اللوحة لم تشاهد من قبل الجمهور منذ ذلك الحين, إذ يشاع أن تكون معلقة على أحد جدران “سيرين”…

من ليالي المالديف الماجنة, إلى التسوق في كريستيز، إلى الاستحواذ على قصر لويس الرابع عشر، يكون بهذا قد أنفق بن سلمان  1.18 مليار دولار بين عامي 2015 و 2017 لإرضاء رغباته.

الأمير الصغير الذي سخر منه إخوته الكبار قد أخذ انتقامه.

*    المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع

5-8 كيف أطاح محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف