السياسية – متابعات :

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، إن “إعلان السعودية عن مبادرة لانهاء الحرب في اليمن هو حرب إعلامية جديدة على الشعب اليمني”، مضيفاً أن “ما جرى عرضه على اليمنيين هو خداع وتضليل وهو وقف اطلاق النار مع استمرار اشكال الحرب”.

وفي حفل تأبين القاضي الشيخ أحمد الزين أوضح أن “العروض المقدمة على اليمنيين خداع ولا تنطلي على قيادات اليمن ولا حتى على أطفال هذا البلد”.

كما لفت السيد نصرالله إلى أن “على السعوديين والأميركيين إدراك أنهم يضيعون الوقت بعد أن اختبروا اليمنيين الذين لن يُخدعوا”، مشدداً على أن “وقف النار من دون رفع الحصار هو تضليل ويعكس الرغبة في تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان العسكري”.

كذلك أوضح السيد نصرالله أن “المبادرات المقدمة هي دعوة لحوار تحت ضغط الجوع والمرض وهذا خداع لن ينطلي على اليمنيين”، مؤكداً أن “ما يطلبه اليمنيون هو وقف عسكري إنساني للحرب على بلادهم”.

وتوجه السيد نصرالله للسعودية بالقول “لا تضيعوا الوقت ولعبتكم لن تنطلي على اليمنيين واذهبوا إلى وقف الحرب وإنهاء الحصار”.

السيد نصرالله: صفقة القرن ماتت

وفيما يخص الموضوع الفلسطيني، قال السيد نصرالله إن “الصمود الفلسطيني هو السبب في عدم تمرير صفقة القرن واختفائها عن التداول وعدم الخضوع للضغوط”، مضيفاً أن “صفقة القرن ماتت بسبب صمود الفلسطينين وسقوط أحد أضلاعها وهو ترامب”.

كما أوضح السيد نصرالله أن “الضلع الثاني لسقوط صفقة القرن وهو نتنياهو في وضع صعب وأزمة داخلية وهو ما تعكسه الانتخابات”، مشيراً إلى أن “الإسرائيليين يعربون عن قلقهم من تطور محور المقاومة التي تعمل في المقابل على تراكم قدراتها”.

كذلك، لفت السيد نصرالله إلى أن “محور المقاومة عبر أسوأ وأخطر مرحلة في تاريخه ويقابل التهديدات بالعمل الجاد وتراكم القدرات”.

السيد نصرالله: ما لم تعطه إيران في ظل أقصى العقوبات والتهديد اليومي بالحرب لن تعطيه اليوم

وفي الموضوع الدولي، قال السيد نصرالله إن هناك تطورات دولية مهمة جداً “في ضوء وضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصين أولوية في سياسته ثم روسيا”، مشيراً إلى أن “إدارة بايدن تسعى لأن لا تكون إيران ضمن تحالف يضم روسيا والصين”.

واعتبر السيد نصرالله أن “ما لم تعطه إيران في ظل أقصى العقوبات والتهديد اليومي بالحرب لن تعطيه اليوم”، مشدداً على أن إيران “على عتبة تجاوز مرحلة الحصار والعقوبات وهي اثبتت قوتها وقدرتها”.

وتابع: “على حلفاء أميركا إدراك أن أولويات الإدارة الأميركية الحالية لم تعد في منطقتنا وهي في أفول”، مؤكداً أن “مسار محور المقاومة في المنطقة هو مسار تصاعدي والأولويات ستختلف”.

وأضاف السيد نصرالله “دعونا لا ننتظر أميركا والعالم والتطورات وتعالوا لحوارات داخلية وإقليمية لنعالج مشاكلنا”، لافتاً إلى أن “على حلفاء أميركا إعادة النظر في حساباتهم لأن اليوم هو أفضل لهم من الغد”.

وفي الشأن اللبناني، قال للبنانيين “لسنا في مرحلة يأس وهناك جهود جادة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون لتذليل العقبات”، مضيفاً أنه “على الجميع إدراك أن لبنان استنفد وقته وآن الأوان للتوصل إلى حل”.

السيد نصرالله: الشيخ الزين كان منذ البداية وحتى النهاية مع فلسطين

وعن الشيخ الزين قال السيد نصرالله إنه “كان ثابتاً وراسخاً في طريق الوحدة والمقاومة ولم يتبدل ولم يعرف التقلبات”، مشيراً إلى أن الشيخ الزين “هو نموذج راق ومتقدم من الإيمان والتدين والعلم والصدق والاخلاص والصفاء والنقاء”.

كما لفت السيد نصرالله إلى أن “الشيخ الزين بنى أساساً اسمه فلسطين والقدس والأرض المحتلة من البحر إلى النهر والمقدسات”، مضيفاً أن “الشيخ الزين حمل قضية الشعب الفلسطيني المضطهد المظلوم”.

وأوضح السيد نصر الله أن هناك من يحاول إلقاء الشبهة على قضية فلسطين من أجل خدمة السلاطين وليس أبداً خدمة للقضية، مؤكداً أن “الشيخ الزين كان منذ البداية وحتى النهاية مع فلسطين وضد تصفية قضيتها ومع كل من يقف معها”.

وتابع السيد قائلاً: “الشيخ الزين وقف مع كل المقاومين والعلماء وكان سنداً وداعماً وقدم كل إمكاناته من أجل المقاومة.. ووقف مع الثورة الإسلامية في إيران التي لم تكن اعتباراتها أبداً مذهبية أو طائفية”.

كما أضاف السيد نصرالله أن “الشيخ الزين كان منصفاً ووقف منذ البداية مع الثورة في إيران لأنها وقفت إلى جانب فلسطين”، موضحاً أن “الشيخ الزين بقي مع إيران رغم الحملات وسيل الاتهامات التي أطلقت ضدها من قبل دول نفطية معروفة”.

كذلك قال السيد نصرالله إن “الموقف الأصعب بالنسبة للشيخ الزين كان في سوريا وهو موقف تحمل من أجله الكثير من الأذى”.

وشدد السيد نصرالله على أنه “بعد 10 سنوات من الحرب على سوريا تكشفت أهداف هذه الحرب الكونية وهوية المتآمرين عليها”، معتبراً “أهم الاستهدافات لسوريا كان فلسطين والمقاومة وهو ما أدركه الشيخ الزين”.

ووفق السيد نصرالله فإن “الشيخ الزين رفض ممارسة السلطات في البحرين والحرب على اليمن رغم الضغوط”، لافتاً إلى أن “الشيخ الزين هو من العلماء الذين كشفوا تضليل وأكذوبة ما تردد عن مذهبية الحرب في اليمن”.

وتابع السيد قائلاً: “المرحلة الأصعب في الحياة السياسية للشيخ الزين وعلماء المقاومة هي في العقد الأخير من الزمن”، مضيفاً أنه “في المرحلة الأخيرة كان لموقف الشيخ الزين وأمثاله من العلماء أهمية تاريخية”.

كما أكّد السيد نصرالله أن “المسألة في مواجهة تحديات المرحلة الأخيرة ليست مسألة قلة أو كثرة بل هي قلة ممتازة”، مضيفاً أن “هناك علماء لعبوا دوراً تاريخياً في وأد الفتنة التي سعت اليها دول متآمرة”.

كذلك، بيّن السيد نصرالله أن “هناك من حاول تحريف المعارك في سوريا والعراق وغيرهما إلى حرب مذهبية وهذا كان الأخطر والأصعب”، مضيفاً أن “من كسر وفقأ عين الفتنة في هذه الحرب هم النخبة السنية الرائعة والمتميزة”.

* المصدر : الميادين نت