بقلم: أميلي زكور

باريس, 31 مارس 2021(صحيفة “جون أفريك- jeune afrique” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

“القصة السرية لصعود محمد بن سلمان”  لم يكن هناك ما يشير إلى أن الأمير الشاب، الذي وضع بعيداً في ترتيب سلم الخلافة والمزدرى من قبل إخوته الأكبر سناً، سوف يصبح في يوم من الأيام أقوى رجل في المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، ففي نهاية المطاف أصبح الابن المفضل لدى الملك سلمان, إليك الطريقة التي انتهجها.

علاقات خاصة:

فجع الموت الفجائي والمبكر الأمير سلمان في اثنين من أبنائه, حيث أدخل سلمان على أثر ذلك في حالة من الحزن والكرب الشديد.

ففي العام 2001, توفي الأمير فهد عن عمراً ناهز 46 عاماً إثر سكتة قلبية ألمّت به.

وفي العام التالي, خيم الحزن على الأمير سلمان مرة أخرى, حيث غيب الموت أبنه الأمير أحمد, بعد إصابته بمرض عضال وهو لا يزال في سن 44 عاماً, وكنتيجة حتمية لكل هذا, فقد دخل والدهم في حالة من الحزن الشديد.

وبينما كان أبناؤه الكبار منهمكون في متابعة أعمالهم وفي رعاية عائلاتهم، لم يترك الأمير محمد والده بمفرده – بالرغم من كونه لم يتجاوز سن السادسة عشرة من عمره – حيث ظل قريباً من والده في ساعة ألمه وحزنه الشددين, مما وثق وعمق الرابطة بينهما.

كان والده يقدر له ولعه وحبه الشديد للمملكة، ومع الزمن توطدت العلاقة بينهما أكثر فأكثر، وصار محمد يرافق والده في جميع المناسبات الاجتماعية: في الأعراس وفي الجنائز, كما كان يصلي قريباً منه داخل المسجد, ومن هنا نشأت علاقة مميزة بين الأب والابن.

وعلى النقيض من أخوته غير الأشقاء، فإن الأمير الشاب متشبع بهويته السعودية، حيث أختار مواصلة دراسته في البلد، في حين أن الجامعات الأكثر شهرة في العالم كانت مفتوحة له بطبيعة الحال, ولكنه كان مقتنعاً بالبقاء.

كان الأمير محمد بالرغم من صغر سنه بمثابة الظل لوالده, حيث كان كثيراً ما يرافقه وهو يسير شؤون العاصمة السعودية, إذ جعل من ذلك فرصة تجربة تعليمية في إدارة شؤون البلد.

وبذلك تغلغل في البيئة السياسية للمملكة وفهم بصورة تدريجية الأعمال المعقدة للحياة السياسية السعودية، وتعرف على الشخصيات المهمة فيها… وتلك التي يمكن التعامل معها بصورة غير رسمية.

عكف محمد بن سلمان على تدوين الملاحظات، وحفظ في ذاكرته كل شخصية قوية في كل قبيلة، وأي رجل دين له المكانة العليا وأي رجال الأعمال له اليد القابضة في أي قطاع من قطاعات الاقتصاد.

وبهذا تمكن الأمير محمد من جذب انتباه والده الذي كان يحب هذا المكون السعودي القوي والمتمثل في شخصية أبنه محمد.

لم يدرس الأمير محمد في جامعة أجنبية، كما لم يمكث لفترة طويلة في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.

توجد العديد من الصفات المشتركة مع والده، فهو لا يحب الإكثار من الخروج إلى الصحراء أو أكل اللحم بيده.

ونتيجة لمرافقة ومصاحبته لوالده فقد تشبع بالكثير من صفاته في إدارة شؤون الحكم ولكنه في نفس الوقت كان ابن القرن الحادي والعشرين, حيث لطالما كان شغوفاً لحد الإدمان على ألعاب الفيديو وكان الأول ضمن دائرة رفاقه في استخدام موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”, كما تشكل إحساسه بالعالم من خلال أفلام هوليوود.

اتسم الأمير محمد ايضاً بحساسية النضج المبكر فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي التي ستكون ذات قيمة خاصة بالنسبة له لمواصلة رحلة صعوده إلى أن وصل إلى منصب ولي العهد.

*   المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع