دمروا العراق.. والآن تركيع ليبيا.. ومحاولة تفكيك اليمن
بسام أبو شريف*
لم يعد خافيا على احد أن بايدن يطلق كلاما مضللا في الهواء، ويقوم أتباعه وفريقه بالسير في ما سبق أن ارتكبه من جرائم كل من بوش واوباما وترامب، فالمعادلة التي جاء بها بايدن باسم الدبلوماسية، هي في الواقع سياسة تصعيد الارهاب الدموي ضد الشعوب، وتجويعها وتدمير مؤسساتها العلمية، والثقافية، والتعليمية، والصحية، والانتاجية، ثم تقديم ” الحل الدبلوماسي “، والحل الدبلوماسي معرف ومعروف لدى بايدن، الذي يستقوي بجرائم الادارات التي سبقت ادارته، ويستخدم بواقي طواقم هذه الادارات التي ارتكبت كل مايمكن أن يخطر على بال المجرمين أن يرتكبوه من سفك دماء المدنيين، وتدمير مستقبل أجيال كاملة .
دمروا الدولة العراقية، وعلى رأسها جيش العراق الذي كان أقوى الجيوش العربية، وأعرقها وقاتل في فلسطين أكثر من مرة، ودمروا مؤسساته، وفتحوا أبواب الفساد على مصراعيها لنهب ماتبقى من ثروات العراق، التي هيمنوا على 90%، منها نهبا وسرقة، وبات الشعب العراقي تحت خط الفقر أنهكه المرض، والجوع، والعطش، والعراق من أغنى الدول في المنطقة، ومازال المحتل الاميركي وشركاؤه الاوروبيون ” حثالة التاريخ “، يمتصون دماء العراقيين، ويرفضون الانسحاب، ويعيثون فسادا، ويبذرون الخلافات داخل العراق، وفي سوريا الصامدة يجوع شعب بأكمله، ويمنع عنه الدواء، وتحرق محاصيله الزراعية ويمكنون عملاء لهم من شتى الألوان بنهب ثروة البلاد .
هذا ما يفعله بايدن : –
ليبيا رضخت، وحكموا بها من وافق على :
1- الاستسلام لهم، ولقراراتهم .
2- عينوا من يريدون في المناصب، التي يريدونها .
3- عينوا مندوبا ساميا يصدر لرئيس الوزراء، ولمجلس الرئاسة الأوامر، ويرتب الأوضاع تهيئة لانتخابات تأتي بمن يريدون لضمان:
– نهب ثروة الشعب الليبي، وافساد الحكام بالفتات .
– التطبيع مع اسرائيل …. ( انتظروا لتروا ) .
سوف يبدأ حكام ليبيا أولا بتناسي قضية فلسطين، وهم الآن لا يأتون على ذكرها، أو ذكر العدو الصهيوني، وذلك تمهيدا لترتيب تطبيع من خلال السيسي وغيره، لايمكن أن ترضى واشنطن، ودوائر الاستعمار العجوز في بريطانيا، وفرنسا بنظام لايرضخ لهم، فقد ارتكبوا جرائم حرب، وجرائم ضد الانسانية عندما قرروا تدمير الدولة الليبية، واستخدموا أسلحة محرمة دوليا، وتركوا الساحة الليبية تكاد لا تصحو من القتال، والقتل، والتدمير الى أن قرروا ( بعد الحصول على موافقة فئة معينة) أن “ينهوا الحرب”، ويأتوا بالحل واذا بالجميع ينصاع، وقامت هذه الامرأة المبعوثة من الصهاينة بترتيب كل المطبخ، وكان الجميع يصغون، وينفذون كالأطفال آمالها ….. لماذا ؟
ورغم أن الوضع الراهن هو وضع مؤقت وانه سيتم التحضير من خلاله لانتخابات يشرف عليها الغرب، والأمم المتحدة الا أن واشنطن وحلفاءها الاستعماريين الذين دخلوا في مرحلة الكهولة الاستعمارية سارعوا لارسال كبار المسؤولين لتوقيع اتفاقات نهب الثروات الليبية، والاطاحة باستثمارات ليبيا الضخمة في الشركات الاوروبية والاميركية، لكن هذا الثمن لايشكل كل ما سيقبضه الاميركيون والاوروبيون، انهم يحضرون للسيطرة على القرار الليبي السياسي مع الانتخابات، التي بدأت مخابرات هذه الدول تهيء لها، انهم يريدون ضم ليبيا لنادي المستسلمين للقيادة الصهيونية .
وفي اليمن يحاول بايدن أن يكرر السيناريو إضافة للسلاح تقوم اميركا، وبريطانيا، وفرنسا بدعم عدوان أنظمة عميلة لها في الجزيرة، والامارات بشتى الوسائل لالحاق هزائم، وارتكاب مجازر ضد الشعب العربي اليمني، فهي تحاصره جوا، وبحرا، وبرا، وهي تمنع عنه الوقود، والغذاء، والدواء، وتحاصره باغلاق مطارات اليمن، وموانئها، وتقوم بتدمير منهجي لمؤسسات اليمن الصحية ( مستشفيات، ومختبرات، وعيادات العلاج الخاصة بالأمراض المزمنة كالكلى، والقلب، والسرطان )، والمدارس، والجامعات، ومؤسسات وزارة الشباب، وغيرها وذلك لفرض اعادة بناء تجبر اليمنيين على العمل ربما ثلاثين عاما لاعادة بناء مادمروه .
والأنكى أن عملاء يمنيين يساعدون المعتدين بقتل أبناء الشعب اليمني أمثال هادي عبد ربه بعد أن ألحقوا باليمن كل هذا الدمار، والقتل، والتجويع يأتون بما يسمونه الحل الدبلوماسي، وهو في الحقيقة ليس الا مشروعا لتكريس الهيمنة، وسرقة ثروات اليمن فتحت كافة الأبواق لوقف معارك تحرير مأرب لأنهم يريدون السيطرة على النفط والغاز ولايريدون للشعب أن يستثمر ثرواته لخير البلاد، السعوديون تحولوا الى ” حكم “، وهم أداة العدوان، وقتلة الأطفال، وكذلك الاماراتيون، وغريفيث يطالب بوقف المعارك في مأرب ولم يقل كلمة واحدة حول ” ماذا يفعل السعوديون في مأرب ؟!! ” .
انه بوق بريطانيي لايخدم سوى العجوز، التي سببت كارثة فلسطين، وعينت الأذناب حكاما في الجزيرة والخليج، بريطانيا ” تطل اليوم مستأسدة “، لأن بايدن أوكل لها دورا أماميا في اليمن، وهذا يجب أن يفرض على الأحرار توجيه اهتمام قتالي خاص بقواعدهم، وتجمعاتهم قرب حدود اليمن على أرض السعودية .
وعي القيادة اليمنية لايوجد سوى طريق واحد لترجمته على الأرض :
قتال لتحرير مأرب، وصحراء ميدي، والحديدة، وتعز، وعدن …. إن العدو لا بفهم سوى هذه اللغة .
* المصدر : رأي اليوم