بقلم: جوزيا ثاير————–

 

23سبتمبر  (موقع “أنتي وور” باللغة الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ):

أفادت اليونيسف أن طفلاً واحداً يموت كل عشر دقائق في اليمن حيث يعاني 462 ألف طفل من سوء التغذية الحاد ويشكل هذا العدد زيادة بنسبة 200% منذ بدء غزو المملكة العربية السعودية لليمن في العام 2015.

وفي العام 2016، ذكرت المفوضية العليا للاجئين أنه كان هناك 2,4 مليون نازح وقد ارتفع هذا الرقم إلى 3,1 مليون بسبب القتال العنيف بين السكان المدنيين. يهرب المدنيون اليمنيون عبر مضيق باب المندب من اليمن إلى البلدان المجاورة مثل جيبوتي للبحث عن ملجأ يؤويهم. كما يهرب اللاجئون إلى الصومال وسلطنة عمان، وقد أبلغت هذه البلدان المفوضية بأن هناك الآلاف ممن يلتمسون اللجوء. وأفادت عمان أن ما يقرب من 3 آلاف لاجئ من 48 جنسية مختلفة قد فروا من النزاع إلى عمان.

وقد قتل في هذا الصراع، الذي ترغب وسائل الإعلام التقليدية في تسميته “حرباً أهلية”  ما يزيد عن عشرة آلاف مدني وجُرح أكثر من 40  ألفاً آخرين. إنها “حرب” تركت 22,2 مليون يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات إنسانية، أي 80 بالمائة مع عدد السكان.

وقد أدت حملة القصف العشوائي التي تشنها قوات التحالف الأمريكي السعودي على واحدة من أفقر الدول في العالم دون أخذ حياة المدنيين في الاعتبار، إلى قطع أكثر من 50 بالمائة من “الكهرباء الليلية” في اليمن والتي تعد أساسية للحفاظ على المستشفيات وأنظمة إمدادات المياه والاتصالات. كما لا يقتصر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والسعودية على قصف اليمن دون أي اعتبار للحياة المدنية، بل إنه يحظر على اليمنيين بصورة عملية السفر لمعالجة المصابين المدنيين.

كل هذه الأعمال التي قام بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة والسعودية يجب ألا تفسر على أنها أقل من حرب حصار. وحرب الحصار هذه لا تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل إن الخسائر اليومية في أرواح المدنيين على يد هذا التحالف هي في الأصل جريمة حرب.

إن المجتمع الدولي بحاجة لأن يقرر موقعه في هذه الحرب ويتوقف عن غض الطرف أمام قتل أكثر من 40 طفلا بقصف طائرة حربية سعودية مستخدمة قنبلة تزن نصف طن موجهة بالليزر بدقة صنعت في شركة لوكهيد مارتن ومقرها في الولايات المتحدة. إن هذا العمل المستهجن الذي تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية سوف يتم التحقيق فيه من قبل المملكة العربية السعودية نفسها.

من المنطقي تماماً أن نفترض أن الطائرة الحربية السعودية المعنية قد صوبت بطريق الخطأ على حافلة المدرسة المليئة بالأطفال المتجهين إلى المعسكر الصيفي وأطلقت القنبلة الموجهة بالليزر عن طريق الخطأ لتحقق ضربة مباشرة. تماماً كما كان من المنطقي تماما افتراض أن عمليات استهداف السعودية لمجالس العزاء والأعراس جميعا تمت ضمن “أعمال حرب مشروعة”.

ياله من أمر بغيض أن تبصق في وجه القوانين الدولية التي سُنت منذ زمن بعيد لحماية السكان المدنيين من التدمير التام مثل ما نشهده اليوم في اليمن. لا يتعين عليك البحث عن دافع هذه الحرب، وفي رأيي، لاعلاقة لها بالمتمردين الحوثيين، كل ما عليك فعله لإيجاد دافع هذا الحرب هو إلقاء نظرة على اليمن في خريطة العالم.

إنني أدعو أي شخص يبحث عن مزيد من المعلومات حول هذه الفظائع التي تتم يومياً في اليمن إلى قراءة تقرير منظمة حقوق الإنسان بالكامل.