جواسيس يمنيون يتحدثون عن عملهم بالإكراه لصالح وكالة المخابرات المركزية و المخابرات السرية الأمريكية
جندت وكالة المخابرات المركزية و جهاز المخابرات السرية مئات اليمنيين للعمل لصالحهما كمرتزقة وجواسيس لجمع المعلومات الاستخباراتية ومدها بإحداثيات مواقع عسكرية يمنية، ووعدهم بالمال وحتى جوازات السفر للعمل معهم.
بقلم: أحمد عبد الكريم
(موقع- mintpressnews “منتبرس نيوز” الانجليزي- ترجمة: نجاة نور, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
صنعاء، اليمن- هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يشككون حول أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانتا من الجهات المستفيدة الرئيسية من محاولة السعودية المستمرة منذ ست سنوات لاستخدام القوة العسكرية لإخضاع اليمن.
قدم كلا البلدين المليارات من الأسلحة عالية التقنية، والمعلومات الاستخباراتية، والتدريب لما يمكن القول إنه النظام الملكي الأكثر قمعاً في الشرق الأوسط.
ولكن وفقاً لاعترافات ستة رجال اعتقلوا الشهر الماضي وسط المعركة المستمرة حول محافظة مأرب الاستراتيجية في اليمن، فإن الدعم الغربي للتحالف الذي تقوده السعودية أكثر من الدعم العسكري التقليدي.
الجواسيس اليمنيون المعتقلون تحدثوا إلى موقع مينتبرس:
جندت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات السرية ونظيرتها البريطانية, مئات اليمنيين للعمل كمرتزقة وجواسيس لجمع المعلومات الاستخباراتية وإحداثيات مواقع عسكرية يمنية في مأرب والمهرة وصنعاء وصعدة، وتقديم تلك المعلومات لهم، بحسب الاعترافات التي أدلى بها ستة مواطنين يمنيين على الأقل لجهاز مخابرات الأمن اليمني, والذين تجري محاكمتهم حالياً في صنعاء بتهمة انتهاك المادة 130 من قانون العقوبات.
وافق الرجال الستة المحتجزون في مركز احتجاز في صنعاء على التحدث إلى موقع مينتبرس حول تجاربهم ويصرون على أن الفقر المدقع نتيجة الحرب المستمرة دفعهم للمشاركة في العملية التي قالوا إنها جاءت بوعد دفع اجور قدرها 300 دولار.
وبحسب الرجال، نُفِّذت العملية بالأساس في مطار الغيضة شرق المهرة, وهناك، انضموا إلى عشرات الشباب اليمنيين الذين جندتهم وكالة المخابرات المركزية بتدريب من قبل الضباط الأمريكيين والبريطانيين على كيفية التعرف والوصف بشكل صحيح، لاستخدام الكاميرات والبرامج والأجهزة المتطورة المستخدمة لمشاركة الإحداثيات؛ وجمع المعلومات؛ وكيفية إيجاد وتحديد القيادات العسكرية والمقار والورش والمصانع والمختبرات والمستودعات ونقاط التفتيش ومواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.
حتى أنه تم البحث عن مواقع المنازل والسيارات الشخصية لأعضاء أنصار الله وغيرهم من المعارضين الرافضين للتدخل السعودي،وفقاً لما قالوه.
عملية توظيف دقيقة
كانت عملية تجنيدهم طويلة ودقيقة، حيث بدأت عندما اقترب الضباط اليمنيون العاملون في جهاز الأمن الوطني في عدن من الرجال.
وبعد الموافقة على السفر إلى المهرة لمعرفة المزيد، تم إيواء الرجال في فنادق قبل نقلهم إلى أكواخ خاصة في مطار الغيضة حيث أجرى معهم ضباط استخبارات أميركيون وبريطانيون مقابلات.
قال محمد حريش، أحد المتهمين الستة، للمينتبرس، أنه في البداية اتصل به فايز محمد إسماعيل المنتصر، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الوطني وقائد كتيبة البعثات الخاصة التابعة للتحالف بقيادة السعودية.
“عندما جاء دوري، دخلت [يتعذر تمييز الصوت] وفوجئت أن أعضاء اللجنة كانوا أمريكيين, أحدهم كان يطرح الأسئلة، والثاني يكتب البيانات، والثالث كان يأخذ بصمات الأصابع، والرابع ذو البشرة السمراء كان يترجم”.
علي محمد عبد الله الجماني، محتجز من منطقة حده يبلغ من العمر 34 عاماً, الجماني، الذي قال إنه اجرة في اليوم كان ما يعادل حوالي 10 دولارات، أقيم في فندق تاج العرب لمدة ثلاثة أشهر خلال عملية البدء.
وعندما عاد لإجراء المقابلة الثانية، لم يعثر على الأمريكيين، بل وجد ضباطاً بريطانيين.
كرروا الأسئلة السابقة حول قدرتنا على استخدام الخرائط وقيادة السيارات واستخدام أجهزة الكمبيوتر.
يأتي ذلك بعد مزاعم جهاز المخابرات الأمنية اليمني بأن وكالة المخابرات المركزية كانت تجند شباباً يمنيين وتسليمهم لضباط بريطانيين لتدريبهم ومواصلة التعامل معهم.
وبحسب المتهمين، كان هناك معسكرين منفصلين في المطار، أحدهما أمريكي والآخر سعودي.
يتذكر باسم علي أحمد الخروجة، وهو محتجز من صنعاء يبلغ من العمر 29 عاماً، “بعد قبولنا، تم تدريبنا على كيفية وصف الأشخاص والسيارات والمنازل وكيفية مشاركة البيانات والصور عبر برنامج الوتساب”.
وشمل التدريب تمارين ميدانية داخل وخارج المطار, لطالما حلم باسم بالسفر إلى الخارج واعتقد أنه وجد طريقه أخيراً للفرار من العنف عندما وُعد بجواز سفر أجنبي مقابل العمل.
خيارات قليلة متاحة للشباب اليمني:
بالإضافة إلى الفقر والبطالة، هناك أسباب أخرى تجعل شباب اليمن يخاطرون بحياتهم وحرية العمل مع أجهزة المخابرات الأجنبية، ولعل أبرزها الحصار الذي فرضه التحالف السعودي على البلد منذ عام 2015.
قبل الحرب، كان اليمنيون يستطيعون مغادرة البلد بانتظام للعمل والمتعة وطلب الرعاية الطبية.
الآن بعد ان أغلق التحالف السعودي الموانئ البحرية والمطارات، وخاصة مطار صنعاء الدولي الذي كان مزدحماً في السابق، والذي لم يعد اليمنيون قادرين على الفرار من العنف في بلادهم أو السفر إلى الخارج، مما يترك الشباب اليمني اليائس أمام خيارات قليلة.
تم تدمير المستشفيات والمدارس ومباني المكاتب والبنية التحتية مثل آبار المياه وشبكات الصرف الصحي في أعقاب حملات القصف السعودية، والتي يتم تنفيذها غالباً بمعلومات استهداف أمريكية وبريطانية تم الحصول عليها من شبكة التجسس المجندة لصالحهم.
تم استهداف الجنازات وحفلات الزفاف والمنازل والمرافق المدنية الأخرى، مما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف من المدنيين وجعل المخابرات الأمريكية والبريطانية متواطئة في أعمال العنف الوحشية.
تم إرسالنا إلى مأرب أنا وشاب آخر يدعى أكرم عامر في مهمة واحدة استمرت أربعة أيام.
قال أيمن مجاهد قايد محمد الهريش، أحد المعتقلين الستة، إن [رجل اسمه] “جورج” كلفنا بالتجسس على منزل علي سالم الحريزي بالقرب من حديقة الروضة.
كان من بين مهام الهريش مراقبة المواقع في مدينة أرحب شمال صنعاء، حيث استهدف التحالف السعودي في وقت لاحق منزلاً تقام فيه جنازة.
تسببت الضربة الجوية المزدوجة في مقتل طفل وتسع نساء، ووفقاً لما ذكره الهريش.
الأجانب الذين كانوا مسؤولين عن تزويد السعوديين ببيانات الاستهداف، هم المسؤولون عن الهجوم.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع