بقلم: دانيال لاريسون——————–

 (مجلة “أنتي وور” باللغة الألمانية، ترجمة: نشوى الرازحي-سبأ) :

 

 

 

 

 

اقترف التحالف السعودي جريمة حرب أخرى ضد المدنيين اليمنيين. هذه المرة، قصفت سفينة حربية تابعة للتحالف مجموعة من الصيادين وقتلت 18 شخصًا.

فوفقاً لأقارب الصيادين، قصفت فرقاطة قارب صيد قبالة ميناء الخوخه المُطل على البحر الأحمر في اليمن، مما أسفر عن مقتل 18 صيادا يوم الثلاثاء. ونفى التحالف الذي تقوده السعودية الذي يقاتل جماعة الحوثي التقارير التي تفيد أنه نفذ الهجوم.

وقال أفراد من عائلات الصيادين لرويترز إن شخصا واحدا فقط نجا عندما قصفت السفينة الحربية القارب.

يُبقي التحالف السعودي على الحصار البحري والجوي المفروض على اليمن عن طريق السفن البحرية السعودية والإماراتية. وعندما يكون هناك هجوم على المدنيين في البحر عن طريق السفن أو الجو، فمن المؤكد أن قوات التحالف هي المسئولة عنه لسبب بسيط هو أنها الوحيدة القادرة على شن مثل تلك الهجمات. وهذا الهجوم الأخير على الصيادين اليمنيين يتوافق مع الهجمات السابقة على قوارب الصيد وأسواق الأسماك، وينسجم مع الحملة المنهجية لاستهداف مصادر إنتاج الغذاء في اليمن. يعمل حصار التحالف على منع وصول الضروريات الأساسية إلى اليمنيين. وبعد ذلك عندما يسعى بعضهم إلى كسب العيش وجمع الطعام من البحر لبيعه تقتلهم قوات التحالف. ولسوء الحظ فإن قتل هؤلاء الصيادين أصبح شائع جدا في هذه الحرب، لأن قوات التحالف لا تهتم بحياة المدنيين اليمنيين خصوصا وهي تعلم أنه بإمكانها التصرف دون عقاب.

كلنا نفهم الآن أن نفي التحالف السعودي شنه هذا الهجوم لا قيمة له أبدا. إنهم ينكرون دائما أنهم شنوا الهجمات التي لا يمكن أن تنفذها إلا قواتهم. وهم يعترفون على مضض بمسئوليتهم عن مذابحهم فقط عندما يكون هناك تحرٍ دولي دقيق ومكثف في أفعالهم. وإلى أن يحدث ذلك لا يعترفون بأنهم فعلوا أي شيء خاطئ. وغني عن القول إن القوات العسكرية التي تقصف صيادين مسالمين في البحر لا تبذل أدنى مجهود للحد من إلحاق الأذى بالمدنيين. وهذا هو آخر هجوم يُعرّض شهادة إدارة ترامب لسلوك التحالف لأن يصبح أكذوبة. فعلى العكس من شهادتها، هناك المزيد من الأدلة اليومية على أن قوات التحالف تستهدف المدنيين عمداً على افتراض أن حكوماتهم ورعاتهم الغربيين لن يفعلوا شيئاً حيال ذلك.