ترجمة: نشوى الرازحي ـ سبأ:
اعترف وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري مؤخرا أنه في صدد محاولة لانقاذ الاتفاق النووي ودفع الجمهورية الإسلامية للمفاوضات بشأن برنامجها الصاروخي المثير للجدل وأنه يتفاوض من جانب واحد مع ممثلين إيرانيين رفيعي المستوى. وقال كيري في مقابلة مع المؤلف الأميركي، المحامي والصحفي المحافظ هيو هيويت، مدير البرنامج الحواري الإذاعي هيو هويت شاو الذي يُعد لكتابه الجديد، أنه قد التقى في الأشهر الأخيرة، ثلاث أو أربع مرات دون علم إدارة ترامب مع نظيره السابق، وزير الخارجية الايراني جواد ظريف. قال كيري “أعتقد أنني قابلته ثلاث أو أربع مرات”.
إن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها بشأن هذه القضية الحساسة ليست مرخصة من قبل الإدارة الحالية. وفي الاجتماعات التي عقدت، انتقد إدارة ترامب لعدم التفاوض مع إيران على الرغم من اللهجة الحادة لطهران.
كانت تعليقات كيري متسقة مع تقارير سابقة تفيد بأنه كان يحاول من وراء الكواليس إنقاذ الصفقة النووية وضمان تلقي إيران للمليارات من الأموال. وقد أوقفت إدارة ترامب هذه الأموال عندما انسحبت من الصفقة النووية وأعادت فرض العقوبات الصارمة على إيران، مما تسبب في مواجهة اقتصاد إيران أزمة كبيرة أثارت احتجاجات واسعة النطاق. وذكر كيري أنه التقى ظريف في النرويج وميونخ ومنتديات دولية أخرى.
وفي الوقت الذي شجعت فيه إيران الإرهاب العالمي وقدمت الأسلحة للمناطق الساخنة في سوريا واليمن، حاول كيري مساعدة ظريف في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي بالتعاون مع الأوروبيين. (…) وانتقد كيري البيت الأبيض وشكا من أنه يحاول “بأي ثمن” إحداث تغيير في نظام الحكم في إيران. الأمر الذي من شأنه أن “يدمر الاقتصاد” و “يزيد من عزل إيران”.
وحذر وزير الخارجية السابق إدارة ترامب. “أولاً، لأن الولايات المتحدة لم تحقق نجاحاً يذكر في الماضي بسياستها الهادفة لتغيير النظام. ثانيا، لأنه سيكون من الصعب على القادة السياسيين الإيرانيين، إن لم يكن من المستحيل جدا، جلوسهم على طاولة المفاوضات لأنهم يرفضون الاستسلام.”
وقد أوضح القادة الإيرانيين مرارا في الأشهر الماضية بأنهم لن يخوضوا أي محادثات مع ترامب وإدارته.
= موقع “مؤسسة مينا-ووتش” الفكرية النمساوية المعنية بشؤون الشرق الأوسط ورصد وسائل إعلامه