محمد بن سلمان غطرسة عابرة
بقلم: شمس الدين شيتوغ————-
اوتاوا(موقع” mondialisation” الكندي الناطقة بالفرنسية, ترجمة: أسماء بجاش- سبأ):
سقوط المملكة العربية السعودية على يد محمد بن سلمان:
لإحكام نظام “حكمه ” اختار الأمير “محمد بن سلمان” ولي العهد المملكة العربية السعودية منذ يونيو 2017 القبض بيد من حديد على جميع مفاصل الدولة: فهذا هو بداية النهاية.
شهدت المملكة في 9 من سبتمبر من العام المنصرم حملة اعتقالات واسعة جابت أرجاء البلد, حيث كان معظم تلك الشخصيات العامة المستهدفة مختلفة جداً, فكل فرداً منهم له خصائص واتجاهات وميول مختلفة عن الآخر, بيد أن العامل الوحيد والمشترك بينهم هو أنهم لم يتخذوا موقفاً تجاه “الأزمة القطرية”.
كما ضمت القائمة العديد من المفكرين الإصلاحيين الشباب الذين قاموا بدور نشط بعد أحداث العام 2011 في فضاء نقاشات الحريات في منطقة شبة الجزيرة العربية.
إذ تشمل تلك القائمة “عبد الله المالكي” خريج العلوم الدينية والشرعية, والذي عمل على تسليط الضوء على الحريات في العام 2012 من خلال نشر كتاب سعى من خلاله إلى إظهار أولوية السيادة الشعبية على الشريعة, بالإضافة إلى “مصطفى الحسن” مؤسس منتدى تشجيع تنمية المجتمعات المدنية.
إن الملفت للنظر لما وراء ملامح المعتقلين هو الطريقة التي تمت بها عمليات الاعتقال.
يجدر القول أن دول الحصار المفروض على قطر: المملكة العربية السعودية, ودولة الإمارات العربية المتحدة, ومصر والبحرين لم يحققوا الكثير مما كانوا يصبو إليه.
وبالتالي، فإن حملة الاعتقالات الجديدة لها سبب آخر أعمق وأكثر هيكلية, إذ يرتبط بالتحولات التي شهدها النظام السعودي على مدار العامين الماضيين.
هذا هو النظام الذي وضع منذ العام 2015، حيث شهد ظهور الرجل القوي الأوحد: “محمد بن سلمان” ولي العهد الحالي وابن الملك، فهو اليوم المتحكم الوحيد بمعظم مفاصل السلطة.
أن الهاجس الذي يصاحب الأمير “محمد بن سلمان” هو خلق سلطة عمودية بشخصه، وذلك بالرغم من أن النظام السعودي لطالما كان مبنياً بالكامل على فكرة الحكم الأفقي في بعض جوانبه.
يرى محمد بن سلمان وجود ضرورة إلى وضع الدولة والمجتمع في حالة حرب, وذلك من أجل مواجهة التحديات الإقليمية – بما في ذلك ما تسميه الرياض ” التمدد الإيراني “الذريعة التي تتشدق بها للحرب على اليمن- هذا من جهة.
ومن جهة أخرى, يسعى لفرض مشروع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي قدمه بطريقة مبهرة تحت مسمى “رؤية 2030″, إذ شهدت المنطقة حدث مماثل بشكل أكثر تكرارا قبل عقد من الزمن في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت حكم محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والمرشد الناصح للأمير”محمد بن سلمان”.
وفي الرياض يشاع أن الهدف من التغييرات الحالية هو استيراد “النموذج الإماراتي”، الذي أدهش الأمير الشاب، إلى المملكة السعودية.
فرنسا في خدمة الرياض مقابل حفنة من الدولارات:
يبدو أن السياسة الديغولية فيما يتعلق بالدول العربية هي شيء من الماضي, حيث لم تكن العلاقات والروابط الفرنسية مع القادة من زعماء الدول العربية في منطقة الخليج سرية.
تواصل هذه الروابط تعزيزها إلى درجة أن إمارة قطر الصغيرة تدير دون أي صعوبة في التأثير بشكل حاسم على كل منبع في عملية تصميم وتنفيذ السياسة الخارجية لفرنسا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ووفقا لمصادر موثوقة، فقد وضع الأمير السعودي القوي “محمد بن سلمان” في متناول يد الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” مبلغ 6 مليارات دولار أمريكي.
في الواقع، يأخذ الرئيس “ماكرون” المواقف الرسمية للعائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية فيما يخص:
– عدم انسحاب القوات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية من سوريا, والذي يعتبر بمثابة هجوم سياسي مضاد لضمان استمرارية الصراع في بلاد الشام.
– تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري لقوات التحالف العربي بقيادة الرياض في الحرب على اليمن.
– زعزعة الاستقرار في بعض أجزاء مناطق الساحل, لتكن بمثابة بديل في حالة فشل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الذي تثير مواقفه الحقيقية انعدام الثقة الشديد تجاه الرياض والممولين الكبار في لندن وفرانكفورت.
وبالنسبة للقادة السعوديين, فأن الحياة جيدة, إذ يمكنك شراء رئيس فرنسي ثلاث مرات مقابل لاشيء “!
غطرسة “بن سلمان” : دفتر شيكات كبير وسيف قزم
غطرسة الأمير “محمد بن سلمان” لا حدود لها! انطلاقاً من إيران إلى وريثة داريوس – الملك الأخميني الثالث الذي حكم بلد فارس من 521 ق.م إلى 486 ق.م – التي تقاتل من أجل الظفر بتولي زمام الأمور في منطقة الشرق الأوسط.
وبدعم من المظلة الأمريكية, فإنه يسعى إلى إظهار قدرته على الإزعاج, معتقدً بأن كل شيء يتم شراؤه كما هو الحال في الغرب!
وفي حديث مطول مع “جيفري غولدبرغ” رئيس تحرير مجلة “ذي اتلانتيك” الأميركية, وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى “نقطة غودوين” ومقارنة المرشد الأعلى الإيراني “آية الله علي خامنئي” بالزعيم النازي أدولف هتلر.
مقابلة مجلة “ذا أتلانتك” مع محمد بن سلمان, مثال على خيانة:
يستعرض الصحفي المخضرم عبد الباري عطوان عشر نقاط استنتجها من المقابلة التي أجرتها مجلة ” ذا أتلانتيك” الأمريكية مع الامير “محمد بن سلمان”:
لم يكن الأمير “بن سلمان” يخاطب الشعب السعودي في هذه المقابلة، وإنما كان الخطاب موجهه لصانع القرار والمشرعين والدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ أظهر نفسه ونظرية السياسية المستقبلية كحليف إستراتيجي جدير بالثقة, يمكن الاعتماد عليه.
يسعى الأمير “محمد بن سلمان” إلى ظُفِرَ بالضوء الأخضر الذي يتطلع اليه لحسم خطوته المستقبلية قصيرة المدى والوشيكة والتي تتمحور حول قضية تولي كرسي العرش في المملكة العربية السعودية.
كما قدم أوراق اعتماده للحليف الأكبر، شرح فيها برامجه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
نعتقد ان الأمير “محمد” قد حقق نجاحا ملموسا في هذا الصدد، خاصة في البيت الأبيض وحكومة الحرب التي يترأسها الرئيس ترامب.
عشر نقاط رئيسية تم التطرق اليها في اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان مع صحيفة “ذا اتلانتك” تلخص فيها إستراتيجيته المستقبلية:
أولا: اعترف الأمير “بن سلمان” لأول مرة منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي بحق اليهود بإقامة دولتهم على أرض أجدادهم.
ومن جانبها صرح “دينيس روس” المسؤول عن قضية الصراع في العديد من الإدارات الأمريكية والمفاوضات التي جرت بين العرب وإسرائيل, انها المرة الأولى التي يتم فيها الإدلاء بتصريح يتضمن الاعتراف بالحقوق التاريخية لليهود.
ـ ثانيا: لم يوجه الأمير محمد بن سلمان أي انتقاد تجاه دولة إسرائيل خلال المقابلة أو على هامشها, وذلك باعتراف غولدبيرغ نفسه.
وفي المقابل أشاد الأمير “محمد بن سلمان” بدولة إسرائيل وتجربتها بطريقة غير مباشرة، عندما قال ان إسرائيل لديها اقتصاد اكبر من حجمها الجغرافي.
ـ ثالثا: لم يتطرق الأمير إلى ذكر الدولة الفلسطينية ولم لمرة واحدة, كما لم يشير إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة لإسرائيل، بل اكتفى بالحديث عن حق الفلسطينيين والإسرائيليين بأن تكون لهم أرضهم.
رابعاً: أعرب ولي العهد السعودي عن ما اسماه قلقه الديني حول المسجد الأقصى في القدس وتحدث عن حق الشعب الفلسطيني دون تحديد ماهية هذا الحق, كما قال ايضاً إنه ليس لديه أي شيء ضد الأديان الأخرى, بما في ذلك الديانة اليهودية والمسيحية.
خامسا: قسم منطقة الشرق الأوسط إلى معسكرين, بنفس الشكل الذي قسمه الشيخ “أسامة بن لأدن” زعيم تنظيم القاعدة.
ولكن عكس المعسكرات: فالأول معسكر الشر الذي يضم طهران, وحزب الله اللبناني وجماعة الإخوان المسلمين, والثاني المعسكر المعتدل الذي يضم الأردن, ومصر, والإمارات, والبحرين, وسلطنة عمان, والكويت واليمن, بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية.
كما تجدر الإشارة إلى أن الأمير “محمد” لم يتحدث عن المغرب ودول شمال إفريقيا.
سادساً: أكد ولي العهد السعودي أن السعودية استغلت ورقة الإخوان المسلمين لمحاربة الشيوعية التي هددت أوروبا وأمريكا, كما ان هذا التهديد طال ايضاً المملكة العربية السعودية خلال الحرب الباردة, كما وصف الرئيس جمال عبد الناصر بأنه “شيوعي”.
سابعاً: أنكر الامير “محمد” بشكل قطعي وصريح وجود الوهابية في المملكة, مؤكداً على وجود أربعة مدارس سنية فقط.
ثامناً: نفى تقديم أي دعم مالي سعودي للإرهابيين والمنظمات المتطرفة، في حين أقر بوجود بعض الشخصيات السعودية التي عملت على تمويل بعض هذه المجموعات دون أن يسميهم.
تاسعاً: رفض الإجابة بشكل قطعي عن الأسئلة التي تخص حملة مكافحة الفساد أو الحديث عن ثروته وشراء يخت بقيمة 500 مليون دولار, حيث رد على الصحفية نورا أودونيل “بالعصبية” مشيراً إلى أنه يريد الحفاظ على خصوصيته, مؤكداً أنه رجلاً غنياً وليس مانديلا أو غاندي.
عاشراً: احتفظ بهجومه القاسي وربما الوحيد في هذه المقابلة على الإمام علي خامنئي قائلاً إنه أكثر خطورة من هتلر.
” يتساءل “عبد الباري عطوان” عن السبب الذي دفع بالأمير “محمد بن سلمان” إلى عدم انتقاد الإسرائيليين ولو لمرة واحدة خلال هذا الحديث المطول, في حين اعتراف بحقوقهم التاريخية دون أن يذكر الدولة الفلسطينية؟”
فمن خلال هذه النقاط العشر وردود ولي العهد السعودي, يمكن استنتاج أنه يفكر في انشاء تحالف مستقبلي مع إسرائيل كجزء من المحور العربي المعتدل الذي يتعارض مع طهران في حين يتلقى الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن ولي العهد يخطط لجعل إسرائيل شريك تجاري مستقبلي, كما يسعى ايضاً إلى تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين في إطار السلام العادل, دون التطرق إلى مبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة.
إن الاعتراف بالإرث التاريخي لليهود وحقهم في إقامة دولة على جزء من أرض فلسطين يعتبر بمثابة تطور خطير للغاية, لأنه هذا يعني أن اليهود يمتلكون أيضًا حقوق في الأراضي العربية الأخرى: خيبر, واليمن, ومصر, والمغرب وشبه الجزيرة العربية.
هذا الاعتراف يمكن أن يؤدي بهم إلى عدم العودة إلى هذه الأراضي أو استردادها، ولكن يمكن ان يؤدي إلى المطالبة بتعويض عن نفيهم القسري لمدة 1500 سنة من منطقة شبه الجزيرة العربية, إذ لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب, بل سيؤدي إلى المطالبة بنصيب اليهود من الثروة النفطية, ومن المؤكد أن الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” سارع إلى التأكيد على أن المملكة أيدت إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ولكن الضرر قد حدث بالفعل, فالأمير “بن سلمان” هو القائد الفعلي وربان السفينة السعودية.
قمة الظهران: التطبيع بدأ مع إسرائيل؟
اختتمت “القمة العربية 29” أعمالها في مدينة الظهران السعودية، في ظل عدم اللامبالاة بشكل عام, إذ لم يتم اتخاذ أي قرار قد يجذب الانتباه في هذا الاجتماع السياسي الإقليمي الذي جاء في الوقت الذي يعم فيه الدمار والفوضى في العالم العربي جراء الصراعات والانشقاقات الداخلية.
فهذه علامة تدل على الانشقاقات داخل المنظومة العربية التي غالبا ما يتم وصفها بأنها قوقعة فارغة, إذ تجنب بعض ممثلي البلدان العربية الإشارة إلى التدخل الغربي في سوريا, بالرغم من كونه يصطلي بنيران الحرب الذي مزقت أوصاله منذ العام 2011.
ربما يكون الشيء الوحيد الذي يجدر الإشارة اليه هو الدعم الثابت للقضية الفلسطينية. وعلاوة على ذلك، أراد الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود” وضع قضية القدس على رأس الأولويات العربية.
وفي الخطاب الذي ألقاه في افتتاح القمة، رفض الملك الوهابي الذي تعد بلاده حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى وبشكل واضح قرار إدارة الرئيس “دونالد ترامب” من حيث المبدأ “نقل” سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
الصفقة التي لا تستطيع “بلاد الغنم العربية” رفضها: إسرائيل ضد إيران: البلد الذي سيُهزم, سيُفهم أن طهران متهمة بمساعدة جماعة الحوثي في اليمن وسيرون من هو المهيمن على منطقة الشرق الأوسط.
ومع العقيدة السعودية، ينبغي على العرب تطبيع علاقاتهم مع إسرائيل, والخروج من المبادرة التي تقدم بها الملك عبد الله في العام 2002 على أمل أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على منح مكان صغير للفلسطينيين في ضواحي مدينة القدس بالتحديد في أبو ديس التي لا قيمة لها.
لماذا هذا التدهور الذي أصاب صورة السعودية بالنسبة للمواطن العربي البسيط؟
يأتي ذلك المواطن العربي البسيط الذي امتزج طعامه بالرماد، ويرى القضية الفلسطينية التي أصابها التفكك القاسي, بسبب تواطؤ الحكام العرب المهذبين الفاعلين الذين جاءوا إلى سدة الحكم في بلدانهم بشكل سيء, وذلك بفضل تعليمات الإمبراطورية.
يفرش الغربيون السجادة الحمراء للأمير الشاب غير الناضج، في الوقت الذي تمتدح فيه وسائل الإعلام الغربية براعته، خاصة تلك التي تتعلق بـ “الحداثة” وكبح جماح العلماء وهذا صحيح، الذين يعطون صورة كارثية عن الإسلام.
ليس خفياً على احد, أن شهر العسل الذي تعيشه إسرائيل والرياض مستمر إلى أن تصبح عمليات التنسيق أكثر وضوحاً, كما يرى الأمير محمد بن سلمان في المنظومة العربية لا تسمن ولا تغني من جوع، إذ أنها تنكر المبادرة العربية التي رأت النور في العام 2002 والتي تهدف إلى الاعتراف وتطبيع العلاقات بين جميع الدول العربية بدولة إسرائيل، مقابل العودة إلى حدود 1967, وعودة اللاجئين وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
لا شيء من هذا! فالأمير محمد بن سلمان هو من سيبقى وحيداً.
التقى الأمير “محمد بن سلمان” برئيس المخابرات الإسرائيلية “يوشي كوهين” وعلى حين غره, قررت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الكشف عن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “مئير بن شابات”.
ففي الواقع، فهذه الأخبار لم تكن مفاجأة بالنسبة لكلا الجانبين ” الرياض وتل ابيب”، حيث أنهم قاموا مسبقاً بإعداد الجمهور ذي الصلة بصورة تدريجية.
يبقى أن نرى كيف قٌتل الفلسطينيين والكفاح ضد قضيتهم المقدسة الذي يلبي مصالح المملكة العربية السعودية التي ما زالت أكبر رمز للعروبة والإسلام على الصعيدين الجغرافي والتاريخي؟ ”
ومن الناحية التاريخية، كانت صورة المملكة العربية السعودية بالنسبة للغرب سيئة, حيث تدهورت صورتها بشكل أكبر في الفترة التي تلت الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 والتي اشترك في تنفيذها أشخاص يحملون الجنسية السعودية.
كما أن الأمور بدأت في التدهور بشكل أكبر ومثير للقلق بالنسبة للرياض في العام2017 : حيث بدأ العديد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان إثارة العديد من القضايا التي تختص بضحايا الحرب في اليمن، حيث وأن أسم الرياض التي تقود العمليات العسكرية المنضوية تحت راية “التحالف العربي” ضد الحوثيين, حاضر وبقوة.
كما تضاعف النقاد على شبكات التواصل الاجتماعي حول الدور الذي تقوم به الرياض في القضية الفلسطينية, ولأن الرأي العام العربي لا يفهم كيف يمكن لدولة بثقل المملكة العربية السعودية التي تقدم نفسها “حامي الأماكن المقدسة ” أن تلعب دوراً ثالثاً في قضية “القدس”.
تحولت تلك الانتقادات إلى شعارات حية ضمن مظاهرات ضخمة جابت العديد من الدول العربية، وتمكنت ثلاث دول من تفادي تلك الفوضى: الأردن, والمغرب, والجزائر.
ومن جانبه يرى خبراء الاتصالات أن الرياض تحاول تلميع صورتها أمام الرأي العام ووسائل الإعلام الغربية, حيث سلكت مسلك السجلات التسويقية والمالية والسياسية في الملاحق الصحيفة.
ومن جانبهم، وجه سفراء المملكة العربية السعودية في الدول العربية التي شهدت موجه الشغب بإخبارهم بأن منتقديهم لن يظلوا بدون إجابة وأن هناك عمليات انتقامية.
وفي الواقع، فأنه من الأدق أن نكتب أن صورة المملكة العربية السعودية تتدهور بالنسبة للمواطن العربي البسيط وليس بالنسبة للزعماء المتواطئين, فجميعهم لا يملكون الشجاعة للحديث أمام ما يحدث في كل من إسرائيل والسعودية البلد الذي يدير عصابة مكونه من أشخاص أقدامهم مطلية بالنيكل- مصطلح يطلق على الأشخاص ذوي النوايا السيئة- حيث أطلقت هذه العصابة اسم التحالف الذي يطحن بأسنانه الشعب اليمني بالأسلحة الفرنسية, والأمريكية, والإنجليزية التي ليس لها أي مصلحة في تجفيف مستودعات سوق الموت الذي يتجاوز 1500 مليار دولار سنويا! والحاصل الان لا جديد تحت ضوء الشمس.
وبالتالي قد يموت اليمنيون والفلسطينيون، وسيكون العرب آخر من يقدم الدعم لهم. كما لا يمتلك السيف السعودي القزم أي مستقبل أمام هيمنة الدولة العلمية والتكنولوجية الإيرانية.
الغرب ليس في وضع جيد يسمح له بالحديث عن حقوق الإنسان، فالغرب الذي ينتهكها وفي نفس الوقت يغض الطرف عن رعاته السعوديين والإسرائيليين الذين رموا بالقانون الدولي عرض الحائط دون ضبط النفس، واثقين من عدم التعرض لهم, لأن الغرب هو الذي يملي قواعد الخير والشر …
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فهي على بُعد سنوات ضوئية من التطور التكنولوجي الإيراني.
وفي حال فقد النفط أهميته في نموذج الطاقة في المستقبل، فإن السعوديين والقطريين وكل ملوك الخليج سوف يعيدون إلى سابق عهدهم, حيث ستكون الجمال وسليه لتنقل، والخيام مساكنهم, فملوك الخليج لم يعملوا على تأسيس أي شيء دائم.
يجب أن نتذكر أنه في عشرينيات القرن الماضي، أي في الفترة التي لم يتم اكتشاف النفط بعد في منطقة شبة الجزيرة العربية، تقدم الملك ابن سعود بشكوى إلى فرنسا من أنها منعت الجزائريين من المساهمة في تمويل فقراء المدينة المنورة …