الحرب في اليمن.. السبب في وقوع البلد في شرك أسوأ أزمة إنسانية في العالم
بقلم: سيمون بيتيت
برن ( صحيفة ” letemps” السويسرية الناطقة بالفرنسية, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ)
تجتاح اليمن أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، ومن جانبها اعترفت الأمم المتحدة بأنها تكافح بالكاد من أجل تعبئة الرأي العام العالمي والدول التي تعمل على تمويل الحرب التي اختار العالم غض الطرف عنها في هذا الجزء من العالم.
تجاوزت عمليات تمويل الأمم المتحدة نسبة 65%, وذلك بفضل أكثر دول المانحين سخاء: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة, الذين هم أنفسهم من يعكفون على امطار جيرانهم بوابل من الغارات الجوية.
ونتيجة لذلك، فإن هذا البلد الذي يعتمد على استيراد 90% من بضائعه الإنسانية الأساسية قبل اندلاع الصراع, أصبح الآن على وشك الوقوع في مستنقع المجاعة, حيث يعتمد الآن ثلثي السكان على المساعدات الإنسانية.
لم تكن العمليات القتالية هي السبب الوحيد الذي أدى إلى تدهور الوضع الإنساني في البلد, حيث أن الحصار شبه الكامل الذي تفرضه قوات التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة السعودية للحد من وصول الأسلحة إلى المتمردين, ألقى بظلاله ايضاً على المدنيين بصورة حادة.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية والوقود على مدى السنوات الثلاث الماضية.
كما أن الوضع لا يزال في تدهور مستمر, جراء تشديد الخناق على مدينة الحديدة الساحلية من قبل القوات الموالية للحكومة اليمنية, إذ يعتبر هذا الميناء المطل على البحر الأحمر منفذ إستراتيجياً لتزويد البلد، بما في ذلك الإمدادات الإنسانية.
إن انتظار وجود افتراضية وقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية، فالكرم الدولي هذا لن يكون كافيا.
أشار” تشارلز غودري” مدير البرامج في القسم السويسري لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن إلى أن العوائق تأتي من جميع الجهات, حيث أن المعارك ليست العائق الوحيد للوصول إلى المرضى و الجرحى, ولكن الأمر بحاجة إلى التفاوض من أجل ذلك.
كما استنكرت المنظمة عمليات الاستهداف الممنهج للبنية التحتية للبلد بصورة منتظمة منذ اليوم الأول لهذه الحرب, حيث لا يزال مركز علاج الكوليرا يعاني من أثر الغارة الجوية التي استهدفته في يونيو الماضي, ولحسن الحظ لم يتم تسجيل سقوط أي ضحايا.
وعلى الرغم من تدني معدل الهجمات العسكرية التي استهدفت المستشفيات والمرافق الصحية خلال السنة والنصف الماضية, إلا أن المذابح لا تزال مستمرة في المضي قدما، حيث ان الغارة الجوية التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة الرياض في منتصف أغسطس المنصرم والتي استهدفت حافلة مدرسية خير شاهداً على تلك المجازر.
تشير التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة إلى أن هذا الصراع تمكن من حصد ارواح 10 آلاف شخص منذ بدايته, ولكن يجب أن لا نغفل الذكر عن الضحايا غير المباشرين لهذا الصراع, جراء انهيار النظام الصحي اليمني, والذي ترتب عليه تكاثر الأوبئة, فبعد انتشار الكوليرا, والدفتيريا, والحصبة، يشتبه الآن في ظهور حالات التهاب السحايا, كما أن الموت يتربص بطفل كل عشر دقائق في اليمن جراء أمراض يمكن الوقاية منها.