(السياسية) نصر القريطي:

قبل اسبوعٍ من الآن كشفت وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكية عبر صورٍ للأقمار الصناعية عن قيام العدو الإماراتي بتفكيك أهم قواعده على البحر الأحمر المتمثل بالقاعدة العسكرية الإماراتية في “عصب” الإريترية..

القاعدة التي كانت الإمارات تتخذ منها مركزاً لوجستياً بحرياً وقاعدة لتدريب المرتزقة ونقل الأسلحة الى بلادنا تعتبر أهم قواعد ابن زايد في المنطقة لكن هل يعقل أن تقرر أبوظبي فجأةً ازالة هذه القاعدة من خارطتها العسكرية..

لا يزال الكثير من الغموض يكتنف هذه الخطوة الخبيثة على الرغم من إدراكنا بأن هذا الأداة الصهيونية لا يمكن أن تتحرك من تلقاء نفسها وإقدام أبوظبي على هكذا خطوةٍ يحمل الكثير من الدلالات الخطرة التي ربما تتعلق بإعادة انتشارٍ وشيك لهذا الطامح في بلادنا وليس العكس كما يدعي هي وزبانيته..

محصلة الأنباء المتواترة تشير الى أن ما تم عنونته بـ”انسحاب إماراتي من قاعدة عصب الاريترية” ليس أكثر من اعادة انتشارٍ لهذا الغازي في ارضٍ جديدة وبالتحديد هو محاولة لإعادة توطين هذه القاعدة في منطقة أكثر استراتيجية في البحر الأحمر وتحديداً على ضفاف مضيق باب المندب الاستراتيجي الهام..

بلا أدنى شكٍّ فإن هذه الخطوة لم تكن لتتبلور لولا التطبيع الصهيوني الإماراتي الكامل فأبوظبي باتت اليوم أحد أهم أدوات اسرائيل لاختراق المنطقة العربية ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي والسياسي ولملمة اتفاقات التطبيع الهشّة ولكن ايضاً على الأرض وفي الميدان..

تكرار مقولة الانسحاب الإماراتي من العدوان على اليمن من قبل أبواق ابن زايد الإعلامية والسياسية ليس أكثر من اسطوانةٍ مشروخةٍ لم تعد تنطلي على احد.. أما على أرض الواقع فالإمارات تمارس عدواناً على بلادنا هو الأشد والأخطر لا سيما أنه بات أداة صهيونية مباشرة..

وفقاً لمعلومات حصل عليها “موقع العربي الجديد” فإن تعزيزات إماراتية كبيرة وصلت الى “جزيرة ميون” الاستراتيجية في باب المندب والتي تبين أنها أجزاء من القاعدة العسكرية التي كانت أبوظبي تديرها في إريتريا وتواردت الأنباء عن الشروع الإماراتي في تفكيكها..

تواجد الغازي الاماراتي ليس بالجديد في هذه الجزيرة والعديد من الجزر اليمنية لكن الجديد هو محاولة تحويل أقرب الجزر الاستراتيجية لباب المندب الى قاعدة لوجستية صهيونية بيافطةٍ إماراتية..

التحركات الإماراتية الحثيثة في الجزيرة تعكس هذا التوجه الذي يجب أن لا يتم السكوت عنه حيث تشير المعلومات المتواترة بأن حركة السفن الإماراتية زادت الى الجزيرة ووفقاً لـ”العربي الجديد” فقد نقلت أبوظبي أكثر من 300 جندي وضابط الى الجزيرة وتم إدخال أجهزة يُعتقد أنها أجهزة اتصالات تجسسية متطورة كما تم نشر عدد من المدافع والآليات فيها إلى جانب مروحيات عسكرية من نوع “بلاك هوك” و”آباتشي”.. هذا بالإضافة لاستكمال إنجاز مدرج لاستقبال الطائرات الحربية والذي شرعت الإمارات على العمل فيه قبل أربع سنوات بعد الانتهاء من إنشاء مهبطٍ للطائرات المروحية..

على هذا الصعيد استبعد محللون تحدثوا لصحيفة “نيزا فيسي مايا” الروسية أن تتمكن سلطات أبوظبي من التخلي تماما عن قاعدة عصب ذي الموقع الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب الأمر الذي يجعل من نقل هذه القاعدة الى مكان اكثر استراتيجية هو الفرضية الأكثر منطقية وقوة..

ولفت خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيميونوف الانتباه إلى قاعدة عصب هي بمثابة مركز لوجستي مهم لدعم العمليات العسكرية الإماراتية في اليمن ومن الصعب جداً التخلي عنها.. ناهيك عن كونها معسكر تدريبٍ مهم للمرتزقة السودانيين وأدوات أبوظبي في مجلس الانفصال الانتقالي..

هكذا إذن تشير كل المعطيات الى أن الكيان الإماراتي لم يكن كاذباً في رغبته في الانسحاب من هذه الحرب العدوانية فحسب بل إنه بات اليوم أكثر انغماساً فيها بعد توأمة علاقاته مع الكيان الصهيوني..!!