بقلم: بترا شروتر*

برن (صحيفة ”  “24heures السويسرية الناطقة بالفرنسية, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ)

يجب على المجتمع الدولي أن يرمي بكل ثقله على الأطراف المتحاربة لوقف معاناة اليمنيين، وضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الجهات المستهدفة.

دُمر اليمن على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب صراع مشتعل بين القوات الحكومية الموالية لقوات التحالف العربي المنضوية تحت راية المملكة العربية السعودية وبين القوات الموالية لجماعة الحوثي.

فالمدنيون هم الضحايا الرئيسيون لهذا العنف المحتدم والذي جعل من انتهاك القانون الإنساني الدولي عادة يومية، حيث جعلت الغارات الجوية من المدارس والمستشفيات هدف نصب أعينها، في حين لن يأنف المتحاربون عن استخدام الألغام المضادة للأفراد والعقبات التي تعوق من وصول المساعدات الإنسانية.

أصبح استخدام الأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان من الممارسات الشائعة, وهذه الممارسات التي جابت كافة أنحاء المعمورة كانت سبباً في قتل وجرح 92٪ من المدنيين.

أدى الحصار البحري والجوي الذي تفرضه قوات التحالف العربي إلى تفاقم الحالة الكارثية بالفعل بالنسبة لثلاثة أرباع اليمنيين، في الوقت الذي يعتمد فيه جميع السكان على المساعدات الخارجية والواردات التجارية للبقاء على قيد الحياة.

القى هذا الحصار بظلاله ايضاً على تعثر الحركة السلعية والتي تسببت بنقص حقيقي في المواد الغذائية , كما أدى هذا الحصار إلى تضخم في الأسعار وإغلاق المستشفيات والمرافق الصحية.

ومن جانبها , أشارت التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة , أن هذا القصف المستمر تسبب في مقتل وإصابة أكثر من 28 ألف شخص ونزوح 3 ملايين آخرين على مستوى اليمن.

كل عشر دقائق يطبق الموت خناقه على طفل في هذا البلد بسبب انعدام الأمن الغذائي , أو انتشار الأمراض أو جراء العواقب المترتبة على اندلاع الصراع.

جلبت العمليات القتالية المحتدمة طوفان من الجرحى في المستشفيات التي لم تعد قادرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة جراء انهيار بنيتها التحتية.

يعيش اليمن الآن بين فكي كماشة المجاعة لم يسبق لها مثيل وبين مجموعة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها, فالبلد أصبح على شفا جرف هارٍ من انتشار وباء الكوليرا.

الحاجة لمزيد من المساعدة:

تعمل المنظمات الدولية غير الحكومية على تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية لملايين اليمنيين الضعفاء، وذلك على الرغم من الوضع الأمني المعقد والخطير وكذلك القيود البيروقراطية المفروضة.

وبالرغم من المثابرة والجهود المبذولة ، فإن الاستجابة الإنسانية لا ترقى إلى مستوى الاحتياجات المطلوبة , إذ أن اليمن يحتاج إلى مزيد من العمل والإجراءات من جانب المجتمع الدولي في هذا الصراع المعقد , وذلك للحد من معاناة الشعب.

ومن جانبها ، دعت منظمة “هانديكاب الدولية” جميع أطراف الصراع على وجه السرعة:

– اتخاذ خطوات فورية وجادة لتوفير ممرات آمنة ومساعدة المدنيين الفارين من العمليات القتالية.

– السماح بوصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية دون أي عوائق إلى جميع السكان ووكالات العمل الإنساني، كما يقتضي القانون الإنساني الدولي.

–  العمل على خلق بيئة مواتية للبدء بمفاوضات للسلام.

لقد حان الوقت لوقف هذه المجزرة, فاليمن لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك.

* رئيس منظمة هانديكاب الدولية.